تفريغ مقطع : أين يذهب المصريون إن وقعت الفوضى في هذا الوطن؟!

وَنَحنُ جَمِيعًا فِي سَفِينَة الوَطَن؛ وَمَا أَكثَرَ الذِينَ يَحْمِلُونَ مَعَاوِلَهُم وَفُئوسَهُم؛ لِيَخرِقُوا السَّفِينَة لِيُغرِقُوهَا مِن غَيرِ أَنْ يَجِدُوا أَحدًا يَأخُذُ علَى أَيدِيهِم!!

إِنَّ رَأسَ الدَّولَة وَرَئيسَهَا يُصَرِّحُ لِلقَومِ جَمِيعًا أَنَّ الدَّولَة مُهَدَّدَة, وَقَبلَ ذَلِك صَرَّحَ لهُم أَنَّ المُؤامَرَة قَد أَفلَحَت مِصرُ فِي تَعطِيلِهَا, لَا فِي وَأدِهَا وَلَا فِي إِحبَاطِهَا, وَإنَّمَا قَالَ: فِي تَعطِيلِهَا, فَالمُؤامَرةُ مُستَمِرَّةٌ وَمَع ذَلِكَ فَالقَومُ لَا يَرْعَوُونَ عَن سَفَهَاتِهِم!

وَهَذا الإِعلَامُ يَضرِبُ فِي كُلِّ سَبِيلٍ بمَا يَؤزُّ شَيَاطِينِ الإِنسِ وَالجِنِّ علَى الدَّولَة, وَيُقَلِّبُ النُّفُوسَ بعَضهَا علَى بَعضٍ, وَيُثِيرُ الأَحقَادَ وَيُهَيِّجُ الفِتَن, هَؤلَاءِ يَحْمِلُونَ مَعَاوِلَهُم؛ لِيَخرِقُوا سَفِينَةَ الوَطَن, وَلَا بُدَّ مِنَ الأَخذِ علَى أَيدِيهِم فَإِنَّ الدَّولَة مُهَدَّدَة.

وَعِندَمَا يَقُولُ رَأسُ الدَّولَةِ وَرَئيسُهَا إِنَّ الدَّولَة مُهَدَّدَة؛ فإِنَّهُ لَا يَقُولُ ذَلِك عَن كَذِبٍ وَلَا مُبَالَغَةٍ, وَمَا عَهِدُوا عَلَيهِ كَذِبًا وَلَا مُبَالَغَةً, وَإِنَّمَا يَقُولُوُه عَن رُؤيَةٍ وَبَصِيرةٍ, عَن وَاقِعٍ يَعلَمُهُ عِلمَ يَقِين...

غَيرَ أَنَّهُ مِن أَسَاسِيَّاتِ الأَمنِ القَومِيِّ أَلَّا يُصَرَّحَ بتَفَاصِيلِهِ, وَيَكْفِي أَنْ يَفهَمَ كُلُّ ذِي عَقلٍ أَنَّ الدَّولَة مُهَدَّدَة, فَمَاذَا تُريدُونَ بَعدَ ذَلِك؟!

وَالمُؤامَرةُ عُطلِّت وَلَمْ تُحبَط, فَهِيَ مَاضِيةٌ تَتَجمَّعُ خُيوطُهَا وَأَطرَافُهَا مِن أَجلِ أَنْ تُحْكِمَ الخِنَاقَ علَى هذِهِ الأُمَّةِ المِصرِيَّة, وَالمِصرِيُّونَ لَا يُبَالُون!! فَمَتَى يَرْعَوُون؟ وَمَتى يُدرِكُون؟!

وَهَؤلَاء الذِينَ يَخرُجُونَ علَى الإِجمَاعِ وَيَخبِطُونَ فِي خَشَبِ السَّفِينَةِ؛ لِيَخرِقُوهَا يُرِيدُونَ إِغرَاقَهَا, يَعمَلُونَ لِسِحَابِ مَنْ؟!

إِنَّهُ مِمَّا يَتَوَجَّبُ علَى المَرءِ الآن؛ أَنْ يُراعِيَ المَصلَحَةَ العُليَا لهَذا الوَطَن, فَهَذا وَطَنٌ مُسلِمٌ, وَهَذِهِ أَرضٌ يَحيَا عَليهَا المُسلِمُونَ مُنذُ قُرونٍ, وَيَنبَغِي عَلَيهِم أَنْ يُحَافِظوا عَلَيهَا وَأَلَّا يُضَيِّعُوهَا, وَلَكِنَّ طَائفِةً مِن هَذا الشَّعبِ الأَبِيِّ الكَرِيمِ تَأْبَى إِلَّا أَنْ تَدفَعَ سَفِينَةَ الوَطَنِ إِلَى الصُّخُورِ الوَعرَةِ؛ مِن أَجلِ أَنْ تَرْتَطِمَ بهَا, وَيُحَاوِلُونَ جَاهِدِينَ أَنْ يَخرِقُوهَا لِيُغرِقُوهَا!!

وَالنَّبِيُّ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسلَّم- يَقُولُ لِلْعُقَلَاءِ: ((فَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا, وَإِنْ تَرَكُوهُم هَلَكُوا وَهَلَكُوا جَمِيعًا)).

فَعَلَى كُلِّ مِصرِيٍّ أَنْ يَنتَبِهَ, وَأَنْ يَأخُذَ علَى أَيدِي السُّفَهاء؛ الذِينَ يَحْمِلُونَ أَقلَامَهُم -أَوْ فُئُوسَهُم- أَوْ يُهَرِّفُونَ بِأَلسِنَتِهِم تَضرِبُ بَينَ أَشدَاقِهِم بِكُلِّ مَا يَضُرُّ الوَطَن وَمَصلَحَتَه, وَبِكُلِّ مَا يَعبَثُ بِالأَمنِ القَومِيِّ لهَذا البَلَدِ, وَالبَلدُ مُهَدَّدَةٌ مِن حُدُودِهَا الغَربِيَّة بِالدَّوَاعِشِ وَالتَّكفِيرِيِّينَ وَأَصحَابِ التَّهرِيب لِلمُخَدِّرَات وَلِلأَسلِحَةِ الفَتَّاكَات, وُمُهَدَّدَةٌ مِن جَنُوبِهَا بِسَدِّ النَّهضَةِ وَبِمَا يَجرِي فِي السُّودَانِ, وَمُهَدَّدَةٌ فِي شمَالِهَا الشَّرقِيِّ فِي سَينَاءَ وَمَا بَعدَ سَينَاء مِن عِصَابَةِ صُهيُون, وَمُهَّدَدَةٌ فِي دَاخِلِهَا بالخَوَنَةِ فِي كُلِّ مَكَان, لَا يَتَّقُونَ اللهَ رَبَّ العَالمِينَ, وَيُريدونَ هَدمَ هَذا الوَطَن وَإِشَاعَةَ الفَوضَى فِيهِ, وَعلَى كُلِّ مِصرِيٍّ أَنْ يَنظُرَ إِلَى مَا يَجرِي فِي سُورِيَّا وَفِي لِيبيَا وَفِي اليَمَنِ.

أَينَ يَذهَبُ المِصرِيُّونَ إِنْ وَقعَت الفَوضَى فِي هَذا الوَطَن؟!

إِنَّ النِّساءَ يُبَعْنَ فَاحرِصُوا علَى أَعرَاضِكُم, وَإِيَّاكُم أَنْ تُشَارِكُوا -وَلَوْ بِكَلِمَة- فِي إِحدَاثِ الفَوضَى فِي وَطَنِكُم. أَينْ تَذهَبُون؟!!

إِنَّ السُّورِيِّينَ قَد تَشَتَّتُوا فِي الأَرضِ!! -جَمَعَ اللهُ شَتَاتَهُم وَرَفَعَ اللهُ الكَربَ عَنهُم-

وَمَا يَقعُ مِنَ التَّقَاتُلِ فِي لِيبيَا حَيثُ يَقتُل الأَخُ أَخَاهُ! وَيَعْدُو المُسلِمُ علَى أَخِيهِ!!

وَفِي اليَمَن يُمَكَّنُ لِلرَّوَافِض؛ لِكَي يَكُونُوا شَوكَةً فِي ظَهرِ المَملَكَةِ السُّعودِيَّة, وَمِن أَجلِ أَنْ يَتَقدَّمُوا إِلَى الشَّمَالِ؛ لِيَستَحوِذُوا علَى الكَعبَةِ, وَإِلَى الشَّمَالِ إِلَى حَيثُ قَبر رَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسلَّمَ-, وَالبَّاقِي مَعلُومٌ مَعرُوفٌ.

التعليقات


مقاطع قد تعجبك


  لَعَلَّهُ آخِرُ رَمَضَانَ فِي حَيَاتِي!
  الحلقة الثالثة: أسباب انتشار الإلحاد في العصر الحديث
  تَعَرَّفْ كَيْفَ تُحَوِّلْ حَيَاتَكَ كُلَّهَا إِلَى عِبَادَةٍ للهِ -عَزَّ وَجَلَّ-
  هل هناك فرقة يُقال لها الرسلانية أو الجامية أو السلفية المدخلية؟
  عقوبات أخروية وعقوبات دنيوية للخارج على الإمام
  كيف كان يتعامل السلف مع شيوخهم؟
  صار الحجابُ يَحتاج حجابًا... فقد تَبرَّجَ الحِجاب‬!!
  بين يدي الأسماء والصفات
  التفارب بين السنة والشيعة!!
  الذين يعبدون الصنم والبقر... يعظمون معابدهم!! ويحكم أيها المسلمون أين تعظيم مساجدكم؟
  السر الأكبر لقراءة الرسلان من الورق..؟
  تبديل المواطن العقدية!! .. هذه هي القضية
  من أعظم المقاطع فى الرد على المهرطقين أمثال البحيرى وناعوت وابراهيم عيسى ..!
  الدرس الوحيد الذي تعلمناه من التاريخ... هو أننا لا نتعلم من التاريخ
  رُدَّ العِلمَ إلى ربِّك
  • شارك

نبذة عن الموقع

موقع تفريغات العلامة رسلان ، موقع يحتوي على العشرات من الخطب والمحاضرات والمقاطع المفرغة لفضيلة الشيخ العلامة أبي عبدالله محمد بن سعيد رسلان-حفظه الله- . كما يعلن القائمون على صفحة وموقع تفريغات العلامة رسلان -حفظه الله- أن التفريغات للخطب ليست هي الشكل النهائي عند الطباعة، ولكن نحن نفرغ خطب الشيخ حفظه الله ونجتهد في نشرها ليستفيد منها طلاب العلم والدعاة على منهاج النبوة في كل أنحاء الدنيا، ونؤكد على أنَّ الخطب غير مُخرَّجة بشكل كامل كما يحدث في خطب الشيخ العلامة رسلان المطبوعة وليست الكتب المنشورة على الصفحة والموقع هي النسخة النهائية لكتب الشيخ التي تُطبع...وهذه الكتب ما هي إلا تفريغ لخطب الشيخ، غير أنَّ كتب الشيخ التي تُطبع تُراجع من الشيخ -حفظه الله- وتُخرج. والتفريغ عملٌ بشريٌ، ونحن نجتهد في مراجعة التفريغات مراجعة جيدة، فإذا وقع خطأ أو شكل الخطب كما نخرجها -إنما نُحاسب نحن عليها والخطأ يُنسب لنا وليس للشيخ -حفظه الله-.

الحقوق محفوظة لكل مسلم موقع تفريغات العلامة رسلان