تفريغ مقطع : أَيَّامُ التَّشْرِيقِ

((أَيَّامُ التَّشْرِيقِ))

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّه مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّـهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ﷺ.

أَمَّا بَعْدُ:

فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ ﷺ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.

أَمَّا بَعْدُ:

((أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ للهِ -عَزَّ وَجَلَّ- ))

فَقَدْ أَخْرَجَ الْإِمَامُ مُسْلِمٌ فِي ((صَحِيحِهِ)) بِسَنَدِهِ عَنْ أَبِي نُبَيْشَةَ الْهُذَلِيِّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: ((أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ للهِ -عَزَّ وَجَلَّ- )).

وَفِي رِوَايَةٍ لِلنَّسَائِيِّ: ((لَا تَصُومُوا هَذِهِ الْأَيَّامَ -يَعْنِي: أَيَّامَ التَّشْرِيقِ-؛ فَإِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ للهِ -عَزَّ وَجَلَّ- )).

وَأَيَّامُ التَّشْرِيقِ: هِيَ الْيَوْمُ الْحَادِيَ عَشَرَ وَالثَّانِيَ عَشَرَ وَالثَّالِثَ عَشَرَ، هِيَ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ بَعْدَ يَوْمِ النَّحْرِ.

((الْحِكْمَةُ فِي الْأَمْرِ بِعَدَمِ صِيَامِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ))

وَقَدْ قَالَ الْعُلَمَاءُ: إِنَّ مِنَ الْحِكْمَةِ فِي الْأَمْرِ بِعَدَمِ صِيَامِهَا أَنَّ الْمَزُورَ الْكَرِيمَ لَا يُجِيعُ أَضْيَافَهُ، وَالْحَجِيجُ ضُيُوفُ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-؛ فَاللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- أَمَرَ نَبِيَّهُ بِأَنْ يَنْهَى الْحَجِيجَ وَكَذَلِكَ سَائِرَ الْأُمَّةِ عَنْ صِيَامِ هَذِهِ الْأَيَّامِ، وَيَتَوَجَّهُ هَذَا إِلَى الْحَجِيجِ: ((لَا تَصُومُوا هَذِهِ الْأَيَّامَ؛ فَإِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ للهِ -عَزَّ وَجَلَّ- )).

وَفِي رِوَايَةٍ: ((أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَصَلَاةٍ)).

((سَبَبُ تَسْمِيَةِ هَذِهِ الْأَيَّامِ بِأَيَّامِ التَّشْرِيقِ))

سُمِّيَتْ هَذِهِ الْأَيَّامُ بِـ(أَيَّامِ التَّشْرِيقِ) لِسَبَبَيْنِ:

السَّبَبُ الْأَوَّلُ: أَنَّ الْحُجَّاجَ فِي يَوْمِ النَّحْرِ يَبْدَءُونَ بَعْدَ أَنْ يُفِيضُوا مِنَ (الْمُزْدَلِفَةِ) بَعْدَ أَنْ يُسْفِرَ النَّهَارُ جِدًّا فَيُفِيضُونَ إِلَى (مِنَى) مِنْ أَجْلِ رَمْيِ جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ الْكُبْرَى، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ يَنْحَرُونَ، فَيَكُونُ ذَلِكَ مَعَ شُرُوقِ الشَّمْسِ.. فَيَكُونُ النَّحْرُ مَعَ الشُّرُوقِ، فَسُمِّيَتْ بِأَيَّامِ التَّشْرِيقِ لِهَذَا.

السَّبَبُ الثَّانِي: قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ: إِنَّمَا سُمِّيَتْ بِـ(أَيَّامِ التَّشْرِيقِ)؛ لِأَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا ذَبَحُوا الْهَدَايَا أَخَذُوا اللَّحْمَ فَعَلَّقُوهُ فِي مُوَاجَهَةِ الشَّمْسِ تُشْرِقُ مِنْ جِهَةِ الشَّرْقِ، فَهُوَ تَشْرِيقٌ لِلَّحْمِ؛ مِنْ أَجْلِ تَجْفِيفِهِ، وَهِيَ وَسِيلَةٌ مِنْ وَسَائِلِ الْحِفْظِ لِلْأَغْذِيَةِ.. التَّجْفِيفُ.

فَسُمِّيَتْ هَذِهِ الْأَيَّامُ لِأَجْلِ تَشْرِيقِ اللَّحْمِ وَتَجْفِيفِهِ مِنْ أَجْلِ حِفْظِهِ.. سُمِّيَتْ بِأَيَّامِ التَّشْرِيقِ.

((أَعْظَمُ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- يَوْمُ النَّحْرِ ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ))

يَقُولُ النَّبِيُّ ﷺ: ((أَعْظَمُ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- يَوْمُ النَّحْرِ ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ)).

((يَوْمُ الْقَرِّ)): هُوَ الْيَوْمُ الْحَادِيَ عَشَرَ.. الْيَوْمُ الثَّانِي لِيَوْمِ النَّحْرِ.. الْيَوْمُ الَّذِي يَلِي يَوْمَ النَّحْرِ هُوَ يَوْمُ الْقَرِّ، الْحُجَّاجُ يَقَرُّونَ فِي (مِنَى) ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، ذَلِكَ لِمَنْ تَأَخَّرَ؛ فَلِمَاذَا سُمِّيَ الْيَوْمُ الْحَادِيَ عَشَرَ وَحْدَهُ بِيَوْمِ الْقَرِّ؟

الْحُجَّاجُ فِي يَوْمِ الْعِيدِ يَأْتُونَ بِمُعْظَمِ الْمَنَاسِكِ؛ فَإِنَّهُمْ يُفِيضُونَ مِنَ (الْمُزْدَلِفَةِ) مِنَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ إِلَى (مِنَى) يَرْجُمُونَ جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ الْكُبْرَى، ثُمَّ يَنْحَرُونَ الْهَدَايَا، ثُمَّ يَحْلِقُونَ رُؤُوسَهُمْ، ثُمَّ يَذْهَبُونَ إِلَى مَكَّةَ مِنْ أَجْلِ طَوَافِ الْإِفَاضَةِ بِالطَّوَافِ حَوْلَ الْبَيْتِ الْحَرَامِ وَالسَّعْيِ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ يَرْجِعُونَ إِلَى (مِنَى) فَيَقَرُّونَ فِيهَا فِي الْيَوْمِ الْعَاشِرِ فِي لَيْلَةِ الْحَادِي عَشَرَ يَقَرُّونَ فِي الْيَوْمِ الْحَادِي عَشَرَ.

سُمِّيَ بِيَوْمِ الْقَرِّ؛ لِأَنَّهُ لَا نَفْرَ فِيهِ، لِأَنَّ اللهَ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- ذَكَرَ هَذِهِ الْأَيَّامَ -أَيَّامَ التَّشْرِيقِ- فِي قَوْلِهِ -جَلَّ وَعَلَا-: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ} [البقرة: 203]: هِيَ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ الثَّلَاثَةُ، وَهِيَ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ بَعْدَ يَوْمِ النَّحْرِ، وَهِيَ الْأَيَّامُ الْمَعْدُودَاتُ فِي قَوْلِ اللهِ -جَلَّ وَعَلَا-: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ لِمَنِ اتَّقَىٰ} [البقرة: 203].

فِي الْيَوْمِ الثَّانِي عَشَرَ يَجُوزُ لِلْحَاجِّ إِذَا مَا كَانَ الزَّوَالُ أَنْ يَرْجُمَ الْجَمْرَاتِ الثَّلَاثَ ثُمَّ يَنْصَرِفُ مِنْ مِنَى، يَذْهَبُ إِلَى مَكَّةَ يَطُوفُ طَوَافَ الْوَدَاعِ، ثُمَّ يَنْطَلِقُ إِلَى أَهْلِهِ، أَوْ يَذْهَبُ إِلَى مَدِينَةِ الرَّسُولِ ﷺ؛ لِأَنَّ الْمَنَاسِكَ بِذَلِكَ قَدِ انْتَهَتْ، وَإِذَا تَأَخَّرَ فَإِنَّهُ يَبْقَى الْيَوْمَ الثَّانِي عَشَرَ، وَأَمَّا فِي الْيَوْمِ الثَّالِثَ عَشَرَ فَإِنَّهُ يَرْجُمُ ثُمَّ يَذْهَبُ، فَيَقُولُ اللهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ لِمَنِ اتَّقَىٰ}.

أَمَّا الْيَوْمُ الْحَادِي عَشَرَ فَلَا نَفْرَ فِيهِ؛ فَهُوَ يَوْمُ الْقَرِّ.

يَقُولُ الرَّسُولُ ﷺ: ((أَعْظَمُ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ- يَوْمُ النَّحْرِ -وَهُوَ الْيَوْمُ الْعَاشِرُ يَوْمُ الْعِيدِ- ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ)).

((ذِكْرُ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ))

هَذِهِ الْأَيَّامُ كَمَا قَالَ الرَّسُولُ ﷺ: ((أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ للهِ -عَزَّ وَجَلَّ- )).

وَهَذَا الذِّكْرُ الَّذِي ذُكِرَ فِي هَذَا الْقَوْلِ النَّبَوِيِّ الْكَرِيمِ.. هَذَا الذِّكْرُ يَقُولُ الْعُلَمَاءُ: إِنَّهُ ذِكْرٌ مُقَيَّدٌ، وَهُوَ ذِكْرُ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- بِتَكْبِيرِهِ وَتَهْلِيلِهِ وَتَحْمِيدِهِ بِعَقِبِ الصَّلَوَاتِ؛ فَهَذَا ذِكْرٌ مُقَيَّدٌ.. مُقَيَّدٌ بِالصَّلَوَاتِ، سَوَاءٌ كَانَتِ الصَّلَوَاتُ فَرْضًا أَمْ كَانَتْ نَافِلَةً، وَبَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ يَقُولُ: إِنَّ الْمُقَيَّدَ إِنَّمَا هُوَ مَخْصُوصٌ بِالْفَرَائِضِ، فَهَذَا ذِكْرٌ مُقَيَّدٌ، بَعْدَ أَنْ يَفْرُغَ الْمُصَلِّي مِنْ صَلَاتِهِ فَإِنَّهُ يَذْكُرُ اللهَ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- يُكَبِّرُهُ وَيُهَلِّلُهُ وَيَحْمَدُهُ.

وَالذِّكْرُ الْمُطْلَقُ فَإِنَّهُ يَكُونُ فِي الْبُيُوتِ، يَكُونُ فِي الطُّرُقَاتِ، يَكُونُ فِي الْمَحَالِّ، يَكُونُ فِي كُلِّ مَكَانٍ، يَذْكُرُونَ اللهَ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-، {فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا} [البقرة: 200].

فَاللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ يَأْمُرُنَا بِأَنْ نَذْكُرَهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-؛ إِذَا مَا فَرَغَ الْحَجِيجُ مِنْ أَدَاءِ الْمَنَاسِكِ يَأْمُرُهُمُ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ بِالذِّكْرِ.

وَكَذَلِكَ شَرَعَ لَنَا النَّبِيُّ ﷺ أَنْ نَذْكُرَ اللهَ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ ذِكْرًا مُقَيَّدًا بِعَقِبِ الصَّلَوَاتِ؛ وَهُوَ مِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الصُّبْحِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ إِلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ مِنْ آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ، فَالذِّكْرُ الْمُقَيَّدُ بِعَقِبِ الصَّلَوَاتِ يَبْدَأُ مِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الصُّبْحِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَيَنْتَهِي بِصَلَاةِ الْعَصْرِ مِنْ آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ؛ لِأَنَّ الْيَوْمَ إِنَّمَا يَبْدَأُ بِغُرُوبِ الشَّمْسِ، لِذَلِكَ كَانَ آخِرُ الذِّكْرِ الْمُقَيَّدِ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ بَعْدَ صَلَاةِ الْعَصْرِ، لِأَنَّهُ لَوْ كَانَ بَعْدَ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ لَكَانَ مِنَ الْيَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ؛ لِأَنَّ اللَّيْلَ إِنَّمَا تَلْحَقُ بِيَوْمِهَا؛ بِمَعْنَى: أَنَّنَا فِي رَمَضَانَ إِذَا مَا ثَبَتَتْ رُؤْيَةُ الْهِلَالِ أَوْ أَتْمَمْنَا الْعِدَّةَ ثَلَاثِينَ يَوْمًا لِشَعْبَانَ فَقَدْ دَخَلَ رَمَضَانُ بِغُرُوبِ الشَّمْسِ، فَنَقُومُ لِنُصَلِّيَ صَلَاةَ التَّرَاوِيحِ، هَذَا رَمَضَانُ.

فَإِذَنِ؛ الْيَوْمُ فِي الشَّرْعِ إِنَّمَا يَبْدَأُ بِغُرُوبِ الشَّمْسِ؛ لِذَلِكَ كَانَ التَّكْبِيرُ الْمُقَيَّدُ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ مُنْتَهِيًا بِصَلَاةِ الْعَصْرِ مِنَ الْيَوْمِ الثَّالِثَ عَشَرَ وَهُوَ رَابِعُ أَيَّامِ الْعِيدِ.

هَذَا مَا يَتَعَلَّقُ بِالذِّكْرِ الْمُقَيَّدِ.

الذِّكْرُ الْمُطْلَقُ فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ وَفِي غَيْرِ هَذِهِ الْأَيَّامِ.

شَيْءٌ آخَرُ: أَنَّ أَيَّامَ الذَّبْحِ تَمْتَدُّ -أَيْضًا- مِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعَصْرِ؛ يَعْنِي: لَا تَنْتَهِي مَعَ الذِّكْرِ الْمُقَيَّدِ، وَإِنَّمَا لَكَ أَنْ تَذْبَحَ الْأُضْحِيَّةَ فِي يَوْمِ الْعِيدِ بَعْدَ أَنْ يَفْرُغَ الْإِمَامُ مِنَ الصَّلَاةِ، وَالْأَفْضَلُ أَنْ تَنْتَظِرَ حَتَّى تَسْمَعَ الْخُطْبَةَ، ثُمَّ تَشْرَعُ بَعْدَ ذَلِكَ فِي تَقْدِيمِ الْقُرْبَانِ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ بِذَبْحِ الْأُضْحِيَّةِ للهِ -جَلَّ وَعَلَا-، تَذْبَحُ فِي يَوْمِ الْعِيدِ، وَفِي الْيَوْمِ الْحَادِي عَشَرَ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّانِي عَشَرَ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثَ عَشَرَ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ.

فَأَيَّامُ التَّشْرِيقِ كُلُّهَا مَنْحَرٌ يَذْبَحُ فِيهَا الْإِنْسَانُ وَلَا حَرَجَ عَلَيْهِ.

الذَّبْحُ فِي يَوْمِ الْعِيدِ أَفْضَلُ مِنَ الذَّبْحِ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي، وَالثَّانِي خَيْرٌ مِنَ الثَّالِثِ؛ لِلتَّعْجِيلِ بِالطَّاعَةِ؛ لِأَنَّ الْمَرْءَ لَا يَضْمَنُ حَيَاتَهُ.

وَالذَّبْحُ بِالنَّهَارِ خَيْرٌ مِنَ الذَّبْحِ بِاللَّيْلِ، حَتَّى إِنَّ الْإِمَامَ يَذْبَحُ فِي الْمُصَلَّى كَمَا كَانَ يَفْعَلُ الرَّسُولُ ﷺ.

هَذِهِ الْأَيَّامُ الْعَظِيمَةُ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ للهِ -عَزَّ وَجَلَّ-، فِيهَا خَيْرُ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ وَهُوَ الْحَادِي عَشَرَ، فَعَلَيْنَا أَلَّا نَظْلِمَ فِيهَا أَنْفُسَنَا، وَأَنْ نَجْتَهِدَ فِيهَا فِي الذِّكْرِ وَفِي الدُّعَاءِ وَفِي التَّقَرُّبِ إِلَى رَبِّ الْأَرْضِ وَالسَّمَاءِ، عَسَى اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ أَنْ يُذِيبَ قَسْوَةَ قُلُوبِنَا، لِأَنَّ فِي الْقُلُوبِ قَسَاوَةً لَا تُذِيبُهَا إِلَّا الْأَذْكَارُ، فِي الْقَلْبِ قَسْوَةٌ لَا يُذِيبُ هَذِهِ الْقَسْوَةَ سِوَى ذِكْرِ اللهِ -جَلَّ وَعَلَا-، وَالَّذِي لَا يُدْمِنُ الذِّكْرَ لَا يَضْمَنُ أَلَّا يَقْسُوَ قَلْبُهُ، {فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ} [الزمر: 22].

فَذِكْرُ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- أَعْظَمُ مَا يُعِينُ عَلَى خُشُوعِ الْقَلْبِ وَتَوَجُّهِهِ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ؛ لِذَلِكَ أَمَرَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ بِذِكْرِهِ ذِكْرًا كَثِيرًا، فَأَمَرَ بِإِقَامِ الصَّلَاةِ وَبِإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَلَكِنْ لَمْ يَقُلْ: صَلُّوا كَثِيرًا، وَلَا: زَكُّوا كَثِيرًا، وَلَا: صُومُوا كَثِيرًا، وَلَكِنْ فِي ذِكْرِهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- قَالَ: {اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الأحزاب: 41-42].

فَأَمَرَ بِإِكْثَارِ الذِّكْرِ، ((وَكَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَذْكُرُ اللهَ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ)).

{يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ} [آل عمران: 191].

هَؤُلَاءِ هُمْ أَصْحَابُ الْعُقُولِ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ إِلَى فَهْمِ مَا يَنْفَعُهُمْ دُنْيَا وَآخِرَةً، وَتَحْصِيلِ مَا بِهِ سَعَادَتُهُمْ وَنَجَاتُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ، فَهُمْ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ.

حَتَّى إِنَّ الْعُلَمَاءَ يَقُولُونَ: إِنَّ الْإِنْسَانَ إِذَا نَامَ عَلَى الْهَيْئَةِ النَّبَوِيَّةِ؛ لِأَنَّ النَّوْمَ لَهُ هَيْئَةٌ نَبَوِيَّةٌ، كُلُّ أَمْرٍ مِنَ الْأُمُورِ حَتَّى قَضَاءِ الْحَاجَةِ لَهُ هَيْئَةٌ نَبَوِيَّةٌ بَيَّنَهَا الرَّسُولُ ﷺ، فَالْمَرْءُ لَا يَكْشِفُ عَنْ سَوْءَتِهِ وَعَوْرَتِهِ إِلَّا عِنْدَ قُرْبِهِ مِنَ الْأَرْضِ؛ حَيَاءً مِنَ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَيُخَمِّرُ رَأْسَهُ بِثَوْبِهِ حَيَاءً مِنَ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَيَعْتَمِدُ عَلَى قَدَمِهِ الْيُسْرَى، وَيَرْفَعُ عَقِبَ قَدَمِهِ الْيُمْنَى، فَحِينَئِذٍ تَكُونُ الْأَحْشَاءُ مُنْصَبَّةً إِلَى جِهَةِ الْيَسَارِ، وَفِيهَا الْقَوْلُونُ الْحَوْضِيُّ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ تُدْفَعُ الْفَضَلَاتُ، وَهَذَا مُسَاعِدٌ جِدًّا عَلَى دَفْعِهَا وَتَسْهِيلِ قَضَاءِ ذَلِكَ -بِفَضْلِ اللهِ -جَلَّ وَعَلَا--.

((كَانَ عَلِيٌّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- إِذَا دَخَلَ الْخَلَاءَ فَقَضَى حَاجَتَهُ ثُمَّ خَرَجَ يَقُولُ: يَا لَهَا مِنْ نِعْمَةٍ لَوْ قَدَرَهَا النَّاسُ قَدْرَهَا))؛ مِنَ النِّعَمِ الْجَلِيلَةِ!

فَذِكْرُ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- عِنْدَ النَّوْمِ؛ يَنَامُ عَلَى وُضُوءٍ، يَنَامُ عَلَى جَنْبِهِ الْأَيْمَنِ فِي بَدْءِ النَّوْمِ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ لَا حَرَجَ أَنْ يَنَامَ عَلَى جَنْبِهِ الْأَيْسَرِ، أَنْ يَنَامَ عَلَى ظَهْرِهِ، وَلَكِنْ لَا يَنَامُ عَلَى بَطْنِهِ؛ فَإِنَّهَا نَوْمَةٌ يَكْرَهُهَا اللهُ -جَلَّ وَعَلَا-، وَنَهَى عَنْهَا الرَّسُولُ ﷺ.

يَضَعُ رَاحَتَهُ الْيُمْنَى -كَفَّهُ- تَحْتَ خَدِّهِ الْأَيْمَنِ، يَأْتِي بِالْأَذْكَارِ -أَذْكَارِ النَّوْمِ-، فَإِذَا أَخَذَ النَّوْمُ بِمَعَاقِدِ عَيْنَيْهِ فَنَامَ فَاسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ كَانَ مَا بَيْنَ الذِّكْرَيْنِ ذِكْرًا مَكْتُوبًا لَهُ فِي صَحِيفَةِ حَسَنَاتِهِ وَمَحْسُوبًا لَهُ، مَعَ أَنَّهُ كَانَ نَائِمًا؛ لِأَنَّ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ هُوَ الْجَوَادُ الْكَرِيمُ، لَا يَتَعَاظَمُهُ عَطَاءٌ.

يَقُولُ رَسُولُ اللهِ ﷺ عَمَّا تَتَمَتَّعُ بِهِ مِنَ الْأَكْلِ وَمِنَ الشُّرْبِ يَقُولُ: ((إنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنِ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الْأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا، أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا)).

وَيَكُونُ الْأَكْلُ صَدَقَةً عَلَيْهِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ -جَلَّ وَعَلَا-.

((لَا تُضَيِّعُوا هَذِهِ الْأَيَّامَ وَحَافِظُوا عَلَى أَعْمَارِكُمْ!))

هَذِهِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ للهِ -جَلَّ وَعَلَا-؛ فَيَنْبَغِي عَلَيْنَا أَنْ نَلْتَزِمَ الْمَنْهَجَ النَّبَوِيَّ، وَأَنْ نَتَّقِيَ اللهَ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- فِي أَعْمَارِنَا؛ فَإِنَّ الْأَيَّامَ تَمُرُّ.. لَا أَقُولُ مَرَّ السَّحَابِ، فَهَذَا بَطِيءٌ، وَلَكِنَّهَا كَلَمْعِ الْبَرْقِ، الْعُمُرُ يَنْقَضِي، وَقِسْ مَا هُوَ آتٍ عَلَى مَا مَضَى!

مِنَّا مَنْ عَاشَ فَوْقَ النِّصْفِ قَرْنٍ، وَمِنَّا مَنْ تَجَاوَزَ ذَلِكَ بِعَقْدٍ أَوْ عَقْدَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةِ عُقُودٍ، فَيَكُونُ فِي أَوَّلِ عَقْدِ التِّسْعِينَ الْعَقْدِ التَّاسِعِ مِنْ عُمُرِهِ، أَوْ فِي الثَّمَانِينَ، أَوْ مَا دُونَ ذَلِكَ، قِسْ هَذَا الَّذِي مَرَّ؛ لِأَنَّكَ لَوْ سُئِلْتَ عَنْهُ لَقُلْتَ: إِنَّمَا مَرَّ عَلَيَّ كَغَمْضِ الْعَيْنِ، أَوْ رَفْعِ الْجَفْنِ، لَقَدْ مَرَّ سَرِيعًا، فَقِسْ مَا أَتَى وَلَنْ يَكُونَ كَمَا مَضَى؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: ((أَعْمَارُ أُمَّتِي مَا بَيْنَ السِّتِّينَ وَالسَّبْعِينَ، وَأَقَلُّهُمْ مَنْ يَجُوزُ ذَلِكَ)).

((مَا عِنْدَ اللهِ لَا يُنَالُ إِلَّا بِطَاعَتِهِ))

هَذَا الدِّينُ الْعَظِيمُ وَضَعَ لَنَا حُدُودًا لِكُلِّ شَيْءٍ؛ لِأَنَّ الْعَبْدَ مَأْمُورٌ مِنْ قِبَلِ مَنْ يَعْبُدُهُ.. لِأَنَّ الْعَبْدَ مَأْمُورٌ مِنْ قِبَلِ سَيِّدِهِ، لَيْسَ حُرًّا يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ، فَالسَّيِّدُ.. فَالْمَعْبُودُ.. فَالْإِلَهُ الْحَقُّ وَضَعَ فِي هَذَا الدِّينِ حُدُودًا لِكُلِّ شَيْءٍ، حَتَّى فِي الْفَرَحِ، الْفَرَحُ لَا يَكُونُ أَشَرًا وَلَا بَطَرًا وَلَا طُغْيَانًا وَلَا مَعْصِيَةً للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَإِنْ وَقَعَ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ نُزِعَتِ الْبَرَكَةُ، وَلَا تَأْتِي الْبَرَكَةُ إِلَّا بِطَاعَةِ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَطَاعَةِ رَسُولِهِ ﷺ.

وَدَلَّ عَلَى ذَلِكَ كَثِيرٌ مِنَ النُّصُوصِ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ؛ مِنْهَا: قَوْلُ الرَّسُولِ: ((مَا عِنْدَ اللهِ لَا يُنَالُ إِلَّا بِطَاعَتِهِ)).

اجْعَلْ هَذَا الْقَانُونَ مِنْكَ دَائِمًا عَلَى ذُكْرٍ.. مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ الْخَيْرِ، مِنَ الْفَضْلِ، مِنَ الْغِنَى، مِنَ السَّتْرِ، مِنْ نَجَابَةِ الذُّرِّيَّةِ، مِنَ الْحِفْظِ وَالْكَلَاءَةِ فِي الْأَهْلِ وَالْمَالِ وَالْوَلَدِ، فِي التَّوْفِيقِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ، وَفِي الْعِبَادَةِ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، ((مَا عِنْدَ اللهِ لَا يُنَالُ إِلَّا بِطَاعَتِهِ)).

وَاللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ أَخْفَى رِضَاهُ فِي طَاعَتِهِ، كَمَا أَخْفَى سَخَطَهُ فِي مَعْصِيَتِهِ، وَالْعَبْدُ رُبَّمَا أَذْنَبَ ذَنْبًا وَاحِدًا سَقَطَ بِهِ مِنْ عَيْنِ اللهِ.

يَقُولُ الرَّسُولُ ﷺ: ((وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا..)).

 وَفِي رِوَايَةٍ: ((يُضْحِكُ بِهَا جُلَسَاءَهُ))، كَمَا يَقُولُ السُّفَهَاءُ: إِنَّ الْقَافِيَةَ قَدْ حَبَكَتْ!

فَرُبَّمَا أَتَى بِالْكَلِمَةِ.. يَقُولُ النَّبِيُّ ﷺ: ((إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ -تَعَالَى- لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ)).

وَفِي رِوَايَةٍ: ((إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ فِيهَا يَزِلُّ بِهَا إِلَى النَّارِ أَبْعَدَ مِمَّا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ)).

وَفِي رِوَايَةٍ: ((وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ مَا كَانَ يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ يَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ)).

وَفِي الْمُقَابِلِ: ((إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ -تَعَالَى- مَا كَانَ يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ يَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ))، يُدْخِلُهُ اللهُ بِهَا الْجَنَّةَ.

((لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا))، فَإِيَّاكَ أَنْ تَحْتَقِرَ ذَنْبًا، لَا تَنْظُرْ إِلَى حَقَارَةِ الذَّنْبِ، وَإِنَّمَا انْظُرْ إِلَى عَظَمَةِ مَنْ أَذْنَبْتَ وَخَرَجْتَ عَلَى قَانُونِهِ وَمِنْهَاجِهِ.

اشْغَلْ نَفْسَكَ بِنَفْسِكَ!

وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّد، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ.

 

 

التعليقات


مقاطع قد تعجبك


  رسالة قوية لكل ظالم... كيف تظلم؟ ولمَ تظلم؟ مَن أنت وما تكون؟!
  مؤسسة ابن عثيمين وتحريفهم لكلام العلامة العثيمين
  حَذَارِ أخي أنْ يُؤتَى الإسلامُ مِن قِبَلِكَ!!
  اصمتوا رحمكم الله... ألا تبصرون؟!
  الدين حجة على الجميع
  إعلامُ الأمة بحُرمةِ دماءِ المُستأمَنين
  تنبيهٌ هامٌّ في حقِّ الرسول ﷺ
  حكم خلع المرأة ثيابها في غير بيتها
  تَمَسَّكُوا بِدِينِكُمْ وَتَعَلَّمُوهُ!
  توقف!! فإنَّ الحياة فرصة واحدة لا تتكرر
  مختصر أحكام الأضحيَّة
  رسالة إلى الخونة دُعَاة التقريب بين السُّنَّة وبين الشيعة الأنجاس
  حكم الاحتفال بأعياد غير المسلمين
  انتبه...أفِق من غفوتِك!! لا تَشغَل نفسَكَ بغَيرِكَ
  بدعة خروج النساء للمقابر أول رجب أو أول خميس منه
  • شارك

نبذة عن الموقع

موقع تفريغات العلامة رسلان ، موقع يحتوي على العشرات من الخطب والمحاضرات والمقاطع المفرغة لفضيلة الشيخ العلامة أبي عبدالله محمد بن سعيد رسلان-حفظه الله- . كما يعلن القائمون على صفحة وموقع تفريغات العلامة رسلان -حفظه الله- أن التفريغات للخطب ليست هي الشكل النهائي عند الطباعة، ولكن نحن نفرغ خطب الشيخ حفظه الله ونجتهد في نشرها ليستفيد منها طلاب العلم والدعاة على منهاج النبوة في كل أنحاء الدنيا، ونؤكد على أنَّ الخطب غير مُخرَّجة بشكل كامل كما يحدث في خطب الشيخ العلامة رسلان المطبوعة وليست الكتب المنشورة على الصفحة والموقع هي النسخة النهائية لكتب الشيخ التي تُطبع...وهذه الكتب ما هي إلا تفريغ لخطب الشيخ، غير أنَّ كتب الشيخ التي تُطبع تُراجع من الشيخ -حفظه الله- وتُخرج. والتفريغ عملٌ بشريٌ، ونحن نجتهد في مراجعة التفريغات مراجعة جيدة، فإذا وقع خطأ أو شكل الخطب كما نخرجها -إنما نُحاسب نحن عليها والخطأ يُنسب لنا وليس للشيخ -حفظه الله-.

الحقوق محفوظة لكل مسلم موقع تفريغات العلامة رسلان