تفريغ مقطع : معنى الكلمة الطيبة

((معنى الكلمة الطيبة))

دينُ اللهِ رب العالمين الذي أرسلَ به رُسُلَهُ وأنزلَ به كُتبَهُ، وما تضمنته لا إله إلا الله فهمًا لمعناها، وعملًا بمقتضاها وتحقيقًا لشروطِها ومجانبةً لنواقضِها وتحقيقًا لها في الحياة.

وإنما وقعت المعركةُ في قَبولِها ورَدِّها وفي خلافِ المشركين حولها.

وأمَّا أنْ يظُنَّ ظانٌ أنَّ ((لا إله إلا الله))؛ إنما هي إثبات وجودِ الصانع الحكيم المُدبر الكريم إلى آخر ما يقولون، ثم يصرفُ العبادةَ لغيرِ الله -جلَّ وعلا-، فليس هذا بدينِ مُحمَّد ولا هو بدينِ المُرسلين، ولا هو بمَوطنِ النزاع بين النبي وقومه، بل بين الأنبياء وأقوامهم.

فكُلُّهم جاءوا لكي يكونَ الدعاءُ كلُّه لله، والاستغاثةُ بالله، والتوكلُ على الله، والمحبةُ لله إلى غيرِ ذلك من تلك العبادات.

كُلُّهم يقول {اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}.

وهذا معنى الكلمة الطيبة؛ {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ}: هذا هو النفي، {وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا}، نفيٌ وإثبات، فلابد مِن الكُفر بكُلِّ ما يُعبد مِن دون الله، والنَّاس يقولون: إننا إذا استغثنا بالمخلوقين؛ فإننا لا نعبدُهم من دون ربِّ العالمين.

فيُقال: ما الفرقُ بين هذه الاستغاثة على هذا النَّحو واستغاثة المُتقدمين؟!!

يقولون: نحن لا نذبحُ لهم، وليس الذبحُ بعبادةٍ لهم.

وهذا تدليسٌ في تدليس، لأنهم يأتون ببهيمةِ الأنعام التي لا تُذبح إلا لله، ولا تُنذرُ إلا لله، ولا تُقَدَّم قُربانًا وطاعةً إلا لله.

يشترونها بنيةِ أنها لفلانٍ أو فلانة، وتُربَّى سائبةً لا تُمَسّ، إذ هي من سوائمِ فلانٍ أو فلانة، وتُساق إلى منحرهِا على اسمِ فلانٍ وفلانة.

ثم يقع التدليسُ باللسان لفظًا، فيقول قائلُهم: ما ذبحتها لأجلهِ، وإنما ذبحتُ باسمِ الله واللهُ أكبر.

وهذا كلُّه زورٌ وضلال، ومعلومٌ أنَّ الأسماء لا تُغيِّرُ من حقيقةِ المُسَمَّى شيئًا.

فلو أنَّ إنسانًا سمَّى الخمرَ ماءً، ما أخرج ذلك الخمر عن حقيقتها، وما صارت بالتسميةِ ماءا، وإنما هي خمرٌ على حقيقتِها، إنْ شَرِبَها حُدَّ، وإنْ قال بحِلِّها كَفَر، إلى غيرِ ذلك من الأحكام وإنْ سمَّاها بغيرِ اسمِها. 

التعليقات


مقاطع قد تعجبك


  لا تسلموا الأمة لأعدائها
  لعن الله المرأة تلبس لبسة الرجال
  لحظة تراجع الرسلان عن خطأ أخطأه
  إسقاط النظام الآن يعني: الحرب الأهلية
  الأمة مُهددةٌ في سويدائِها؛ بتغيير شريعتها ودينها
  رَمَضَانُ وَالْقُرَآنُ
  إعلامُ الأمة بحُرمةِ دماءِ المُستأمَنين
  القول السديد في اجتماع الجمعة والعيد
  فرقة تفجر وفرقة تستنكر... التقية الإخوانية
  الرد على العقلانيين -الرد على من أدخل العقل في العبادات
  سبحانه هو الغني ((2))
  حافِظ على مال زوجتِك
  زنا وفحش وخمر وسُحت وظلم وطغيان!! هل هذه هي الأخلاق التي تريدون أن تتعلموها؟!
  دفع البهتان حول عبارة (يُدَوِّخُ الله رب العالمين المشركين)
  الخوارجُ قديمًا وحديثًا ﻻ يقاتلونَ الكُفَّار
  • شارك

نبذة عن الموقع

موقع تفريغات العلامة رسلان ، موقع يحتوي على العشرات من الخطب والمحاضرات والمقاطع المفرغة لفضيلة الشيخ العلامة أبي عبدالله محمد بن سعيد رسلان-حفظه الله- . كما يعلن القائمون على صفحة وموقع تفريغات العلامة رسلان -حفظه الله- أن التفريغات للخطب ليست هي الشكل النهائي عند الطباعة، ولكن نحن نفرغ خطب الشيخ حفظه الله ونجتهد في نشرها ليستفيد منها طلاب العلم والدعاة على منهاج النبوة في كل أنحاء الدنيا، ونؤكد على أنَّ الخطب غير مُخرَّجة بشكل كامل كما يحدث في خطب الشيخ العلامة رسلان المطبوعة وليست الكتب المنشورة على الصفحة والموقع هي النسخة النهائية لكتب الشيخ التي تُطبع...وهذه الكتب ما هي إلا تفريغ لخطب الشيخ، غير أنَّ كتب الشيخ التي تُطبع تُراجع من الشيخ -حفظه الله- وتُخرج. والتفريغ عملٌ بشريٌ، ونحن نجتهد في مراجعة التفريغات مراجعة جيدة، فإذا وقع خطأ أو شكل الخطب كما نخرجها -إنما نُحاسب نحن عليها والخطأ يُنسب لنا وليس للشيخ -حفظه الله-.

الحقوق محفوظة لكل مسلم موقع تفريغات العلامة رسلان