تفريغ مقطع : اسمع هذا لمن ينظر الى النساء نظرات الخبث

اسمع هذا لمن ينظر الى النساء نظرات الخبث

وَقد جَعَلَ النبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وَعلَى آلِه وسلَّم- قَاعِدةً عَظيمَةً جدًا لِكلِّ مَن لَمْ يَتَّقِ اللهَ -تَبَارَكَ وَتعَالَى- لِكَي يُحَصِّلَ تَقوَاهُ، وَذَلِك بِأنْ يَجعَلَ الأَمْرَ مُنَزَّلًا علَى نَفسِهِ هُوَ, كَمَا فِي مَسأَلَةِ الشَّابِّ الذِي جَاءَ يَسأَلُ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- الإذْنَ بالزِّنَا!!

لَو كَانَ هَذا فَاسِدًا بِمَرَّةٍ مَا جَاءَ يَستَأذِن وَلَوَقَعَ فِي الفَاحِشَةِ مِن غَيرِ استِئذَان؛ وَلَكِنَّهُ تُنازِعُه فِي نَفسِه نَوازِعُ الخَيرِ وَالشَّرِّ، فَنَفسُه تَصبُو إِلَى هَذا الأَمرِ وَتَقوَاهُ تَحجِزُهُ, فَذَهَب يَستَأذِنُ مِن رَسولِ اللهِ!!

قَالَ: يَا رَسُولِ اللهِ: ائذَن لِي بالزِّنَا

فَقَالَ لَهُ النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عَليهِ وَعلَى آلِهِ وَسَلَّم-: أَوَتَرضَاهُ لِأُمِّك؟!

وَمَن الَّذِي يَرضَى الزِّنَا لِأُمِّهِ؟!

قَالَ: لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بالحَقِّ يَا رَسُولَ اللهِ لَا أَرضَاهُ لِأُمِّي

قَالَ: وَكَذَلِكَ النَّاس لَا يَرضَوْنَهُ لِأُمَّهَاتِهِم. أَوَتَرضَاهُ لِأُختِك؟!

قَالَ: لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بالحَقِّ يَا رَسُولَ اللهِ لَا أَرضَى الزِّنَا لِأُختِي

قَالَ: لِابنَتِك؟! لِعَمَّتِك؟! لِخَالَتِك؟! وَهُوَ يَقولُ: لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بالحَقِّ لَا أَرضَاهُ.

وَالرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: وَكَذلِكَ النَّاس لَا يَرضَوْنَ الزِّنَا لِأُمهَاتِهِم وَلَا لِبَنَاتِهِم وَلَا لِأخَواتِهِم وَلَا لِعَمَّاتِهِم وَلَا لِخَالَاتِهِم.

وَهَل امرَأةٌ إلَّا وَهِيَ أُمُّ رَجُل أَوْ بِنْتُ رَجُل أَوْ أُختُ رَجُل أَوْ عَمَّةُ رَجُل أَوْ خَالَةُ رَجُل؟!

فَجَعَلَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- الأَمرَ مَحصُورًا كمَا تَرَى.

فَلَمَّا قَالَ الشَّابُ ذَلِكَ؛ وَضَعَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يَدَهُ علَى صَدرِهِ، وَقَالَ: اللهُمَّ غُضَّ عَنِ المُحَرَّمَاتِ بَصَرَهُ وَاهْدِ قَلبَه

فَلَم يَكُن بَعدَ ذَلِكَ يَنظُرُ إِلَى شَيءٍ

فَالانسَانُ إِذَا نَازَعَتهُ نَفسُه لِلنَّظَرِ إِلَى امرَأةٍ لَا تَحِلُّ لَهُ فَلْيَتَذَكَّر أُمَّهُ...

هَل يَقبَل أَنْ يَنظُرَ الرِّجَالُ إِلَى أُمِّهِ؟!

فَإِذَا كَانَ لَا يَقبَل؛ فَلَا يَنظُر!!

وَإذَا أَرَادَ أَنْ يَنظُرَ إِلَى مُحرَّمٍ فَعَلَيهِ أَنْ يَتذَكَّرَ ابنَتَهُ... أَنْ يَتَذَكَّرَ زَوْجَتَه... أَنْ يَتَذَكَّرَ أُختَهُ... أَنْ يَتَذَكَّرَ خَالَتَهُ... أَنْ يَتَذَكَّرَ عَمَّتَهُ.

فَإذَا كَانَ لَا يَرضَى أَنْ يَنظُرَ الرِّجَالُ بالشَّهوَةِ إِلَى أُمِّهِ, وَلَا إِلَى بِنتِهِ, وَلَا إِلَى خَالَتِهِ, وَلَا إِلَى زَوجَتِهِ, وَلَا إِلَى عَمَّتِهِ؛ فَيَنبَغِي عَليهِ أَلَّا يَنظُرَ إِلَى المَحَارِمِ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- النَّظَرَ إِليهَا.

وَلِذَلِكَ نُسِبَ إِلَى الشَّافِعِيِّ -رَحمَهُ اللهُ- قَولَهُ:

إنَّ الزِّنَا دَيْنٌ فَإِنْ أَسلَفْتَهُ *** كَانَ الوَفَا مِن أَهْلِ بَيْتِكَ فَاعْلَمِ

مَن يَزْنِي فِي امرأةٍ بأَلْفَيْ دِرْهَمٍ *** فِي بَيتِهِ يُزْنَى بغَيرِ الدِّرهَمِ

إنَّ الزِّنَا دَيْنٌ فَإِنْ أَسلَفْتَهُ *** كَانَ الوَفَا مِن أَهْلِ بَيْتِكَ فَاعْلَمِ

مَن يَزْنِي فِي امرأةٍ بأَلْفَيْ دِرْهَمٍ *** فِي بَيتِهِ يُزْنَى بغَيرِ الدِّرهَمِ

 

التعليقات


مقاطع قد تعجبك


  المحاضرة السابعة: تتمة بيان أقسام المعلوم , بيان أحكام الممكن
  قصة العلامة رسلان مع أحد التكفيريين
  رسالة عاجلة إلى الكاسيات العاريات ... أما علمتِ أن زينتَكِ الحياء؟!
  كُفر طوائف الحكام عند الخوارج
  ألا تشعر بأنك تُعاقب بالنظر إلى الحرام
  كيف تعرفُ الخارجيَّ
  يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور
  تَعَرَّفْ كَيْفَ تُحَوِّلْ حَيَاتَكَ كُلَّهَا إِلَى عِبَادَةٍ للهِ -عَزَّ وَجَلَّ-
  إِنَّ الْعِلْمَ الَّذِي أَحْمِلُهُ يَسْتَطِيعُ كُلُّ أَحَدٍ أَنْ يَحْمِلَهُ؛ وَلَكِنَّ الْقَلْبَ الَّذِي أَحْمِلُهُ لَيْسَ لِغَيْرِي أَنْ يَحْمِلَهُ
  مَن عَرف ربه وعرف نفسه برِئ من الرياء والسمعة والهَوى ظاهرًا وباطنًا
  عيشوا الوحي المعصوم
  الحلقة الرابعة: بيان بعض أساليب الملحدين الماكرة
  هَلْ خَلَا مَجْلِسٌ لَكَ مِنْ غِيبَة؟!
  قَضِيَّةُ الْأُمَّةِ الْقُدْسُ وَالْأَقْصَى
  كُفَّ لسانَك عما لا يعنيك
  • شارك

نبذة عن الموقع

موقع تفريغات العلامة رسلان ، موقع يحتوي على العشرات من الخطب والمحاضرات والمقاطع المفرغة لفضيلة الشيخ العلامة أبي عبدالله محمد بن سعيد رسلان-حفظه الله- . كما يعلن القائمون على صفحة وموقع تفريغات العلامة رسلان -حفظه الله- أن التفريغات للخطب ليست هي الشكل النهائي عند الطباعة، ولكن نحن نفرغ خطب الشيخ حفظه الله ونجتهد في نشرها ليستفيد منها طلاب العلم والدعاة على منهاج النبوة في كل أنحاء الدنيا، ونؤكد على أنَّ الخطب غير مُخرَّجة بشكل كامل كما يحدث في خطب الشيخ العلامة رسلان المطبوعة وليست الكتب المنشورة على الصفحة والموقع هي النسخة النهائية لكتب الشيخ التي تُطبع...وهذه الكتب ما هي إلا تفريغ لخطب الشيخ، غير أنَّ كتب الشيخ التي تُطبع تُراجع من الشيخ -حفظه الله- وتُخرج. والتفريغ عملٌ بشريٌ، ونحن نجتهد في مراجعة التفريغات مراجعة جيدة، فإذا وقع خطأ أو شكل الخطب كما نخرجها -إنما نُحاسب نحن عليها والخطأ يُنسب لنا وليس للشيخ -حفظه الله-.

الحقوق محفوظة لكل مسلم موقع تفريغات العلامة رسلان