تفريغ مقطع : إذا دعوت للحاكم كفروك! ـــ إذا دعوت للجيش والشرطة كفروك!

أَلَا إن الخوارج - عاملهم الله بعدله - لا يدَعُون أصلًا من أصول أهل السُّنَّةِ إلا نقضوه، فمن أصول أهل السنةِ الدعاء لولاة الأمور هذا أصلٌ من أصول أهل السُّنَّةِ .
يقول الإمام البربهاري أبو محمد: "إذا رأيت الرَّجُل يدعو على السلطان فاعلم أنه صاحب هوى، وإِذا رأيت الرَّجُل يدعو للسلطان فاعلم أنه صاحب سُنَّة إن شاء اللهويقول الفضيل بن عياض: - رحمه الله تعالى"لو كانت لي دعوةٌ مستجابة لجعلتها للسلطان" ونُسِبَ هذا القول للإمام أحمد "لو كانت لي دعوةٌ مستجابة, مَا دعوت بها لنفسي ولا وُلْدِي ولا أهلي ولدعوة بها للسلطان"، كان عبد الله بن المبارك حاضرًا فقيل للفضيل يا أبا علي فسر لنا هذا الذي قلته -، فقال رحمه الله تعالي "إني إذا جعلتها للسلطان فصلاح السلطان صلاح البلاد والعباد، وإذا جعلتها لنفسي لم تَعْدُنِي" لم تتجاوزني، دعوت لنفسي وانتهي الأمر .

دعا للسلطان أصلح الله السلطان, أصلح الله بها البلاد والعباد, وقضي بينهم بالسوية, وحكم بينهم بالمَعْدَلَة, وأقام فيهم دين الله عز وجل، أين هو دين الله؟!!، إنهم يقولون خرجتم منه، كفرتم، ارتدتُّم، كذا يقولون عنا، كل مَن ليس معهم فهو كافرٌ مرتد، مَن دعا للحاكم فهو كافرٌ مرتد، مَن دعا للجيش الذي يحمي هذه البلاد برحمة الله وحوله وقوته فهو كافرٌ مرتد، مَن استنكر أن يُغْتَال شُرطي أو أن يُغتَال عسكري أو أن تُفجر منشأة أو أن تُحدَثَ الفوضى في البلاد فهو كافرٌ مرتد، ما هذا العبث؟!!، لماذا؟!! لأنكم لا تحكمون بما أنزل الله، وأنتم يا خوارج العصر .. تحكمون بما أنزل الله؟!!
يقولون: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾، هل تأملتم في معني الآية {وَمَنْ} مَنْ مِن ألفاظ العموم فيدخل فيها الحاكم والمحكوم, كل مسلم يدخل في هذه الفظة من ألفاظ العموم (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا ..) {مَا} مِن ألفاظ العموم أيضًا، فمعني الآية: كل الذي يحكم بأي شيءٍ لم ينزل الله تبارك وتعالي به سلطانًا ووحيًا معصومًا مِن كِتابٍ أو سُنَّةٍ ثابتة فهو كافر .
كفره يخرج مِن الملة؟!!
إذًا مَن أكل بشماله فهو كافرٌ مرتدٌ؛ لأنه حكم بغير ما أنزل الله.
سفهاء, حمقي, جُهلاء كما وصفهم رسول الله «حُدَثَاءُ الْأَسْنَانِ سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ»، بغاةٌ كبغاة الطير وأجساد كأجساد البغال, لا يعرفون معروفًا ولا ينكرون منكرًا, ولا يريدون أن يعرفوا.

التعليقات


مقاطع قد تعجبك


  كُلُّ الْجَمَاعَاتِ مُنْحَرِفَةٌ مُبْتَدِعَةٌ
  هل كان موسى عليه السلام عميلًا لفرعون؟ هل كان الحسن البصري عميلًا للحجاج؟!
  إذا سُرِقَ من بيتهِ مالًا؛ اتهمَ الشيطانََ
  ((الحلقة الثانية))((أعلام الإلحاد والقواسم المشتركة بينهم))
  إيَّاكَ أنْ تقولَ على اللهِ ما لا تَعْلَم
  تَعَلَّمْ كَيْفَ تَتَوَضَّأُ وَكَيْفَ تَغْتَسِلُ وَكَيْفَ تَتَيَمَّمُ
  هَلْ يُمْكِنُ أَنْ يَنْجَحَ اليَهُودُ فِي هَدْمِ المَسْجِدِ الأَقْصَى؟
  في الأمة مٙن لا يعرف اسم رسول الله صلى الله عليه وسلم
  الرد المفحم على من يقول لماذا كذا وما الحكمة من كذا
  كيف كان يتعامل السلف مع شيوخهم؟
  هَلْ تَعْلَمُ أَنَّكُ إِنْ تَسَتَّرْتَ عَلَى مُجْرِمٍ خَارِجِيٍّ تَكْفِيرِيٍّ فَأَنْتَ ملعون؟
  ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله
  كُنْ جَادًّا مُتَرَفِّعًا وَلَا تَكُن هَازِلًا، وَلَا تَكُن مَائِعًا..
  تَذَكَّر مَن صَامَ مَعَنَا العَامَ المَاضِي وَصَلَّى العِيد
  إِيِ وَاللَّهِ، لَوْ كَانَ لِلذُّنُوبِ رِيحٌ؛ مَا قَدَرَ أَحَدٌ أَنْ يَجْلِسَ إِلَيَّ، وَلَكِنَّهُ السَّتْر، فَاللَّهُمَّ أَدِمْ عَلَيْنَا سَتْرَكَ وَعَافِيَتَكَ
  • شارك

نبذة عن الموقع

موقع تفريغات العلامة رسلان ، موقع يحتوي على العشرات من الخطب والمحاضرات والمقاطع المفرغة لفضيلة الشيخ العلامة أبي عبدالله محمد بن سعيد رسلان-حفظه الله- . كما يعلن القائمون على صفحة وموقع تفريغات العلامة رسلان -حفظه الله- أن التفريغات للخطب ليست هي الشكل النهائي عند الطباعة، ولكن نحن نفرغ خطب الشيخ حفظه الله ونجتهد في نشرها ليستفيد منها طلاب العلم والدعاة على منهاج النبوة في كل أنحاء الدنيا، ونؤكد على أنَّ الخطب غير مُخرَّجة بشكل كامل كما يحدث في خطب الشيخ العلامة رسلان المطبوعة وليست الكتب المنشورة على الصفحة والموقع هي النسخة النهائية لكتب الشيخ التي تُطبع...وهذه الكتب ما هي إلا تفريغ لخطب الشيخ، غير أنَّ كتب الشيخ التي تُطبع تُراجع من الشيخ -حفظه الله- وتُخرج. والتفريغ عملٌ بشريٌ، ونحن نجتهد في مراجعة التفريغات مراجعة جيدة، فإذا وقع خطأ أو شكل الخطب كما نخرجها -إنما نُحاسب نحن عليها والخطأ يُنسب لنا وليس للشيخ -حفظه الله-.

الحقوق محفوظة لكل مسلم موقع تفريغات العلامة رسلان