تفريغ مقطع : كيف تعرفُ أنَّ الفتنةَ أصابَتْك

((كيف تعرفُ أنَّ الفتنةَ أصابَتْك))

أخرجَ أبو نُعَيمٍ في الحِليَةِ عن حذيفةَ -رضي اللّهُ عنهُ- قال: ((إنَّ الفتنةَ تُعرضُ على القلُوبِ، فأيُّ قلبٍ أُشربَهَا نُكِتت فيه نُكتةٌ سوداءُ، فإنْ أنْكَرَها نُكِتت فيه نُكتَةٌ بيضاءُ، فمن أحَبَّ منكم أن يَعلمَ أصابَتْهُ فتنةٌ أم لا فليَنْظُر)).

وهذا مقياسُ حذيفةَ -سمِّهِ هَكذَا إنْ شِئْتَ-؛ كما إنَّ عند أهلِ البحثِ في أمورِ الطبيعةِ التي خَلَقَها اللّهُ ربُ العالمينَ مقاييسَ، وعند أهلِ الطِبِّ مقاييسَ، وعند أهلِ البحثِ في الكيمياءِ مقاييسَ، وعند أهلِ الحسابِ مقاييسَ، سمِّ هذا مِقيَاسَ حذيفةَ.

قال: ((فمن أحبَّ منكم أنْ يعلمَ أصابتْهُ -أي: أَأَصابَتْهُ، أي: أصابَتْهُ- فتنةٌ أم لا؛ فليَنظُر؛ فإن كان يَرى حراماً ما كان يراهُ حلالًا أو يرى حلالاً ما كان يراهُ حراماً فقد أصابَتْهُ الفتنةُ)).

يَتَلَوَّنُونْ ما كان حرامًا بالأمسِ قد صارَ حلالاً اليومَ، وما كان حلالاً بالأمسِ صارَ حراماً اليومَ.

تَبَدُّلٌ في المَوَاقِعِ وتغييرٌ في الأماكنِ من غيرِ ما ثباتٍ على دينِ اللهِ ربِ العالمين.

اللّهُمَّ يا مُقلِّبَ القلُوبِ ثبِّتْ قلُوبَنَا على دِينِكَ، هي دعوةُ رسولِ اللّهِ -صلَّى اللّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ-،  فمقياسُ حذيفةَ يدُلُّكَ على حالِكَ، إنْ كانتِ الفتنةُ قد أصابَتْكَ أم لا؟

إنْ كنتَ ترى اليومَ حلالًا ما كنتَ تَعُدُّهُ بالأمسِ حراماً؛ فقد أصابَتْكَ، وإنْ كنتَ ترى اليومَ حرامًا ما كنتَ تَعُدُّهُ بالأمسِ حلالًا؛ فقد أصابَتْكْ.

التعليقات


مقاطع قد تعجبك


  النَّصِيحَةُ مَبْنَاهَا عَلَى الْإِخْلَاصِ لَا عَلَى الْقَبُولِ
  هل تعلم أين تقع بورما وما الذى يحدث فيها ولماذا العالم يقف ساكتا على هذه الوحشية..؟
  شؤم المعصية.. هل تظنون أنكم أفضل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
  الشيعة يسبون آل البيت ويكفرونهم
  العلماء منارات الهداية للناس
  حروب الجيل الرابع وثورة 25 يناير
  تأمل في تبدل الأحوال
  قصة الجندي التركي المتعصب... بالمقص لا بالسكين
  فيروس كورونا | Coronavirus
  أحمد البدوى كان رافضيًا محضًا وكان عدوًا لدين الله
  ما ينبغي أنْ تَفعل قبل النوم
  هل يلزم لكل يوم نية؟ وما حكم مَن نوى الإفطار ولم يأكل؟ وما هي المشقة التي يجوز من أجلها الفطر؟
  إِنَّ الْعِلْمَ الَّذِي أَحْمِلُهُ يَسْتَطِيعُ كُلُّ أَحَدٍ أَنْ يَحْمِلَهُ؛ وَلَكِنَّ الْقَلْبَ الَّذِي أَحْمِلُهُ لَيْسَ لِغَيْرِي أَنْ يَحْمِلَهُ
  هَلْ يَتَعَارَضُ الْعِلْمُ الطَّبِيعِيُّ مَعَ الدِّينِ؟
  ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله
  • شارك

نبذة عن الموقع

موقع تفريغات العلامة رسلان ، موقع يحتوي على العشرات من الخطب والمحاضرات والمقاطع المفرغة لفضيلة الشيخ العلامة أبي عبدالله محمد بن سعيد رسلان-حفظه الله- . كما يعلن القائمون على صفحة وموقع تفريغات العلامة رسلان -حفظه الله- أن التفريغات للخطب ليست هي الشكل النهائي عند الطباعة، ولكن نحن نفرغ خطب الشيخ حفظه الله ونجتهد في نشرها ليستفيد منها طلاب العلم والدعاة على منهاج النبوة في كل أنحاء الدنيا، ونؤكد على أنَّ الخطب غير مُخرَّجة بشكل كامل كما يحدث في خطب الشيخ العلامة رسلان المطبوعة وليست الكتب المنشورة على الصفحة والموقع هي النسخة النهائية لكتب الشيخ التي تُطبع...وهذه الكتب ما هي إلا تفريغ لخطب الشيخ، غير أنَّ كتب الشيخ التي تُطبع تُراجع من الشيخ -حفظه الله- وتُخرج. والتفريغ عملٌ بشريٌ، ونحن نجتهد في مراجعة التفريغات مراجعة جيدة، فإذا وقع خطأ أو شكل الخطب كما نخرجها -إنما نُحاسب نحن عليها والخطأ يُنسب لنا وليس للشيخ -حفظه الله-.

الحقوق محفوظة لكل مسلم موقع تفريغات العلامة رسلان