تفريغ مقطع : تَطَاوُلُ وَسُوءُ أَدَبِ شَيْخِ الْحَدَّادِيَّةِ هِشَامٌ البِيَلِيّ فِي حَقِّ النَّبِيِّ –صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-

((تَطَاوُلُ وَسُوءُ أَدَبِ شَيْخِ الْحَدَّادِيَّةِ هِشَامٌ البِيَلِيّ فِي حَقِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- ))

مَقْطَع مِنْ خُطْبَةِ الْجُمُعَةِ: ((الْجَيْشُ الْمِصْرِيُّ الْأَبِيُّ وَشَيْخُ الْحَدَّادِيَّةِ)) - 15 مِنَ الْمُحَرَّمِ 1439هـ / 6-10-2017م

وَشَيْخُ الْحَدَّادِيَّةِ لَا يَتَوَقَّفُ عِنْدَ حَدٍّ، فَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- نَفْسُهُ لَمْ يَسْلَمْ مِنْهُ!!

قَالَ فِيمَا سَمَّاهُ ((رَدًّا عَلَى مُخَالَفَةِ حَسَّان لِلْإِجْمَاعِ فِي الثَّوْرَةِ المِصْرِيَّةِ))، قَالَ: ((وَإِنَّمَا جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِدِينٍ تَمَيَّزَ بِالوُضُوحِ، وَتَمَيَّزَ بِالشَّفَافِيةِ، وَتَمَيَّزَ بِالنَّصِيحَةِ)).

قَالَ: ((وَلَمْ يُحَاوِل النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَطُّ أَنْ يَرْكَبَ مَوْجَةً!! أَوْ أَنْ يَتَنَازَلَ عَنْ أَصْلٍ أَوْ قَاعِدَةٍ مِنْ قَوَاعِدِ الهُدَى!!))

وَالَّذِينَ يَرْكَبُونَ الْمَوْجَةَ هُمُ الْمُنَافِقُونَ، الَّذِينَ يَظْهَرُونَ فِي كُلِّ مَجَالٍ عَلَى حَسَبِ مَا يَتَلَاءَمُ مَعَ ذَلِكَ الْمَجَالِ، فَنَفْيُ النِّفَاقِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي هَذَا الْمَوْطِنِ سَبٌّ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ-.

((لَمْ يُحَاوِل النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَطُّ أَنْ يَرْكَبَ مَوْجَةً!!))

وَهَلْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَصْدُرُ فِيمَا يَصْدُرُ عَنْهُ مِنْ نَفْسِهِ؟!!

وَإِنَّمَا كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ مَا يَقُولُ بِوَحْيٍ مَعْصُومٍ، وَيَفْعَلُ مَا يَفْعَلُ بِوَحْيٍ مَعْصُومٍ، فَكَيْفَ يُقَالُ نَفْيًا عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: ((إِنَّهُ لَمْ يَرْكَب مَوْجَة قَطُّ))؟!!

فَهَذَا النَّفْيُ اسْتِهْزَاءٌ بِالنَّبِيِّ وَسَبٌّ لَهُ، وَقَدْ قَرَّرَ الْعُلَمَاءُ ذَلِكَ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِنَفْيِ أَمْثَالِ هَذِهِ النَّقَائِصِ حَتَّى عَنِ الْعُظَمَاءِ مِنَ الْبَشَرِ، فَقَرَّرُوا أَنَّ النَّفْيَ عِنْدَمَا يَكُونُ عَلَى هَذِهِ الصُّورَةِ بِالنِّسْبَةِ لِمَلِكٍ مِنَ الْمُلُوكِ، يَعْنِي لَوُ دَخَلْتَ عَلَيْهِ، فَأَخَذْتَ تَقُولُ: إِنَّ الْمَلِكَ -أَعَزَّهُ اللَّهُ- لَيْسَ بِحَجَّامٍ وَلَا ابْنِ حَجَّامٍ، وَلَا بِزَبَّالٍ وَلَا ابْنِ زَبَّالٍ!! وَأَخَذْتَ تَأْتِي بِمِثْلِ هَذَا النَّفْيِ لِلنَّقَائِصِ نَافِيًا ذَلِكَ عَنِ الْمَلِكِ وَعَنْ أَبِيهِ؛ عَاقَبَكَ، وَرُبَّمَا عَرَضَكَ عَلَى السَّيْفِ، فَإِنَّ التَّفْصِيلَ فِي مِثْلِ هَذَا إِنَّمَا هُوَ لَوْنٌ مِنَ الذَّمِّ.

فَكَيْفَ نَنْفِي عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- النِّفَاقَ؟!!

وَهَلْ هُوَ مُحْتَمَلٌ أَصْلًا حَتَّى نَقُولَ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمْ يُحَاوِل قَطُّ أَنْ يَرْكَبَ مَوْجَةً أَوْ أَنْ يَتَنَازَلَ عَنْ أَصْلٍ أَوْ قَاعِدَةٍ مِنْ قَوَاعِدِ الْهُدَى؟!!

وَهَلْ كَانَ لِلنَّبِيِّ أَنْ يَتَنَازَلَ أَصْلًا عَنْ قَاعِدَةٍ مِنْ قَوَاعِدِ الْهُدَى أَوْ أَصْلٍ مِنْ أُصُولِ الْهُدَى؟!!

إِنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ-، وَإِنَّمَا يَصْدُرُ عَنِ الْوَحْيِ الْمَعْصُومِ، فَيَفْعَلُ مَا يَأْمُرُهُ اللَّهُ بِهِ، وَيَكُفُّ عَمَّا نَهَاهُ اللَّهُ عَنْهُ، وَلَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، وَلَكِنَّهُ وَحْيٌ يُوحَى إِلَيْهِ -صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ-.

وَيَقُولُ: ((فِي سَاحَةِ الحُدَيْبِيِّةِ، حِينَ بَلَغَ الضِّيقُ مَبْلَغًا عَظِيمًا، وَحِينَ بَلَغَ الابْتِلَاءُ مَبْلَغًا عَظِيمًا، فَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَدُّ عَنِ البَّيْتِ -بَيْتِ اللَّهِ الحَرَام، وَيَجْلِسُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى طَاوِلَةِ المُفَاوَضَاتِ!!))

يُشَبِّهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- بِالْحُثَالَةِ مِنَ الْبَشَرِ، الَّذِينَ لَا يَتَحَاكَمُونَ إِلَى شَرْعٍ فِي الْغَالِبِ، وَلَا يَؤُوبُونَ إِلَى هُدًى، فَنَقُولُ: إِنَّهُ جَلَسَ عَلَى طَاوِلَةِ الْمُفَاوَضَاتِ؟!! أَيُّ مُفَاوَضَاتٍ؟!!

إِنَّمَا جَعَلَ اللَّهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- مَا كَانَ مِنْ أَمْرِ صُلْحِ الْحُدَيْبَيِّةِ بِأَمْرٍ مِنْهُ، وَجَعَلَهُ اللَّهُ فَتْحًا عَظِيمًا مُبِينًا بِأَمْرٍ مِنْهُ، وَبِرَحْمَةٍ مِنْهُ، فَلَمْ يَجْلِسِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- عَلَى سَاحَةٍ وَلَا مَائِدَةِ مُفَاوَضَاتٍ، وَإِنَّمَا جَلَسَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-؛ لِيُقَرِّرَ مَا يَأْمُرُهُ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ.

وَأَمَّا الَّذِينَ يَجْلِسُونَ عَلَى طَاوِلَةِ الْمُفَاوَضَاتِ، فَكَذِبٌ وَخِدَاعٌ، وَغِشٌّ وَنِفَاقٌ، وَالنَّبِيُّ بِمَنْأَى مِنْ هَذَا كُلِّهِ، فَتَشْبِيهُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- بِأَمْثَالِ هَؤُلَاءِ حَطٌّ مِنْ قَدْرِهِ، وَإِنْزَالٌ لَهُ عَنْ مَنْزِلَتِهِ -بِأَبِي هُوَ وَأُمِّي وَنَفْسِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ-.

وَيَحْكِي قَوْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الْغَارِ، فَيَقُولُ: ((لَا تَحْزَنْ وَلَيْسَ مَعِي أُسْطُولٌ، لَا تَحْزَن وَلَيْسَ تُحِيطُ بِي طَائِرَاتٌ، لَا تَحْزَن وَلَيْسَ يِحْمِينِي مَدَافِع!!))

النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ؟!!

هَذَا كَذِبٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، إِنَّمَا قَالَ: ((لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا))، وَانْتَهَى الْأَمْرُ، وَلَمْ يَحْتَجْ أَنْ يَقُولَ أَمْثَالَ هَذِهِ الْخُزَعْبَلَاتِ، وَلَكِنَّ الرَّجُلَ يُطْلِقُ خَيَالَهُ حَتَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-!! يَقُولُ إِنَّهُ قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيق فِي الْغَارِ: ((لَا تَحْزَنْ وَلَيْسَ مَعِي أُسْطُولٌ))، أَيُّ أُسْطُولٍ؟!!  ((لَا تَحْزَن وَلَيْسَ تُحِيطُ بِي طَائِرَاتٌ، لَا تَحْزَن وَلَيْسَ يِحْمِينِي مَدَافِع!!))

وَإِنَّمَا الَّذِي يَحْمِيهِ وَيُدَافِعُ عَنْهُ هُوَ اللَّهُ -جَلَّ وَعَلَا-، فَلَا يَحْتَاجُ إِلَى مِثْلِ هَذَا وَلَمْ يَقُلْهُ، حَتَّى يُكْذَبَ عَلَيْهِ فِيهِ، وَفِيهِ مِنْ انْتِقَاصِ قَدْرِهِ مَا فِيهِ.

وَيُقَرِّرُ فِي كَلَامٍ لَهُ عَنْ دُخُولِ مَجْلِسِ الشَّعْبِ لِقَصْدِ تَطْبِيقِ الشَّرِيعَةِ: ((أَنَّ مَنْ يَدْخُلُ يَأْتِي بَعْدَ دَوْرَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثٍ -قَالَ: بَعْدَ خَمْسَةَ عَشَرَ عَامًا أَوْ كَمَا قَالَ- فَيَقُولُ -يَعْنِي الدَّاخِلَ: إِنَّهُ لَمْ يَسْتَطِع، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمْ يَسْتَطِع أَوْ لَمْ يَقْدِر عَلَى تَكْسِيرِ الأَصْنَامِ!!))

فَيَضْرِبُ الرَّسُولَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَثَلًا لِلْفَاشِلِ لِيُبَرِّرَ فَشَلَهُ!!

وَمَعْلُومٌ أَنَّهُ يَفْتَرِضُ، فَهَذَا الَّذِي يَضْرِبُ الْمَثَلَ هُوَ، وَالْعُلَمَاءُ مُجْمِعُونَ عَلَى أَنَّ مَنْ ضَرَبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَثَلًا؛ لِيَرْفَعَ خَسِيسَتَهُ أَوْ لِيُبَرِّرَ فَشَلَهُ، الْعُلَمَاءُ مُجْمِعُونَ عَلَى أَنَّهُ سَابٌّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ-.

الَّذِي يَضْرِبُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- مَثَلًا لِيَرْفَعَ خَسِيسَتَهُ أَوْ لِيُبَرِّرَ فَشَلَهُ؛ فَإِنَّهُ يَكُونُ سَابًّا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-.

وَأَمَّا حُكْمُ الدِّينِ فِي مَنْ سَبَّ أَوْ اسْتَهْزَأَ بِالرَّسُولِ الْأَمِينِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: فَالسَّبُّ كُفْرٌ فِي الظَّاهِرِ وَالْبَاطِنِ.

قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: ((إِنَّ سَبَّ اللَّهِ أَوْ سَبَّ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كُفْرٌ ظَاهِرًا وَبَاطِنًا، سَوَاءٌ أَكَانَ السَّابُّ يَعْتَقِدُ أَنَّ ذَلِكَ مُحَرَّمٌ أَوْ كَانَ مُسْتَحِلًّا لَهُ أَوْ كَانَ ذَاهِلًا عَنْ اعْتِقَادِهِ، هَذَا مَذْهَبُ الْفُقَهَاءِ وَسَائِرِ أَهْلِ السُّنَّةِ الْقَائِلِينَ بِأَنَّ الْإِيمَانَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ)).

وَقَدْ قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهُويَه -وَهُوَ أَحَدُ الْأَئِمَّةِ، يَعْدِلُ الشَّافِعِيَّ وَأَحْمَدَ: ((قَدْ أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَنَّ مَنْ سَبَّ اللَّهَ أَوْ سَبَّ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَوْ دَفَعَ شَيْئًا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ، أَوْ قَتَلَ نَبِيًّا مِنْ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ؛ أَنَّهُ كَافِرٌ بِذَلِكَ وَإِنْ كَانَ مُقِرًّا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ)).

وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سُحْنُونَ -وَهَذَا الْإِمَامُ مِنْ أَصْحَابِ مَالِكٍ-: ((أَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ أَنَّ شَاتِمَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، الْمُنْتَقِصَ لَهُ؛ كَافِرٌ، وَالْوَعِيدُ جَارٍ عَلَيْهِ بِعَذَابِ اللَّهِ، وَحُكْمُهُ عِنْدَ الْأَئِمَّةِ الْقَتْلُ، وَمَنْ شَكَّ فِي كُفْرِهِ وَعَذَابِهِ؛ كَفَرَ)).

وَقَدْ نَصَّ عَلَى مِثْلِ هَذَا غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْأَئِمَّةِ، وَلَا فَرْقَ فِي ذَلِكَ بَيْنَ أَنْ يَقْصِدَ عَيْبَهُ أَوْ لَا يَقْصِدَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ، بَلْ يَهْزِلُ وَيَمْزَحُ أَوْ يَفْعَلُ غَيْرَ ذَلِكَ، فَهَذَا كُلُّهُ يَشْتَرِكُ فِي الْحُكْمِ إِذَا كَانَ الْقَوْلُ نَفْسُهُ سَبًّا، فَإِنَّ الرَّجُلَ يَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ تَعَالَى، مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ؛ يَهْوِي بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مِمَّا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ.

وَمَنْ قَالَ مَا هُوَ سَبٌّ وَتَنَقُّصٌ لَهُ فَقَدْ آذَي اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-.

وَقَالَ الْقَاضِي أَبُو يَعْلَى فِي ((الْمُعْتَمَدِ)): ((مَنْ سَبَّ اللَّهَ أَوْ سَبَّ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؛ فَإِنَّهُ يَكْفُرُ، سَوَاءٌ اسْتَحَلَّ سَبَّهُ أَوْ لَمْ يَسْتَحِلَّهُ، فَإِنْ قَالَ لَمْ أَسْتَحِلَّ ذَلِكَ؛ لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ فِي ظَاهِرِ الْحُكْمِ رِوَايَةً وَاحِدَةً، وَكَانَ مُرْتَدًّا؛ لِأَنَّ الظَّاهِرَ خِلَافُ مَا أَخْبَرَ، لِأَنَّهُ لَا غَرَضَ لَهُ فِي سَبِّ اللَّهِ وَسَبِّ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَّا أَنَّهُ غَيْرُ مُعْتَقِدٍ لِعِبَادَتِهِ، غَيْرُ مُصَدِّقٍ بِمَا جَاءَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- )).

فَالَّذِي يَسُبُّ اللَّهَ أَوْ يَسُبُّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-، ثُمَّ يَعْتَذِرُ بِأَنَّهُ كَانَ غَاضِبًا، فَيُقَالَ: هَلَّا سَبَبْتَ أَبَاكَ، هَلَّا سَبَبْتَ أُمَّكَ؟!!

لِمَاذَا عِنْدَمَا تَغْضَبُ تَسُبُّ اللَّهَ وَتَسُبُّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ-؟!!

وَلَا أَحْتَاجُ إِلَى أَنْ أَقُولَ إِنَّنِي لَا أُكَفِّرُهُ، وَإِنَّمَا يَحْكُمُ بِذَلِكَ الْقَاضِي الشَّرْعِيِّ، وَلَكِنْ هَذَا حُكْمٌ عَامٌّ: مَنْ سَبَّ رَسُولَ اللَّهِ؛ فَقَدْ كَفَرَ، وَمَنْ شَكَّ فِي كُفْرِهِ؛ فَقَدْ كَفَرَ.. هَذَا هُوَ الْحُكْمُ، وَأَمَّا الَّذِي يَحْكُمُ بِذَلِكَ عَلَى آحَادِ الْمُعَيَّنِينَ، فَيَقُولُ: هَذَا سَبٌّ، وَهَذَا قَدْ كَفَرَ؛ فَهُوَ الْقَاضِي الشَّرْعِيُّ.

وَأَمَّا الَّذِي يَحْكُمُ بِقَتْلِهِ -كَمَا هُوَ حُكْمُهُ فِي دِينِ اللَّهِ -جَلَّ وَعَلَا- فَهُوَ الْقَاضِي الشَّرْعِيُّ، وَالَّذِي يُنَفِّذُ ذَلِكَ الْحُكْمَ هُوَ وَلِيُّ الْأَمْرِ، السُّلْطَةُ التَّنْفِيذِيَّةُ يَعْنِي: وَلِيَّ الْأَمْرِ- هُوَ الَّذِي يُنَفِّذُ ذَلِكَ فِيمَنْ سَبَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- بَعْدَ الْحُكْمِ عَلَيْهِ مِنْ قِبَلِ الْقَاضِي الشَّرْعِيِّ.

فَلَا أَحْتَاجُ إِلَى قَوْلِ ذَلِكَ؛ لِأَنَّهُ مَعْلُومٌ -بِفَضْلِ اللَّهِ -جَلَّ وَعَلَا-.

وَتَأَمَّلْ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ الَّتِي وَقَعَتْ، يَرْوِيهَا الْعَلَّامَةُ الْمُحَدِّثُ أَحْمَد مُحَمَّد شَاكِر -رَحِمَهُ اللَّهُ-، قَالَ: ((كَانَ مِنْ خُطَبَاءِ الْمَسَاجِدِ التَّابِعِينَ لِوَزَارَةِ الْأَوْقَافِ، خَطِيبٌ فَصِيحٌ مُتَكَلِّمٌ مُقْتَدِرٌ، وَهُوَ خَطِيبُ مَسْجِدِ عَزَبَان، وَكَانَ  السُّلْطَانُ حُسَيْن مُوَاظِبًا عَلَى صَلَاةِ الْجُمُعَةِ فِي حَفْلٍ فَخْمٍ جَلِيلٍ، يَحْضُرُهُ الْعُلَمَاءُ وَالْوُزَرَاءُ وَالْكُبَرَاءُ.

فَصَلَّى الْجُمُعَةَ يَوْمًا مَا بِمَسْجِدِ الْمَدْبُولِيِّ الْقَرِيبِ مِنْ قَصْرِ عَابِدِينَ الْعَامِرِ، وَنَدَبَتْ وَزَارَةُ الْأَوْقَافِ ذَاكَ الْخَطِيبَ لِذَلِكَ الْيَوْمِ، وَأَرَادَ الْخَطِيبُ أَنْ يَمْدَحَ عَظَمَةَ السُّلْطَانِ، وَأَنْ يُنَوِّهَ بِمَا أَكْرَمَ (طَهَ حُسَيْن) عِنْدَمَا أُرْسِلَ إِلَى أُورُبَّا، وَحُقَّ لَهُ أَنْ يُنَوِّهَ بِعَظَمَةِ السُّلْطَانِ، وَلَكِنْ خَانَتْهُ فَصَاحَتُهُ، وَغَلَبَهُ حُبُّ التَّعَالِي فِي الْمَدْحِ وَالتَّغَالِي فِيهِ، فَزَلَّ زَلَّةً لَمْ تَقُمْ لَهُ قَائِمَةٌ مِنْ بَعْدِهَا، إِذْ قَالَ فِي أَثْنَاءِ خُطْبَتِهِ: جَاءَ الْأَعْمَى، فَمَا عَبَسَ فِي وَجْهِهِ وَمَا تَوَلَّى!!

يُرِيدُ أَنَّ طَهَ حُسَيْن جَاءَ إِلَى السُّلْطَانِ، فَمَا عَبَسَ السُّلْطَانُ فِي وَجْهِهِ وَمَا تَوَلَّى.

كَانَ مِنْ شُهُودِ هَذِهِ الصَّلَاةِ وَالِدِي الشَّيْخُ مُحَمَّد شَاكِر، وَكِيلُ الْأَزْهَرِ سَابِقًا -رَحِمَهُ اللَّهُ-، فَقَامَ بَعْدَ الصَّلَاةِ يُعْلِنُ لِلنَّاسِ فِي الْمَسْجِدِ أَنَّ صَلَاتَهُمْ بَاطِلَةٌ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يُعِيدُوا صَلَاةَ الظُّهْرِ فَأَعَادُوهَا؛ وَذَلِكَ بِأَنَّ الْخَطِيبَ كَفَرَ بِمَا شَتَمَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَعْرِيضًا لَا تَصْرِيحًا، أَيْنَ الشَّتْمُ؟ أَيْنَ سَبَّ هَذَا الْخَطِيبِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-؟

الَّذِي قَالَهُ: إِنَّ عَظَمَةَ السُّلْطَانِ جَاءَهُ الْأَعْمَى فَمَا عَبَسَ فِي وَجْهِهِ وَمَا تَوَلَّى، وَقَصَدَ أَنَّ طَهَ حُسَيْن لَمَّا جَاءَ إِلَى السُّلْطَانِ حُسَيْن، مَا عَبَسَ فِي وَجْهِهِ وَمَا تَوَلَّى.

فَكَيْفَ يَكُونُ هَذَا سَبًّا وَانْتِقَاصًا مِنْ جَنَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-؟

قَالَ: شَتَمَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، تَعْرِيضًا لَا تَصْرِيحًا؛ لِأَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ عَتَبَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حِينَ جَاءَهُ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ الْأَعْمَى، وَهُوَ يُحَدِّثُ بَعْضَ صَنَادِيدِ قُرَيْشٍ، يَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَأَعْرَضَ عَنِ الْأَعْمَى قَلِيلًا حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ حَدِيثِهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عِتَابَ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- فِي هَذِهِ السُّورَةِ الْكَرِيمَةِ.

ثُمَّ جَاءَ هَذَا الْخَطِيبُ الْأَحْمَقُ الْجَاهِلُ، يُرِيدُ أَنْ يَتَمَلَّقَ عَظَمَةَ السُّلْطَانِ، وَهُوَ عَنْ تَمَلُّقِهِ غَنِيٌّ، فَمَدَحَهُ بِمَا يُوهِمُ السَّامِعَ أَنَّهُ يُرِيدُ إِظْهَارَ مَنْقَبَةٍ لِعَظَمَتِهِ بِالْقِيَاسِ إِلَى مَا عَاتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْ حِكَايَةِ هَذَا، فَكَانَ صُنْعُ الْخَطِيبِ الْمِسْكِينِ تَعْرِيضًا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، لَا يَرْضَى بِهِ مُسْلِمٌ، وَفِي مُقَدِّمَةِ مَنْ يُنْكِرُهُ السُّلْطَانُ نَفْسُهُ.

ثُمَّ ذَهَبَ الْوَالِدُ -رَحِمَهُ اللَّهُ- يَعْنِي الشَّيْخَ مُحَمَّدًا، هُوَ مُحَمَّد شَاكِر، وَكَانَ وَكِيلًا لِلْأَزْهَرِ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ، فَذَهَبَ فَوْرًا إِلَى قَصْرِ عَابِدِينَ، وَقَابَلَ مَحْمُود شُكْرِي بَاشًا، وَهُوَ لَهُ صَدِيقٌ حَمِيمٌ، وَكَانَ رَئِيسَ الدِّيوَانِ، وَطَلَبَ مِنْهُ أَنْ يَرْفَعَ الْأَمْرَ إِلَى عَظَمَةِ السُّلْطَانِ، أَنْ يُبْلِغَهُ حُكْمَ الشَّرْعِ بِإِعَادَةِ الصَّلَاةِ.

وَلَمْ يَدْعِ اللَّهُ لِهَذَا الْمُجْرِمِ جُرْمَهُ فِي الدُّنْيَا قَبْلَ أَنْ يَجْزِيَهُ جَزَاءَهُ فِي الْأُخْرَى، قَالَ: فَأُقْسِمُ بِاللَّهِ: لَقْدْ رَأَيْتُهُ بِعَيْنَيْ رَأْسِي بَعْدَ بِضْعِ سِنِينَ، وَبَعْدَ أَنْ كَانَ مُتَعَالِيًا مُتَنَفِّخًا مُسْتَعِزًّا بِمَنْ لَاذَ بِهِمْ مِنَ الْعُظَمَاءِ وَالْكُبَرَاءِ.

رَأَيْتُهُ مَهِينًا ذَلِيلًا، خَادِمًا عَلَى بَابِ مَسْجِدٍ مِنْ مَسَاجِدِ الْقَاهِرَة، يَتَلَقَّى نِعَالَ الْمُصَلِّينَ، يِحْفَظُهَا فِي ذِلَّةٍ وَصَغَارٍ!! حَتَّى لَقَدْ خَجِلْتُ أَنْ يَرَانِي، وَأَنَا أَعْرِفُهُ وَهُوَ يَعْرِفُنِي، لَا شَفَقَةً عَلَيْهِ، فَمَا كَانَ مَوْضِعًا لِلشَّفَقَةِ، وَلَا شَمَاتَةً فِيهِ، فَالرَّجُلُ النَّبِيلُ يَسْمُو عَلَى الشَّمَاتَةِ، وَلَكِنْ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ عِبْرَةٍ وَمَوْعِظَةٍ)).

وَمِنْ تَتِمَّةِ الْقِصَّةِ أَنَّ هُنَاكَ مَنْ أَنْكَرَ أَنْ يَكُونَ تَعْرِيضُ هَذَا الْخَطِيبِ سَبًّا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أَتَدْرُونَ مَاذَا طَلَبَ الشَّيْخُ مُحَمَّد شَاكِر -رَحِمَهُ اللَّهُ-؟

قَالَ: أَطْلُبُ أَنْ نَتَحَاكَمَ إِلَى الْمُسْتَشْرِقِينَ الَّذِينَ يَشْتَغِلُونَ بِخِدْمَةِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ، سَوَاءٌ كَانُوا يَخْدِمُونَهَا لِلْمَصَالِحِ الدُّنْيَوِيَّةِ أَمْ لِلْمَصَالِحِ الدِّينِيَّةِ الَّتِي تَخُصُّهُمْ هُمْ.

قَالَ: وَلَكِنْ لَنْ أَطْلُبَ الِاحْتِكَامَ إِلَى عُلَمَاءِ اللُّغَةِ مِنَ الْعَرَبِ الْمُسْلِمِينَ، وَإِنَّمَا أَتَحَاكَمُ إِلَى الْمُسْتَشْرِقِينَ، هَلْ هَذَا الَّذِي قَالَهُ هَذَا الْخَطِيبُ يُعَدُّ تَعْرِيضًا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَسَبًّا وَانْتِقَاصًا مِنْ جَنَابِهِ الْعَالِي أَوْ لَا يُعَدُّ؟!!

لِأَنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ الْيَوْمَ يَحْتَكِمُ إِلَى مَنْ لَا يَدْرِي فِي اللُّغَةِ قَبِيلًا مِنْ دَبِيرٍ، وَهُمْ يَهْرِفُونَ بِمَا لَا يَعْرِفُونَ، وَإِنْ عَلَا قَدْرُهُمْ بِالنِّسْبَةِ لِلْمَسَائِلِ الْعِلْمِيَّةِ الشَّرْعِيَّةِ إِلَّا أَنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا حِسَّ لَهُ فِي اللُّغَةِ وَلَا ذَوْقَ لَهُ فِيهَا، فَمِثْلُ هَؤُلَاءِ لَا يُحْتَكَمُ إِلَيْهِمْ، وَهِيَ عِلَّةٌ قَدِيمَةٌ، لَحَظَهَا وَعَايَنَهَا الشَّيْخُ مُحَمَّد شَاكِر، فَطَلَبَ الِاحْتِكَامَ حِينَئِذٍ لِلْمُسْتَشْرِقِينَ؛ لِيَفْصِلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ ذَلِكَ الْخَطِيبِ، لِأَنَّهُ جَنَحَ إِلَى الْكُبَرَاءِ وَالْعُظَمَاءِ، فَأَوْعَزُوا إِلَيْهِ أَنْ قُمْ بِرَفْعِ دَعْوَةٍ عَلَيْهِ؛ لِأَنَّهُ قَامَ بِتَكْفِيرِكَ، هُوَ صَرَّحَ بِتَكْفِيرِهِ.

وَأَمَّا رَفْعُ ذَلِكَ إِلَى الْقَاضِي الشَّرْعِيِّ فَشَيْءٌ آخَرُ، وَحُقَّ لَهُ أَنْ يَحْكُمَ، كَانَ وَكِيلًا لِلْأَزْهَرِ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى-، فَقَالَ: نَحْتَكِمُ لِلْحُكْمِ عَلَى هَذِهِ الْعِبَارَةِ لِلْمُسْتَشْرِقِينَ، الَّذِينَ يُعْنَوْنَ بِلُغَةِ الْعَرَبِ، وَهُمْ يَكُونُونَ فَيْصَلًا بَيْنِي وَبَيْنَ هَذَا الرَّجُلِ فِي الْحُكْمِ عَلَيْهِ بِالتَّعْرِيضِ عَلَى جَنَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

فَبَيْنَ الَّذِينَ يَتَصَدَّرُونَ الدَّعْوَةَ إِلَى اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى آذَانِ الشَّبَابِ وَقُلُوبِهِمْ وَعُقُولِهِمْ مَنْ يَخْبِطُ هَذَا الْخَبْطَ الْقَبِيحَ!! وَيَضْرِبُ فِي هَذِهِ الْبَيْدَاءِ الَّتِي لَا زَرْعَ فِيهَا وَلَا مَاء، وَإِنَّمَا هِيَ مُشْفِيَةٌ عَلَى الْهَلَاكِ -نَسْأَلُ اللَّهَ السَّلَامَةَ وَالْعَافِيَةَ-.

 

التعليقات


مقاطع قد تعجبك


  حول ما يجوزُ مِنْ تزكيةِ النَّفْسِ
  رسالة أب لابنه الصغير!
  ليس العيب على الصعاليك...
  الحكمُ بما أنزل الله
  هذه الأسئلة لا بد أن يجيب عليها كل مسلم
  النــــاس يسألـــون فــــى أى جماعـــة ! ! ! ! نكـــــــــون؟
  تجار المخدرات حدهـم القتل .. وكيف نتعامل مع من يتعاطى
  من خرافات شيخ الحدادية
  البدعة شر من المعصية... يتوب الرجل من الزنا ليصير من الخوارج!!
  حول مراقبة الرب جل وعلا
  الرد على شبهة وجود قبر النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في مسجده...
  رجب شهر حرام مُعَظَّم عند الله وذِكر أحاديث ضعيفة واردة فيه
  كيف يحمي المسلم نفسه من السحر والرد على شبهة سحر النبي
  الِانْتِخَابَاتُ الرِّئَاسِيَّةُ
  ثورة 25 يناير كانت نتيجة لحرب من الجيل الرابع
  • شارك

نبذة عن الموقع

موقع تفريغات العلامة رسلان ، موقع يحتوي على العشرات من الخطب والمحاضرات والمقاطع المفرغة لفضيلة الشيخ العلامة أبي عبدالله محمد بن سعيد رسلان-حفظه الله- . كما يعلن القائمون على صفحة وموقع تفريغات العلامة رسلان -حفظه الله- أن التفريغات للخطب ليست هي الشكل النهائي عند الطباعة، ولكن نحن نفرغ خطب الشيخ حفظه الله ونجتهد في نشرها ليستفيد منها طلاب العلم والدعاة على منهاج النبوة في كل أنحاء الدنيا، ونؤكد على أنَّ الخطب غير مُخرَّجة بشكل كامل كما يحدث في خطب الشيخ العلامة رسلان المطبوعة وليست الكتب المنشورة على الصفحة والموقع هي النسخة النهائية لكتب الشيخ التي تُطبع...وهذه الكتب ما هي إلا تفريغ لخطب الشيخ، غير أنَّ كتب الشيخ التي تُطبع تُراجع من الشيخ -حفظه الله- وتُخرج. والتفريغ عملٌ بشريٌ، ونحن نجتهد في مراجعة التفريغات مراجعة جيدة، فإذا وقع خطأ أو شكل الخطب كما نخرجها -إنما نُحاسب نحن عليها والخطأ يُنسب لنا وليس للشيخ -حفظه الله-.

الحقوق محفوظة لكل مسلم موقع تفريغات العلامة رسلان