الْمَوْعِظَةُ الثَّالِثَةُ وَالْعِشْرُونَ : ((بَلِ اللهَ فَاعْبُدْ))


((الْمَوْعِظَةُ الثَّالِثَةُ وَالْعِشْرُونَ))

((بَلِ اللهَ فَاعْبُدْ))

الْحَمْدُ للهِ وَحْدَهُ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنْ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ ﷺ.

أَمَّا بَعْدُ:

((فَطَرَ اللهُ النَّاسَ عَلَى التَّوْحِيدِ))

فَإِنَّ اللهَ -جَلَّتْ قُدْرَتُهُ- خَلَقَ الْخَلْقَ لِعِبَادَتِهِ، وَهَيَّأَ لَهُمْ مِنْ رِزْقِهِ مَا يُعِينُهُمْ عَلَى ذَلِكَ، قَالَ -جَلَّ وَعَلَا- {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات:56- 58].

وَقَدْ فَطَرَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ النَّاسَ عَلَى التَّوْحِيدِ، وَلَوْ خُلِّيَ بَيْنَ الْفِطْرَةِ وَالدِّينِ، مَا عَبَدَتْ سِوَى رَبِّ الْعَالَمِينَ.

وَقَدْ أَخْبَرَ اللهُ -جَلَّتْ قُدْرَتُهُ- عَنْ ذَلِكَ فِي كِتَابِهِ الْمَتِينِ، فَقَالَ رَبُّنَا -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا}: مَائِلًا عَنِ الشِّرْكِ، مُسْتَقِيمًا عَلَى الْهُدَى وَالتَّوْحِيدِ وَالْحَقِّ، {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} [الروم: 30].

وَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ كَمَا فِي ((الصَّحِيحَيْنِ)): ((كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، أَوْ يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ.. )).

وَفِي حَدِيثِ مُسْلِمٍ مِنْ رِوَايَةِ عِيَاضٍ -هُوَ ابْنُ حِمَارٍ الْمُجَاشِعِيِّ- قَالَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فِيمَا يَرْوِيهِ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، عَنْ رَبِّ الْعِزَّةِ: ((إِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ، فَاجْتَالَتْهُمْ الشَّيَاطِينُ)).

وَكَانَ النَّاسُ عَلَى ذَلِكَ، لَا يَشِذُّونَ عَنْهُ وَلَا عَنْ صِرَاطِهِ يَحِيدُونَ، حَتَّى دَخَلَ الشِّرْكُ عَلَى الْبَشَرِيَّةِ بِعِبَادَةِ الْأَصْنَامِ؛ بَدْءًا مِنَ الْغُلُوِّ فِي الصَّالِحِينَ.

وَقَدْ جَعَلَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ الْخَلْقَ مِنْ بَعْدِ آدَمَ -إِلَى أَنْ أَرْسَلَ نُوحًا -عَلَيْهِ السَّلَامُ-- عَلَى التَّوْحِيدِ الَّذِي هُوَ الْإِسْلَامُ، رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ، يُبَشِّرُونَ بِالْجَنَّةِ لِمَنْ وَحَّدَ اللهَ وَعَبَدَهُ، وَأَخْلَصَ الْعِبَادَةَ لِوَجْهِهِ، وَيُنْذِرُونَ بِالنَّارِ مَنْ حَادَ عَنْ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ، وَلَمْ يَتْبَعْ دِينَ الْمُرْسَلِينَ.

((التَّوْحِيدُ هُوَ دَعْوَةُ كُلِّ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ))

عِبَادَ اللهِ! لَقَدْ أَنْزَلَ اللهُ الْكُتُبَ، وَأَرْسَلَ اللهُ الرُّسُلَ؛ وَمَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ إِلَّا لِصَرْفِ الْعِبَادَةِ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

وَالنَّبِيُّ ﷺ هُوَ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ، فَلَا نَبِيَّ بَعْدَهُ ﷺ، جَاءَ بِدِينِ الْإِسْلَامِ، وَدِينُ الْإِسْلَامِ هُوَ دِينُ التَّوْحِيدِ.

وَإِنَّمَا قِيلَ لَهُ دِينُ التَّوْحِيدِ؛ لِأَنَّ مَبْنَاهُ عَلَى تَوْحِيدِ الرَّبِّ الْجَلِيلِ -جَلَّ وَعَلَا-، فِي الْمُلْكِ، وَالْخَلْقِ، وَالْإِحْيَاءِ، وَالْإِمَاتَةِ، وَالتَّدْبِيرِ، لَا شَرِيكَ لَهُ.

وَعَلَى التَّفَرُّدِ بِالْكَمَالِ وَالْجَلَالِ، بِالْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى وَالصِّفَاتِ الْمُثْلَى، لَا نَظِيرَ لَهُ، وَعَلَى إِفْرَادِهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- بِالْعِبَادَةِ لَا نِدَّ لَهُ.

بِهَذَا جَاءَ رَسُولُ اللهِ ﷺ، وَجَاءَ بِهِ النَّبِيُّونَ وَالْمُرْسَلُونَ مِنْ قَبْلِهِ.

وَهَذَا الدِّينُ الْعَظِيمُ -دِينُ الْإِسْلَامِ الْكَرِيمِ- لَهُ رُكْنَانِ عَظِيمَانِ، مَنْ لَمْ يُحَصِّلْهُمَا؛ فَمَا حَصَّلَ الدِّينَ، وَلَا عَرَفَ الْمِلَّةَ.

لَا يَعْبُدُ إِلَّا اللهَ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَلَا يُتَابِعُ أَحَدًا سِوَى رَسُولِ اللهِ ﷺ.

فَهُوَ إِفْرَادٌ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ بِالْعِبَادَةِ، وَتَوْحِيدٌ لَهُ فِي ذَلِكَ.

وَهُوَ تَوْحِيدُ الْمُتَابَعَةِ لِلنَّبِيِّ ﷺ.

وَأَوَّلُ وَاجِبٍ عَلَى الْعَبْدِ: أَنْ يَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَنْ يَعْبُدَ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ وَحْدَهُ، وَلَا يُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا.

((أَقْسَامُ التَّوْحِيدِ))

التَّوْحِيدُ الَّذِي هُوَ إِفْرَادُ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ بِأَفْعَالِهِ؛ بِالْمُلْكِ، وَالْخَلْقِ، وَالتَّدْبِيرِ، وَالْإِحْيَاءِ وَالْإِمَاتَةِ، وَهُوَ مَا يُقَالُ لَهُ :((تَوْحِيدُ الرُّبُوبِيَّةِ)).

وَإِفْرَادُ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ بِالْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى، وَالصِّفَاتِ الْمُثْلَى، بِصِفَاتِ الْكَمَالِ وَالْجَلَالِ وَالْجَمَالِ، وَهُوَ: ((تَوْحِيدُ الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ)).

وَهُوَ إِفْرَادُ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- بِأَفْعَالِ الْعَبْدِ؛ عِبَادَةً للهِ، وَتَقَرُّبًا وَتَزَلُّفًا لَدَيْهِ، وَهُوَ ((تَوْحِيدُ الْأُلُوهِيَّةِ))، يَجْمَعُهُ: ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ)).

وَمَبْنَى التَّوْحِيدِ عَلَى رُكْنَيْنِ، لَا بُدَّ أَنْ يَأْتِيَ الْعَبْدُ بِهِمَا، وَإِلَّا فَإِنَّهُ لَا يَكُونُ مُوَحِّدًا، لَا بُدَّ مِنَ النَّفْيِ وَالْإِثْبَاتِ.

وَقَدْ بَيَّنَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ذَلِكَ فِي كِتَابِهِ الْمَجِيدِ، وَبَيَّنَ أَنَّهُ يَنْبَغِي عَلَى الْعَبْدِ أَنْ يَكْفُرَ بِكُلِّ مَعْبُودٍ دُونَ اللهِ، وَهُوَ نَفْيٌ لِلشِّرْكِ جُمْلَةً، وَهَذَا مَعْنَى ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ))، أَنَّهُ لَا مَعْبُودَ بِحَقٍّ إِلَّا اللهُ.

وَكُلُّ مَعْبُودٍ دُونَ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ فَإِنَّمَا هُوَ مَعْبُودٌ بِبَاطِلٍ؛ لِأَنَّهُ لَا يَسْتَحِقُّ الْعِبَادَةَ أَصْلًا، وَإِنَّمَا الَّذِي يَسْتَحِقُّ الْعِبَادَةَ مَنْ لَهُ كَمَالُ الرُّبُوبِيَّةِ، وَكَمَالُ الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ، الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى، وَقَدَّرَ فَهَدَى، وَالَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى، وَالَّذِي بِيَدِهِ مَقَالِيدُ كُلِّ شَيْءٍ، وُهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

الَّذِي يَسْتَحِقُّ الْعِبَادَةَ هُوَ الْمَوْصُوفُ بِصِفَاتِ الْكَمَالِ وَالْجَمَالِ وَالْجَلَالِ، لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَالصِّفَاتُ الْعُلَى، الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْعَدَمِ، وَالَّذِي يُمِيتُ مَتَى شَاءَ، وَالَّذِي يَرْزُقُ وَحْدَهُ، تَفَرَّدَ بِالرِّزْقِ لَا رَازِقَ مَعَهُ، وَالَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَيُعْطِي وَيَمْنَعُ، وَيَرْفَعُ وَيَضَعُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

الَّذِى يَسْتَحِقُّ الْعِبَادَةَ هُوَ الرَّبُّ الْكَامِلُ فِي رُبُوبِيَّتِهِ، الْكَامِلُ فِي أَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ، فَلَا بُدَّ مِنْ صَرْفِ الْعِبَادَةِ كُلِّهَا لِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ.

((لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ)): النَّفْيُ نَفْيٌ لِلشِّرْكِ فِي عِبَادَةِ اللهِ، وَإِثْبَاتُ الْعِبَادَةِ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ؛ لِأَنَّ اللهَ -جَلَّ وَعَلَا- بَيَّنَ أَنَّهُ لَا يَصِحُّ تَوْحِيدٌ إِلَّا مَعَ الْكُفْرِ بِكُلِّ مَعْبُودٍ سِوَى اللهِ، {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا} [البقرة:256].

وَأَمَّا شَهَادَةُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ ﷺ، فَمَبْنَاهَا -أَيْضًا- عَلَى رُكْنَيْنِ: عَلَى النَّفْيِ وَالْإِثْبَاتِ، أَنَّهُ لَا تُقَدَّمُ مُتَابَعَةٌ لِأَحَدٍ قَبْلَ مُتَابَعَةِ رَسُولِ اللهِ ﷺ.

فَـ ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ)): إِثْبَاتُ الْعِبَادَةِ للهِ، مَعَ نَفْيِ الشِّرْكِ.

((مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ)): إِثْبَاتُ الْمُتَابَعَةِ لِلنَّبِيِّ ﷺ، مَعَ نَفْيِ الْبِدْعَةِ.

((إِصْلَاحُ الْعَقِيدَةِ هُوَ وَظِيفَةُ الْمُرْسَلِينَ))

إِنَّ إِصْلَاحَ الْعَقِيدَةِ هُوَ وَظِيفَةُ الْمُرْسَلِينَ؛ لِأَنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ -فِي التَّشْرِيعِ وَمَا حَوْلَهُ- إِنَّمَا يَعُودُ فِي النِّهَايَةِ إِلَى: إِخْلَاصِ الْعِبَادَةِ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، حَتَّى يَصِيرَ الْمَرْءُ عَابِدًا لِرَبِّهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- بَاطِنًا وَظَاهِرًا، حَالًا وَفَعَالًا، نُطْقًا وَقَوْلًا، حَتَّى يَصِيرَ عَابِدًا للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ فِيمَا يَأْتِي وَمَا يَذَرُ.

وَالنَّبِيُّ ﷺ مَا دَعَا النَّاسَ إِلَى شَيْءٍ قَبْلَ هَذِهِ الْقَضِيَّةِ، إِذْ هِيَ أُمُّ الْقَضَايَا كُلِّهَا؛ إِذْ هِيَ الْمِحْوَرُ الَّذِى يَدُورُ حَوْلَهُ كُلُّ هَذَا الْخَلْقِ؛ لِأَنَّ اللهَ خَلَقَهُ؛ مِنْ أَجْلِ أَنْ يَعْبُدَهُ خَلْقُهُ.

وَاللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ مَا أَنْزَلَ الْكُتُبَ، وَلَا أَرْسَلَ الرُّسُلَ، إِلَّا لِعِبَادَتِهِ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، يُعَلِّمُونَ الْخَلْقَ كَيْفَ يَعْبُدُونَ الرَّبَّ -جَلَّ وَعَلَا-؛ لِأَنَّ الْعَقْلَ لَا يَسْتَقِلُّ بِذَلِكَ.

هَذَا الدِّينُ الْعَظِيمُ الَّذِى أَكْرَمَنَا اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ بِهِ، مَبْنَاهُ عَلَى هَذَا الْأَصْلِ الْأَصِيلِ، الَّذِي أَرْسَلَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ أَجْمَعِينَ، وَهُوَ الْإِسْلَامُ الْعَامُ، أَلَّا يُعْبَدَ إِلَّا اللهُ، وَأَلَّا يُعْبَدَ اللهُ إِلَّا بِمَا شَرَعَ.

((بَلِ اللهَ فَاعْبُدْ!))

عَلَى الْإِنْسَانِ أَنْ يَعْبُدَ رَبَّهُ، وَلَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ عَابِدًا لِرَبِّهِ إِلَّا إِذَا وَحَّدَ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ؛ لِأَنَّهُ لَا يُقْبَلُ عِنْدَ اللهِ عَمَلٌ، وَلَا يَصِحُّ أَصْلًا، إِلَّا بِالتَّوْحِيدِ.

فَإِذَا لَمْ يَكُنِ الْإِنْسَانُ مُخْلِصًا مُوَحِّدًا؛ رُدَّ عَلَيْهِ عَمَلُهُ، وَصَارَ حَابِطًا، وَلَا يُعْفَى مِنْ ذَلِكَ أَحَدٌ، {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [الزمر: 65-66 ] .

فَقَدَّمَ مَا حَقُّهُ التَّأْخِيرُ، {بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ}، فَقَدَّمَ الْمَفْعُولَ بِهِ؛ لِدَلَالَةِ الْقَصْرِ.

{بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ}: لَا تَعْبُدْ أَحَدًا سِوَاهُ، وَلَا تَعْبُدْ أَحَدًا مَعَهُ.

{بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ}، لَمْ يعْف اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ مِنْ ذَلِكَ أَحَدًا، وَكُلُّ مَنْ أَشْرَكَ بِاللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ؛ عَذَّبَهُ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ وَأَدْخَلَهُ النَّارَ.

وَعَلَيْهِ؛ فَخَلَاصُنَا، وَنَجَاتُنَا -أَفْرَادًا وَأُمَّةً- إِنَّمَا هُوَ بِتَوْحِيدِ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِين.

 

التعليقات


فوائد مفرغة قد تعجبك


  لِمَاذَا يُدَمِّرُونَ دِمَشْقَ الْخِلَافَةَ؟!!
  التَّعْلِيقُ عَلَى أَحْدَاثِ سُورِيَّا وَضَيَاعِ دِمَشْقِ الْخِلَافَةِ وَحَلَبِ الْعِلْمِ
  مُحَمَّدٌ ﷺ نَبِيُّ الرَّحْمَةِ، وَدِينُهُ دِينُ الرَّحْمَةِ
  وَطَنُنَا إِسْلَامِيٌّ، وَحُبُّهُ وَالدِّفَاعُ عَنْهُ وَاجِبٌ شَرْعِيٌّ
  سُبُلُ تَحْقِيقِ خَيْرِيَةِ الْأُمَّةِ وَاسْتِعَادَةِ رِيَادَتِهَا الْآنَ
  الْمَوْعِظَةُ السَّادِسَةُ وَالْعِشْرُونَ : ((أَحْكَامُ زَكَاةِ الْفِطْرِ))
  قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ فِي رَمَضَانَ
  مِنْ مَعَالِمِ بِرِّ الْمُسْلِمِينَ بِأَوْطَانِهِمْ: إِجْلَالُهُمُ الْعُلَمَاءَ وَأَخْذُهُمْ بِمَشُورَتِهِمْ وَنُصْحِهِمْ
  مِنْ مَعَانِي التَّضْحِيَةِ: التَّضْحِيَةُ بِالْمَالِ فِي سَبِيلِ اللهِ -جَلَّ وَعَلَا-
  نَمَاذِجُ عَصْرِيَّةٌ لِلنِّفَاقِ الِاعْتِقَادِيِّ!!
  حَضَّ الْإِسْلَامُ عَلَى الْمَحَبَّةِ وَنَبَذَ الْكَرَاهِيَةَ
  عَدَمُ مُبَالَاةِ كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ!!
  نَمَاذِجُ فِي الشَّهَامَةِ وَالْمُرُوءَةِ
  الشَّائِعَاتُ سِلَاحُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُغْرِضِينَ
  شَرَعَ اللهُ الزَّوَاجَ لِتَكْوِينِ أُسَرٍ يَخْرُجُ مِنْهَا نَشْءٌ مُوَحِّدٌ للهِ
  • شارك

نبذة عن الموقع

موقع تفريغات العلامة رسلان ، موقع يحتوي على العشرات من الخطب والمحاضرات والمقاطع المفرغة لفضيلة الشيخ العلامة أبي عبدالله محمد بن سعيد رسلان-حفظه الله- . كما يعلن القائمون على صفحة وموقع تفريغات العلامة رسلان -حفظه الله- أن التفريغات للخطب ليست هي الشكل النهائي عند الطباعة، ولكن نحن نفرغ خطب الشيخ حفظه الله ونجتهد في نشرها ليستفيد منها طلاب العلم والدعاة على منهاج النبوة في كل أنحاء الدنيا، ونؤكد على أنَّ الخطب غير مُخرَّجة بشكل كامل كما يحدث في خطب الشيخ العلامة رسلان المطبوعة وليست الكتب المنشورة على الصفحة والموقع هي النسخة النهائية لكتب الشيخ التي تُطبع...وهذه الكتب ما هي إلا تفريغ لخطب الشيخ، غير أنَّ كتب الشيخ التي تُطبع تُراجع من الشيخ -حفظه الله- وتُخرج. والتفريغ عملٌ بشريٌ، ونحن نجتهد في مراجعة التفريغات مراجعة جيدة، فإذا وقع خطأ أو شكل الخطب كما نخرجها -إنما نُحاسب نحن عليها والخطأ يُنسب لنا وليس للشيخ -حفظه الله-.

الحقوق محفوظة لكل مسلم موقع تفريغات العلامة رسلان