أَسْبَابُ طُولِ الْأَمَلِ


((أَسْبَابُ طُولِ الْأَمَلِ))

مَا الَّذِي يَجْعَلُ الْإِنْسَانَ طَوِيلَ الْأَمَلِ؟!!

مَا الَّذِي يَجْعَلُ الْإِنْسَانَ مِمَّا يَطُولُ أَمَلُهُ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ، وَيَعِيشُ كَأَنَّهُ لَنْ يَمُوتَ، أَوْ كَأَنَّهُ سَيَعِيشُ عَشَرَاتِ السِّنِينَ، بَلْ سَيَعِيشُ قُرُونًا مُتَطَاوِلَةً؟!!

طُولُ الْأَمَلِ فِي الْحَيَاةِ لَهُ سَبَبَانِ: حُبُّ الدُّنْيَا، وَالْجَهْلُ.

*السَّبَبُ الْأَوَّلُ مِنْ أَسْبَابِ طُولِ الْأَمَلِ: حُبُّ الدُّنْيَا؛ لِأَنَّ الْإِنْسَانَ إِذَا أَنِسَ بِشَهَوَاتِ الدُّنْيَا وَلَذَّاتِهَا وَعَلَاقَاتِهَا وَعَلَائِقِهَا؛ يَثْقُلُ قَلْبُهُ عَنْ مُفَارَقَتِهَا.

يَعْنِي: الْإِنْسَانُ عِنْدَمَا يُعَمِّرُ الدُّنْيَا، وَيُخَرِّبُ الْآخِرَةَ -النَّاسُ دَائِمًا يَكْرَهُونَ الِانْتِقَالَ مِنَ الْعُمْرَانِ إِلَى الْخَرَابِ-، يَعْنِي: إِذَا لَمْ يَعْمَلِ الْإِنْسَانُ لِلْآخِرَةِ، لَمْ يَعْمَلْ لِلدَّارِ الْبَاقِيَةِ، لَمْ يَعْمَلْ لِلْقَبْرِ حِسَابًا.

الْقَبْرُ فِيهِ وَحْشَةٌ، فِيهِ ظُلْمَةٌ، فِيهِ وَحْدَةٌ، فِيهِ مَا فِيهِ مِنْ تِلْكَ الْآفَاتِ.

الْقَبْرُ لَيْسَ فِيهِ مُتَعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا عَلَى حَسَبِ الْحِسِّ الْإِنْسَانِيِّ.

الْإِنْسَانُ يُعَمِّرُ الدُّنْيَا، وَيُخَرِّبُ الْآخِرَةَ، فَيَكْرَهُ أَنْ يَنْتَقِلَ مِنَ الْعُمْرَانِ إِلَى الْخَرَابِ، وَهَذَا مَجْبُولٌ عَلَيْهِ الْإِنْسَانُ، هَذَا مِمَّا فَطَرَ اللهُ عَلَيْهِ الْخَلْقَ.

وَأَمَّا إِذَا عَمَّرَ الْإِنْسَانُ آخِرَتَهُ، وَأَمَّا إِذَا الْتَفَتَ الْإِنْسَانُ إِلَى حَيَاتِهِ الْبَاقِيَةِ؛ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ يُحِبُّ -حِينَئِذٍ- أَنْ يَنْتَقِلَ مِنَ الْخَرَابِ إِلَى الْعُمْرَانِ؛ لِأَنَّهُ سَيَرَى الدُّنْيَا خَرَابًا وَيَبَابًا، وَسَيَرَى الْآخِرَةَ عُمْرَانًا وَحَيَاةً بَاقِيَةً لَا تَزُولُ.

فَإِذَا كَانَ الْإِنْسَانُ مُحِبًّا لِلدُّنْيَا؛ فَإِنَّهُ يَأْنَسُ بِشَهَوَاتِهَا، وَيَرْكَنُ إِلَى مَلَذَّاتِهَا، فَيَثْقُلُ عَلَى قَلْبِهِ أَنْ يُفَارِقَ الدُّنْيَا إِلَى غَيْرِهَا، وَيَمْتَنِعُ قَلْبُهُ مِنَ الْفِكْرِ فِي الْمَوْتِ الَّذِي هُوَ السَّبَبُ فِي مُفَارَقَةِ اللَّذَّاتِ، وَالْبُعْدِ عَنِ الشَّهَوَاتِ.

إِذَا أَنِسَ الْقَلْبُ حُبَّ الدُّنْيَا، وَانْغَمَسَ الْإِنْسَانُ فِي الشَّهَوَاتِ -الْمَوْتُ يَقْطَعُ هَذَا- فَإِنَّهُ يَكْرَهُ الْمَوْتَ حِينَئِذٍ، يَكْرَهُ أَنْ يَنْتَقِلَ مِمَّا هُوَ فِيهِ مِنَ الْمَلَذَّاتِ وَاللَّذَّاتِ، وَيُفَارِقُ هَذِهِ الْأُمُورَ الَّتِي تُحِبُّهَا النَّفْسُ؛ لِيَنْتَقِلَ إِلَى الْمَوْتِ.

وَحِينَئِذٍ يَمْتَنِعُ الْقَلْبُ مِنَ الْفِكْرِ فِي الْمَوْتِ، وَكُلُّ هَذَا مَبْنِيٌّ عَلَى طَبِيعَةِ الْإِنْسَانِ؛ لِأَنَّ الْإِنْسَانَ إِذَا كَرِهَ شَيْئًا؛ دَفَعَهُ عَنْ نَفْسِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَدْفَعَ الشَّيْءَ عَنْ نَفْسِهِ؛ فَهُوَ يَنْدَفِعُ عَنْهُ، يَعْنِي: إِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُبْعِدَ الشَّيْءَ الْمَكْرُوهَ عَنْ نَفْسِهِ؛ فَهُوَ يُبْعِدُ نَفْسَهُ عَنِ الشَّيْءِ الْمَكْرُوهِ.

فَالْفِكْرُ فِي الْمَوْتِ مَكْرُوهٌ لِلْإِنْسَانِ، عِنْدَمَا يَنْغَمِسُ فِي الشَّهَوَاتِ، وَيُحَصِّلُ الْمَلَذَّاتِ، وَلَا يَلْتَفِتُ إِلَى أَمْرِ الْآخِرَةِ؛ فَهَذَا شَيْءٌ مُحَبَّبٌ!!

الْمَوْتُ مَكْرُوهٌ؛ لِأَنَّهُ يَقْطَعُ الشَّيْءَ الْمُحَبَّبَ، وَالْإِنْسَانُ فَطَرَهُ اللهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- عَلَى أَنْ يَدْفَعَ عَنْ نَفْسِهِ الشَّيْءَ الَّذِي يَكْرَهُهُ؟

وَالْمَوْتُ مَكْرُوهٌ؛ لِأَنَّهُ سَيَقْطَعُ الْمَلَذَّاتِ، وَإِذَنْ فَهُوَ لَا يُفَكِّرُ فِي الْمَوْتِ وَيَتَجَاهَلُهُ.

الْإِنْسَانُ مَشْغُوفٌ بِالْأَمَانِيِّ، يَتَمَنَّى دَائِمًا وَأَبَدًا مَا يُوَافِقُ مُرَادَهُ، وَمَا يُشَاكِلُ نَفْسَهُ، وَالَّذِي يُوَافِقُ مُرَادَ الْإِنْسَانِ هُوَ الْبَقَاءُ فِي الدُّنْيَا، فَلَا يَزَالُ يَتَوَهَّمُ، وَلَا يَزَالُ يَتَخَيَّلُ.

وَلَا يَزَالُ يُقَدِّرُ أَنَّهُ سَيَبْقَى فِي الدُّنْيَا طَوِيلًا، وَيُقَدِّرُ تَوَابِعَ هَذَا الْبَقَاءِ، مَا دُمْتُ سَأَظَلُّ زَمَنًا طَوِيلًا فِي الْحَيَاةِ، وَ أُقَدِّرُ أَنْ أَبْقَى فِي الْحَيَاةِ بِلَا ذَهَابٍ وَلَا فَنَاءٍ؛ فَأَنَا لَا بُدَّ أَنْ أُقَدِّرَ حِينَئِذٍ الْأَسْبَابَ الَّتِي تُعِينُنِي عَلَى الْبَقَاءِ.

وَحِينَئِذٍ يَأْخُذُ فِي تَحْصِيلِ أَسْبَابِ الدُّنْيَا؛ اسْتِعْدَادًا لِلْبَقَاءِ الْمُتَوَهَّمِ الَّذِي يَتَوَهَّمُهُ، وَالَّذِي يُقَدِّرُهُ فِي نَفْسِهِ؛ لِأَنَّهُ إِذَا كُنْتُ سَأَبْقَى سَنَوَاتٍ غَيْرَ مَعْدُودَةٍ؛ فَأَنَا أَحْتَاجُ إِلَى مَالٍ، وَأَحْتَاجُ إِلَى أَهْلٍ وَجَارٍ، وَأَصْدَقَاءَ وَدَوَاءٍ، وَسَائِرِ أَسْبَابِ الدُّنْيَا.

فَمَا دُمْتُ أَنَا قَدْ أَخَذَنِي الْأَمَلُ بِطُولِهِ؛ فَحِينَئِذٍ أُقَدِّرُ طُولَ الْبَقَاءِ، وَإِذَا قَدَّرْتُ طُولَ الْبَقَاءِ؛ فَإِنَّ طُولَ الْبَقَاءِ يَحْتَاجُ إِلَى أَسْبَابٍ، وَهَذِهِ الْأَسْبَابُ تَحْتَاجُ إِلَى تَحْصِيلٍ.

وَكُلُّ هَذَا إِبْعَادٌ عَنِ الطَّرِيقِ الصَّحِيحِ، وَإِبْعَادٌ عَنِ الْآخِرَةِ.

يَصِيرُ الْقَلْبُ حِينَئِذٍ عَاكِفًا عَلَى هَذَا الْفِكْرِ وَمَوْقُوفًا عَلَيْهِ؛ لِأَنَّهُ تَحْصِيلُ الْأَسْبَابِ الَّتِي سَتُعِينُ عَلَى طُولِ الْبَقَاءِ فِي الدُّنْيَا مَعَ الْبُعْدِ عَنْ ذِكْرِ الْمَوْتِ.

وَإِذَا مَا كَبُرَ الْإِنْسَانُ، يَعْنِي: إِذَا كَانَ الْإِنْسَانُ شَابًّا؛ يَقُولُ: حَتَّى تَكْبُرَ، فَإِذَا كَبُرَ؛ يَقُولُ: حَتَّى تَصِيرَ شَيْخًا، فَإِذَا صَارَ شَيْخًا؛ يَقُولُ: حَتَّى نَفْرُغَ مِنْ بِنَاءِ هَذِهِ الدَّارِ، وَعِمَارَةِ هَذهِ الْمَزْرَعَةِ، حَتَّى نَرْجِعَ مِنْ هَذَا السَّفَرِ، حَتَّى نَفْرُغَ مِنْ تَدْبِيرِ حَالِ هَذَا الْوَلَدِ، وَتَجْهِيزِهِ، وَتَدْبِيرِ مَسْكَنٍ لَهُ، حَتَّى نَتَفَرَّغَ مِنْ قَهْرِ هَذَا الْعَدُوِّ الَّذِي يَشْمَتُ بِنَا!!

فَلَا يَزَالُ يُسَوِّفُ وَيُؤَخِّرُ، وَلَا يَخُوضُ فِي شُغُلٍ إِلَّا وَيَتَعَلَّقُ بِإِتْمَامِ ذَلِكَ الشُّغُلِ عَشْرَةُ أَشْغَالٍ أُخَرَ، لَا يَزَالُ كَذَلِكَ عَلَى التَّدْرِيجِ يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ، وَيَقْضِي أَيَّامَهُ وَلَيَالِيَهُ فِي ذَلِكَ، وَيُفْضِي بِهِ شُغُلٌ إِلَى شُغُلٍ؛ بَلْ إِلَى أَشْغَالٍ، إِلَى أَنْ تَقْتَطِفَهُ الْمَنِيَّةُ، وَيَأْتِيَهُ الْمَوْتُ فِي وَقْتٍ لَمْ يَحْسُبْ؛ فَمَا الْحَلُّ؟!!

تَطُولُ عِنْدَ ذَلِكَ الْحَسْرَةُ، وَأَكْثَرُ أَهْلِ النَّارِ صِيَاحُهُمْ مِنْ (سَوْفَ)، يَقُولُونَ: وَاحُزْنَاهُ مِنْ (سَوْفَ)؛ لِأَنَّهُمْ كَانُوا فِي الدُّنْيَا يُسَوِّفُونَ: سَوْفَ أَتُوبُ بَعْدَ كَذَا، وَسَوْفَ أَعْمَلُ كَذَا إِذَا حَدَثَ كَذَا!!

فَمَا يَزَالُ الْإِنْسَانُ مُسَوِّفًا آخِذًا بِـ (سَوْفَ) حَتَّى يَأْتِيَ الْمَوْتُ!!

وَحِينَئِذٍ يَكُونُ الْفَزَعُ وَالْحُزْنُ -كَمَا هُوَ مَعْلُومٌ- فِي النَّارِ.

أَكْثَرُ حُزْنِ أَهْلِ النَّارِ مِنْ (سَوْفَ)، يَقُولُونَ: وَاحُزْنَاهُ مِنْ (سَوْفَ)؛ لِأَنَّ الْأَيَّامَ مَرَّتْ وَانْقَضَتْ مَعَ طُولِ الْأَمَلِ حَتَّى جَاءَ الْمَوْتُ مِنْ غَيْرِ مَا اسْتِعْدَادٍ.

سَيَأْتِي، هُوَ آتٍ لَا مَحَالَةَ، وَكُلُّ آتٍ قَرِيبٍ..

مَا دَامَ الْمَوْتُ سَيَأْتِي؛ فَاعْتَبِرْ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِعْلًا؛ لِأَنَّهُ مَا دَامَ سَيَأْتِي فَسَيَأْتِي، وَكُلُّ آتٍ قَرِيبٌ.

مَا الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ؟

عَشْرُ سَنَوَاتٍ، عِشْرُونَ سَنَةً، ثَلَاثُونَ، مَئِةٌ؟!!

نَأْخُذُ بِقِيَاسِ الَّذِي مَضَى مِنَ السِّنِينَ عَلَى مَا هُوَ آتٍ مِنَ  السِّنِينَ، مَرَّ خَمْسُونَ -نِصْفُ قَرْنٍ مِنَ الزَّمَانٍ- مَرَّتْ كَأَنَّهَا طَرْفَةُ الْعَيْنِ، كَأَنَّهَا خَطْفَةُ الْبَرْقِ، لَوْ بَقِيَ خَمْسُونَ -وَهَذَا مُسْتَبْعَدٌ-؛ فَسَيَمُرُّ الَّذِي يَأْتِي أَيْضًا كَطَرْفَةِ الْعَيْنِ، ثُمَّ يَجِدُ الْإِنْسَانُ نَفْسَهُ أَمَامَ الْمَوْتِ.

إِذَنْ فَلْنَعْتَبِرِ الْآنَ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ، وَأَنَّهُ بَيْنَ يَدَيْهِ؛ فَكَيْفَ الِاسْتِعْدَادُ، وَكَيْفَ اللِّقَاءُ؟!!

الْمُسَوِّفُ الْمِسْكِينُ -الَّذِي يَقُولُ: سَوْفَ.. سَوْفَ.. - لَا يَدْرِي أَنَّ الَّذِي يَدْعُوهُ إِلَى التَّسْوِيفِ الْيَوْمَ هُوَ مَعَهُ غَدًا.

يَعْنِي: طُولُ الْأَمَلِ الَّذِي عِنْدَ الْإِنْسَانِ الَّذِي يُسَوِّفُ أَعْمَالَ الْخَيْرِ؛ سَوْفَ أَفْعَلُ بَعْدَ إِتْمَامِ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ، وَبَعْدَ الْفَرَاغِ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ، سَوْفَ أَفْعَلُ بَعْدَمَا نَصْنَعُ كَذَا، وَنُتِمُّ كَذَا، (سَوْفَ) هَذِهِ الَّتِي مَعِي الْيَوْمَ سَتَكُونُ مَعِي غَدًا؛ لِأَنَّ الْأَمْرَ لَا يَنْقَطِعُ، وَلَا يَنْتَهِي.

وَإِنَّمَا يَزْدَادُ التَّسْوِيفُ بِطُولِ الْمُدَّةِ قُوَّةً وَرُسُوخًا؛ لِأَنَّ الْأَشْغَالَ لَا تَنْقَطِعُ، وَالشُّغُلُ يُفْضِي وَيُؤَدِّي إِلَى شُغُلٍ غَيْرِهِ، بَلْ إِلَى عَشْرَةِ أَشْغَالٍ مِنْ غَيْرِ مَا انْقِطَاعٍ.

فَيَظُنُّ الْإِنْسَانُ وَيَتَصَوَّرُ أَنْ يَكُونَ لِلْخَائِضِ فِي الدُّنْيَا وَالْحَافِظِ لَهَا؛ فَرَاغٌ، هَيْهَات!!

لَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ لِلْإِنْسَانِ الَّذِي يَخُوضُ فِي الدُّنْيَا، وَالَّذِي يَجْتَهِدُ فِي الْحِفَاظِ عَلَيْهَا فَرَاغٌ إِطْلَاقًا، لَنْ يَكُونَ لَهُ فَرَاغٌ أَبَدًا؛ لِأَنَّ الْهُمُومَ لَا تَنْقَطِعُ، وَلَا يُمْكِنُ أَنْ تَنْقَطِعَ إِلَّا إِذَا وُحِّدَتْ عَلَى هَمٍّ وَاحِدٍ، وَهُوَ هَمُّ الْآخِرَةِ، وَحِينَئِذٍ يَتَأَتَّى وَعْدُ اللهِ، فَسَيَكْفِيهِ اللهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- مَا أَهَمَّهُ مِنْ أُمُورِ دُنْيَاهُ.

((مَنْ جَعَلَ الْهُمُومَ هَمًّا وَاحِدًا كَفَاهُ اللهُ مَا أَهَمَّهُ مِنْ أُمُورِ دُنْيَاهُ، وَمَنْ تَوَزَّعَتْهُ هُمُومُ أَحْوَالِ الدُّنْيَا لَمْ يُبَالِ اللهُ تَعَالَى بِأَيِّ وَادٍ مِنْ أَوْدِيَةِ اللهِ عَذَّبَهُ)) .

الَّذِي يَجْعَلُ الْهُمُومَ هَمًّا وَاحِدًا يَجْعَلُ اللهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَيَجْمَعُ عَلَيْهِ شَمْلهُ، وَجَمْعُ الشَّمْلِ هَذَا هُوَ اتِّحَادُ تِلْكَ الْهُمُومِ الْمُخْتَلِفَةِ مِنْ هُمُومِ الدُّنْيَا بِشَيْءٍ وَاحِدٍ، يَجْمَعُ اللهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- عَلَيْهِ شَمْلَهُ، وَتَأْتِيهِ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ.

وَالَّذِي يَجْعَلُ هَمَّهُ الدُّنْيَا، وَيَلْتَفِتُ عَنِ الْآخِرَةِ يُشَتِّتُ اللهُ عَلَيْهِ شَمْلَهُ، فَتَجِدُ لَهُ فِي كُلِّ أَمْرٍ عِدَّةَ أَشْغَالٍ، وَيَتَفَرَّعُ مِنْ كُلِّ شُغُلٍ عِدَّةُ أُمُورٍ أُخْرَى، ثُمَّ يَتَفَرَّعُ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ مِنْ هَذِهِ عِدَّةُ أَشْغَالٍ، فَمَا يَزَالُ كَذَلِكَ مُشَتَّتَ الْهَمِّ، وَيَجْعَلُ اللهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، فَمَهْمَا الْتَفَتَ لَمْ يَرَ إِلَّا فَقْرَهُ، ((وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ)).

الْأَوَّلُ؛ ((جَعَلَ اللهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَجَمَعَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ)).

وَالْآخَرُ؛ ((شَتَّتَ اللهُ عَلَيْهِ شَمْلَهُ، وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ)) . فَعَلَامَ الْعَنَاءُ، وَعَلَامَ التَّعَبُ؟!!

فَالَّذِي يَظُنُّ أَنَّهُ بِخَوْضِهِ فِي الدُّنْيَا، وَبِحِفَاظِهِ عَلَيْهَا أَنَّهُ سَيَكُونُ لَهُ فَرَاغٌ فِي يَوْمٍ فَهُوَ وَاهِمٌ، لَنْ يَكُونَ لَهُ فَرَاغٌ أَبَدًا، وَمَا يَفْرُغُ مِنْهُ الْيَوْمَ لَا بُدَّ أَنْ يَتَجَدَّدَ لَهُ مِنْهُ أَلْوَانٌ وَشُكُولٌ بَعْدَ ذَلِكَ.

وَمَا قَضَى أحَدٌ مِنْهَا لُبَانَتَهُ  =   وَلا انْتَهَى أرَبٌ إلَّا إلى أرَبِ.

وَمَا قَضَى أَحَدٌ مِنَ الدُّنْيَا لُبَانَتَهُ -يَعْنِي هَدَفَهُ- وَمَا انْتَهَى أَرَبٌ إِلَّا إِلَى أَرَبِ -مَا انْتَهَى هَدَفٌ إِلَّا إِلَى هَدَفٍ- فِي الدُّنْيَا مَا يَنْتَهِي هَدَفٌ إِلَّا وَيَبْدَأُ هَدَفٌ آخَرُ.

وَقِسْ عَلَى ذَلِكَ أَحْوَالَ الْخَلْقِ، الْإِنْسَانُ إِذَا أَرَادَ مَثَلًا أَنْ يَقْتَنِيَ سَيَارَّةً -وَهَذَا أَمْرٌ لَيْسَ بِمَذْمُومٍ، لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ- وَلَكِنْ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَقْتَنِيَ مَرْكَبًا يَرْكَبُهُ، مَا أَنْ يَتَحَصَّلَ عَلَيْهِ حَتَّى يَتَطَلَّعَ إِلَى غَيْرِهِ، وَمَا أَنْ يَحْصُلَ الثَّانِي حَتَّى يَتَطَلَّعَ إِلَى الثَّالِثِ، أَمْرٌ لَا يَنْقَضِي.

وَأَمَّا إِذَا نَظَرَ إِلَى الْأَمْرِ فِي حَقِيقَتِهِ وَعَلِمَ أَنَّ أَمْثَالَ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ إِنَّمَا تُؤَدِّي وَظِيفَةً، فَإِذَا أُدِّيَتِ الْوَظِيفَةُ فَلَا حَرَجَ، فَحِينَئِذٍ يَكُونُ مُوَظِّفًا لِلدُّنْيَا فِي خِدْمَةِ الْآخِرَةِ.

وَأَمَّا إِذَا انْفَتَحَ الْبَابُ بِهَذِهِ الصُّورَةِ، وَانْطَلَقَ الْإِنْسَانُ فِي عُبَابِ وَأَمْوَاجِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، فَهَذَا أَمْرٌ لَنْ يَنْضَبِطَ أَبَدًا، وَلَنْ يَنْقَضِيَ الْفَرَاغُ مِنْهُ، وَمَا انْتَهَى أَرَبٌ إِلَّا إِلَى أَرَبٍ -وَالْأَرَبُ: الْغَايَةُ الَّتِي يُرِيدُ الْإِنْسَانُ أَنْ يَصِلَ إِلَيْهَا، الْهَدَفُ الَّذِي يُرِيدُ الْإِنْسَانُ أَنْ يَتَوَصَّلَ إِلَيْهِ-.

مَا يَنْتَهِي هَدَفٌ إِلَّا وَرَاءَهُ هَدَفٌ آخَرُ، هُمُومٌ مَرْحَلِيَّةٌ، وَهَذِهِ الْهُمُومُ الْمَرْحَلِيَّةُ لَا تُؤَدِّي إِلَّا إِلَى هُمُومٍ أُخْرَى بَعْدَهَا.

وَأَمَّا الْهَدَفُ الْأَسَاسُ الرَّئِيسُ الْكَبِيرُ هَدَفُ الْآخِرَةِ فَيَجْعَلُ الدُّنْيَا مُوَظَّفَةً لِخِدْمَةِ هَذَا الطَّرِيقِ، وَحِينَئِذٍ يَجْمَعُ اللهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- عَلَيْهِ شَمْلَهُ، وَيَجْعَلُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، ثُمَّ تَأْتِيهِ الدُّنْيَا رَاغِمَةً.

وَالْآخَرُ يَتَشَتَّتُ عَلَيْهِ شَمْلُهُ، فَلَا يَدْرِي فِي أَيِّ طَرِيقٍ يَسِيرُ، وَكُلَّمَا مَرَّ فِي طَرِيقٍ وَقَطَعَ فِيهِ مَرْحَلَةً يَعُودُ إِلَى طَرِيقٍ آخَرَ؛ مِنْ أَجْلِ أَنْ يَقْطَعَ فِيهِ خُطُوَاتٍ، ثُمَّ إِلَى طَرِيقٍ ثَالِثٍ، وَهَكَذَا.. يَتَشَتَّتُ عَلَيْهِ شَمْلُهُ، وَفَقْرُهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، كُلَّمَا الْتَفَتَ لَمْ يَرَ إِلَّا فَقْرَهُ مَهْمَا أُوتِيَ مِنَ الْغِنَى؛ لِأَنَّ الشَّمْلَ قَدْ تَشَتَّتَ، ثُمَّ لَا يَأْتِيهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قَسَمَ اللهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- لَهُ.

حُبُّ الدُّنْيَا هُوَ السَّبَبُ الْأَوَّلُ مِنْ سَبَبَيْ طُولِ الْأَمَلِ.

وَالسَّبَبُ الثَّانِي مِنْ أَسْبَابِ طُولِ الْأَمَلِ: الْجَهْلُ.

الْإِنْسَانُ قَدْ يُعَوِّلُ عَلَى شَبَابِهِ، فَيَسْتَبْعِدُ قُرْبَ وُقُوعِ الْمَوْتِ مَعَ الشَّبَابِ، وَهَلْ يَأْتِي الْمَوْتُ فِي الشَّبَابِ؟!!

فَهُوَ يَنْتَظِرُ أَنْ يَكْبُرَ، وَأَنْ يَشِيخَ، وَأَنْ يَهْرَمَ، وَلَا يَتَفَكَّرُ الْمِسْكِينُ الَّذِي يَجْهَلُ أَنَّ الْمَوْتَ يَأْتِي فِي جَمِيعِ الْأَعْمَارِ، وَلَا يُفَارِقُ أَحَدًا إِلَّا وَمَسَّهُ- يَجْهَلُ هَذَا الْمِسْكِينُ أَنَّ مَشَايِخَ بَلَدِهِ -يَعْنِي كِبَارَ السِّنِّ فِي بَلَدِهِ- لَوْ عُدُّوا -لَوْ أَحْصَاهُمْ إِنْسَانٌ، وَعَمِلَ إِحْصَائِيَّةً لِكِبَارِ السِّنِّ فِي بَلَدِهِ لَكَانُوا أَقَلَّ مِنْ عُشْرِ رِجَالِ الْبَلَدِ، وَرُبَّمَا أَقَلّ.

يَعْنِي إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَحْسُبَ كِبَارَ السِّنِّ فِي بَلَدٍ فَلَنْ يَصِلَ عَدَدُهُمْ إِلَى عُشْرِ سُكَّانِ الْبَلَدِ.

مَا الَّذِي جَعَلَهُمْ قِلَّةً إِذَا كَانَ الْإِنْسَانُ سَيَظَلُّ حَتَّى يَصِلَ إِلَى السِّنِّ الْعَالِيَةِ وَيَكْبُرَ فِي السِّنِّ، وَيُتْرَكَ حَتَّى يَصِلَ إِلَى السِّنِّ الْعَالِيَةِ؟!!

فَلِمَاذَا لَمْ يُتْرَكِ الْجَمِيعُ، لِمَاذَا قَلُّوا وَلَمْ يَبْلُغُوا إِلَّا عُشْرَ سُكَّانِ أَيِّ بَلَدٍ؟!!

لِأَنَّ الْمَوْتَ فِي الشَّبَابِ أَكْثَرُ، فَلَا يَصِلُ إِلَى كِبَرِ السِّنِّ إِلَّا الْقِلَّةُ، إِلَّا عُشْرُ سُكَّانِ الْبَلَدِ: هُمُ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى ذَلِكَ -عَلَى سَبِيلِ التَّقْرِيبِ-.

وَإِذَنْ؛ الْمَوْتُ فِي الشَّبَابِ أَكْثَرُ، فَإِلَى أَنْ يَمُوتَ شَيْخٌ يَمُوتُ أَلْفُ صَبِيٍّ وَشَابٍّ.

فَمَنِ الَّذِي يُؤَمِّنُ الْإِنْسَانَ إِذَا كَانَ صَبِيًّا أَوْ كَانَ شَابًّا أَنَّهُ لَنْ يَدْخُلَ فِي الْأَلْفِ؟!!

فَإِلَى أَنْ يَمُوتَ شَيْخٌ يَمُوتُ أَلْفُ صَبِيٍّ وَشَابٍّ، وَلَوْ كَانَ الْجَمِيعُ يَصِلُونَ إِلَى كِبَرِ السِّنِّ لَضَاقَتِ الْأَرْضُ بِأَهْلِهَا.

فَلَوْ تَأَمَّلَ الْإِنْسَانُ فِي هَذَا لَعَلِمَ أَنَّهُ وَاهِمٌ وَأَنَّهُ مُخْطِئٌ، وَأَنَّ الْإِنْسَانَ لَنْ يُتْرَكَ حَتَّى يَصِلَ إِلَى السِّنِّ الْعَالِيَةِ، وَلَا يَدْرِي أَنَّ وُصُولَهُ إِلَى ذَلِكَ بَعِيدٌ، وَأَنَّ مَوْتَهُ وَهُوَ فِي حَدَاثَةِ السِّنِّ وَفِي الشَّبَابِ غَيْرُ بَعِيدٍ، فَهَذَا يَحْدُثُ بِكَثْرَةٍ.

وَحَتَّى لَوْ كَانَ بَعِيدًا -يَعْنِي حَتَّى لَوْ كَانَ وُقُوعُ الْمَوْتِ فِي الشَّبَابِ وَفِي الصِّبَا بَعِيدٌ- فَالْمَرَضُ فَجْأَةً غَيْرُ بَعِيدٍ، يُمْكِنُ لِلْإِنْسَانِ أَنْ تَطُولَ بِهِ الْحَيَاةُ وَيَمْرَضَ، وَكُلُّ مَرَضٍ إِنَّمَا يَقَعُ فَجْأَةً، وَإِذَا مَرِضَ لَمْ يَكُنِ الْمَوْتُ مِنَ الْمَرِيضِ بَعِيدًا.

لَوْ تَفَكَّرَ الْإِنْسَانُ الْغَافِلُ وَعَلِمَ أَنَّ الْمَوْتَ لَيْسَ لَهُ وَقْتٌ مَخْصُوصٌ مِنْ شَبَابٍ وَشِيبٍ وَكُهُولَةٍ، وَلَا لَهُ زَمَانٌ مِنْ صَيْفٍ وَشِتَاءٍ وَخَرِيفٍ وَرَبِيعٍ، وَلَا مِنْ لَيْلٍ وَلَا نَهَارٍ؛ لَعَظُمَ اسْتِشْعَارُ الْإِنْسَانِ حِينَئِذٍ بِهَذَا الْمَوْتِ، وَاشْتَغَلَ اسْتِعْدَادًا لِوُقُوعِهِ إِذْ هُوَ مِنْهُ قَرِيبٌ، وَلَكِنْ الْجَهْلُ بِأَمْثَالِ هَذِهِ الْأُمُورِ، وَحُبَّ الدُّنْيَا يَدْعُوَانِ الْإِنْسَانَ إِلَى طُولِ الْأَمَلِ، وَإِلَى الْغَفْلَةِ عَنْ تَقْدِيرِ الْمَوْتِ الْقَرِيبِ، وَهُوَ أَبَدًا يَظُنُّ أَنَّ الْمَوْتَ يَكُونُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَا يُقَدِّرُ نُزُولَهُ بِهِ وَوُقُوعَهُ فِيهِ.

الْإِنْسَانُ -دَائِمًا وَأَبَدًا= عِنْدَهُ يَقِينٌ بِأَنَّ الْمَوْتَ قَرِيبٌ، وَلَكِنْ هُوَ قَرِيبٌ لَا يَقَعُ، يَعْنِي هُوَ قَرِيبٌ نَعَمْ، وَلَكِنَّهُ لَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ!!

كَمَا يَتَحَدَّثُ الْإِنْسَانُ مَثَلًا عَنِ الْمَوْتِ، فَهُوَ يَعِظُ النَّاسَ بِأَنَّ الْمَوْتَ قَرِيبٌ، وَلَا يَتَيَقَّنُ هُوَ مِنْ أَنَّهُ قَرِيبٌ مِنْهُ أَيْضًا، فَكَأَنَّهُ يُخْرِجُ نَفْسَهُ خَارِجَ الدَّائِرَةِ وَالْإِطَارِ، وَيَتَحَدَّثُ عَنْ شَيْءٍ لَنْ يَمَسَّهُ هُوَ!!

كَمَا يَعِظُ الْوَاعِظُ النَّاسَ بِالتَّقْوَى، هَذِهِ التَّقْوَى كَأَنَّهَا لِلْمَوْعُوظِينَ، وَلَيْسَتْ لَهُ هُوَ، فَهُوَ أَبْعَدُ مَا يَكُونُ عَنْ أَنْ يَكُونَ مَوْعُوظًا بِذَلِكَ!!

وَلِذَلِكَ الْإِنْسَانُ مِنَّا يُشَيِّعُ الْجَنَائِزَ وَلَا يُقَدِّرُ أَنْ يُشَيَّعَ.

الْإِنْسَانُ مِنَّا مَا أَكْثَرَ مَا يُشَيِّعُ مِنَ الْجَنَائِزِ!!

وَلَكِنْ هَلْ عِنْدَ الْإِنْسَانِ يَقِينٌ أَنَّهُ سَيُشَيَّعُ وَسَتُشَيَّعُ جَنَازَتُهُ أَيْضًا؟!!

إِذَنْ؛ حُبُّ الدُّنْيَا وَالْجَهْلُ سَبَبُ طُولِ الْأَمَلِ فِي الْحَيَاةِ، وَهُوَ صَرْفٌ عَنْ سَبِيلِ الْآخِرَةِ.

 

المصدر:الْأَمَلُ

 

 

التعليقات


فوائد مفرغة قد تعجبك


  النَّبِيُّ ﷺ وَالصَّحَابَةُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ- الْأُسْوَةُ فِي الْأَخْلَاقِ الْفَاضِلَةِ
  مِنْ مَظَاهِرِ الْإِيجَابِيَّةِ: حُبُّ الْوَطَنِ الْإِسْلَامِيِّ وَالدِّفَاعُ عَنْهُ
  ضَرُورَةُ الْمُحَافَظَةِ عَلَى الْمِيَاهِ
  وَإِذَا رَحِمْتَ فَأَنْتَ أُمٌّ أَوْ أَبٌ
  ثَمَرَاتُ مُحَاسَبَةِ النَّفْسِ وَصُوَرٌ مِنْ مُحَاسَبَةِ السَّلَفِ أَنْفُسَهُمْ
  بَابُ الانْكِسَارِ هُوَ أَوْسَعُ بَابٍ لِلْقُدُومِ عَلَى اللهِ
  الْفُرُوقُ بَيْنَ الزَّكَاةِ وَالضَّرِيبَةِ
  إِسْهَامَاتُ الْعَمَلِ التَّطَوُّعِي فِي خِدْمَةِ الْمُجْتَمَعِ
  مُحَاسَبَةُ النَّفْسِ قَبْلَ الْعَمَلِ وَبَعْدَ الْعَمَلِ
  هَلِ الْعَشْرُ الْأُوَلُ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ أَفْضَلُ أَمِ الْعَشْرُ الْأَوَاخِرُ مِنْ رَمَضَانَ؟
  سُبُلُ الْحِفَاظِ عَلَى الْمِيثَاقِ الْغَلِيظِ
  سُؤَالُ النَّبِيِّ ﷺ رَبَّهُ الثَّبَاتَ عَلَى الدِّينِ
  دِينُ الْإِسْلَامِ دِينُ الرَّحْمَةِ وَالسَّلَامِ
  إِكْرَامُ ذِي الشَّيْبَةِ فِي الْإِسْلَامِ
  سُبُلُ صَلَاحِ الْقَلْبِ وَثَمَرَتُهُ
  • شارك

نبذة عن الموقع

موقع تفريغات العلامة رسلان ، موقع يحتوي على العشرات من الخطب والمحاضرات والمقاطع المفرغة لفضيلة الشيخ العلامة أبي عبدالله محمد بن سعيد رسلان-حفظه الله- . كما يعلن القائمون على صفحة وموقع تفريغات العلامة رسلان -حفظه الله- أن التفريغات للخطب ليست هي الشكل النهائي عند الطباعة، ولكن نحن نفرغ خطب الشيخ حفظه الله ونجتهد في نشرها ليستفيد منها طلاب العلم والدعاة على منهاج النبوة في كل أنحاء الدنيا، ونؤكد على أنَّ الخطب غير مُخرَّجة بشكل كامل كما يحدث في خطب الشيخ العلامة رسلان المطبوعة وليست الكتب المنشورة على الصفحة والموقع هي النسخة النهائية لكتب الشيخ التي تُطبع...وهذه الكتب ما هي إلا تفريغ لخطب الشيخ، غير أنَّ كتب الشيخ التي تُطبع تُراجع من الشيخ -حفظه الله- وتُخرج. والتفريغ عملٌ بشريٌ، ونحن نجتهد في مراجعة التفريغات مراجعة جيدة، فإذا وقع خطأ أو شكل الخطب كما نخرجها -إنما نُحاسب نحن عليها والخطأ يُنسب لنا وليس للشيخ -حفظه الله-.

الحقوق محفوظة لكل مسلم موقع تفريغات العلامة رسلان