دِينُ الِاسْتِقَامَةِ وَالتَّوَازُنِ


 

((دِينُ الِاسْتِقَامَةِ وَالتَّوَازُنِ))

إِنَّ مِنْ خَصَائِصِ الإِسْلَامِ: الِاعْتِدَالَ وَالتَّوَازُنَ، وَالِاسْتِقَامَةُ مِنْ أَهَمِّ مَعَالِمِ الدِّينِ؛ قَالَ -تَعَالَى-: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)} [الفاتحة:6-7].

قَالَ الأَوْزَاعِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ-: ((مَا مِنْ أَمْرٍ أَمَرَ اللهُ -تَعَالَى- بِهِ إِلَّا عَارَضَ الشَّيْطَانُ فِيهِ بِخَصْلَتَيْنِ؛ لَا يُبَالِي أَيَّهُمَا أَصَابَ: الغُلُوُّ، أَوِ التَّقْصِيرُ)) .

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ خَطًّا، ثُمَّ قَالَ: ((هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ))، ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ، ثُمَّ قَالَ: ((هَذِهِ سُبُلٌ مُتَفَرِّقَةٌ، عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ))، ثُمَّ قَرَأَ: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ}. وَهَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ، وَالدَّارِمِيُّ، وَابْنُ أَبِي عَاصِمٍ، وَابْنُ حِبَّانَ، وَغَيْرُهُمْ.

وَالصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ يَقْتَضِي مَعْنَى الْخَيْرِيَّةِ الَّتِي بَيْنَ طَرَفَيِ التَّفْرِيطِ وَالْإِفْرَاطِ.

النَّبِيُّ ﷺ يُعَلِّمُنَا التَّوَازُنَ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ، بَيْنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، نَبِيُّكُمْ ﷺ يُوَضِّحُ لَكُمْ: أَنَّ حَيَاتَكُمْ وَآخِرَتَكُمْ رَهْنٌ بِاسْتِقَامَتِكُمْ عَلَى مَا جَاءَ بِهِ.

أَمَّا الْإِلْحَادُ وَالْخُرُوجُ عَلَى مَنْهَجِ اللهِ وَفِطْرَتِهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا فَلَهُ مَفَاسِدُ وَشُرُورٌ لَا تُحْصَى وَلَا تُعَدُّ عَلَى الْفَرْدِ وَالْمُجْتَمَعِ؛ وَمِنْ تِلْكَ الْمَفَاسِدِ: الْإِلْحَادُ؛ فَمِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ أَنَّ كَثِيرًا مِنْ دُوَلِ الْعَالَمِ الْغَرْبِيِّ وَالشَّرْقِيِّ تُعَانِي مِنْ نَزْعَةٍ إِلْحَاديةٍ عَارِمَةٍ، جَسَّدَتْهَا الشُّيُوعِيَّةُ الْمُنْهَارَةُ، وَتُجَسِّدُهَا الْعَلْمَانِيَّةُ الْمُخَادِعَةُ.

وَالْإِلْحَادُ بِدْعَةٌ جَدِيدَةٌ لَمْ تُوجَدْ فِي الْقَدِيمِ إِلَّا فِي النَّادِرِ فِي بَعْضِ الْأُمَمِ وَالْأَفْرَادِ.

الْإِلْحَادُ -فِي هَذَا الْعَصْرِ- لَهُ مَوَاقِعُ، وَلَهُ كُتُبٌ، وَلَهُ نَشْرَاتٌ، وَلَهُ مَرَاكِزُ، وَهُمْ يَرَوِّجُونَهُ بَيْنَ الشَّبَابِ، وَالشَّبَابُ قَدْ فُرِّغَ مِنْ ثَقَافِتِهِ بَلْ فُرِّغَ مِنْ عَقِيدَتِهِ، فَلَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَدْفَعَ هَذِهِ الشُّبَهَاتِ عَنْ نَفْسِهِ، وَرُبَّمَا صَدَّقَ أَنَّهَا مِنَ الْحَقَائِقِ الثَّابِتَةِ الَّتِي لَا تَقْبَلُ الْجِدَالَ، مَعَ أَنَّهَا أَوْهَامٌ فِي أَوْهَامٍ.

يَنْبَغِي عَلَيْكَ أَنْ تُحَصِّنَ نَفْسَكَ، ثُمَّ يَنْبَغِي عَلَيْكَ كَمُسْلِمٍ سُنِّيٍّ؛ يَنْبَغِي عَلَيْكَ أَنْ تَسْتَنْقِذَ إِخْوَانَكَ الْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ دَخَلَ عَلَيْهِمْ أَمْثَالُ هَذِهِ الشُّبُهَاتِ، وَهَذَا الْأَمْرُ يَتَفَشَّى الْآن، بَلْ يَنْتَشِرُ فِي كَثِيرٍ مِنَ الشَّبَابِ الْمُسْلِمِ كَالنَّارِ فِي الْهَشِيمِ!!

نَحْنَ فِي هَذَا الْعَصْرِ نَحْتَاجُ إِلَى إِقَامَةِ الدَّلِيلِ عَلَى وُجُودِ الرَّبِّ، إِنْ لَمْ يَكُنْ لِأَنْفُسِنَا؛ فَلِإِخْوَانِنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، حَتَّى يَثْبُتُوا عَلَى الْحَقِّ الَّذِي فَطَرَهُمُ اللهُ عَلَيْهِ، أَوْ لِمَنِ انْحَرَفَ عَنِ الْقَصْدِ فَتَكَاثَرَتْ عَلَيْهِ الشُّبُهَاتُ حَتَّى وَقَعَ في شُبْهَةٍ مِنَ الشُّبُهَاتِ الَّتِي تُخْرِجُهُ مِنَ الْجَادَّةِ إِلَى الْإِلْحَادِ -وَالْعِيَاذُ بِاللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ-.

هَذَا نَحْتَاجُهُ، بَلْ نَحْتَاجُهُ احْتِيَاجًا ضَرُورِيًّا فِي هَذَا الْوَقْتِ، فَمَا أَكْثَرَ مَا يَلْقَى الْإِنْسَانُ مِنَ الْمَلَاحِدَةِ، وَمَا أَكْثَرَ مَا يَسْمَعُ عَنْهُمْ، وَمَا أَكْثَرَ مَا تُنْقَلُ إِلَيْهِ شُبُهاتُهُمْ، وَكُلُّهَا فَارِغَةٌ لَيْسَتْ لَهَا قِيمَةٌ، وَهِيَ قَدِيمَةٌ لَيْسَتْ بِحَدِيثَةٍ، بَلْ إِنَّ بَعْضَهُم رُبَّمَا أَلْحَدَ بِسَبَبِ أُمُورٍ غَرِيبَةٍ.

أُمُورٌ يَسِيرَةٌ عَلَى طَالِبِ الْعِلْمِ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبوَّةِ أَنْ يَحْذِقَهَا فِي ذَلِكَ الْعَصْرِ حَتَّى يَسْتَطِيعَ أَنْ يَقِفَ فِي وَجْهِ هَذِهِ الْهَجْمَةِ الْإِلْحَادِيَّةِ الَّتِي تَتَعَرَّضُ لَهَا الدُّولُ الْإِسْلَامِيَّةُ، يَتَعَرَّضُ لَهَا الْمُسْلِمُونَ هُنَا وَهُنَالِكَ، وَبِالْوَسَائِلِ الْحَدِيثَةِ فِي الْمَعْلُومَاتِ صَارَ هَذَا وَاصِلًا إِلَى كُلِّ أَحَدٍ فِي مَكْمَنِهِ.. فِي خِدْرِهِ.

نَسْأَلُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ أَنْ يُثَبِّتَنَا عَلَى الْإِيمَانِ الْحَقِّ إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

فَالْمُسْلِمُ يَنْبَغِي عَلَيْهِ أَنْ يَحْذَرَ فِي هَذَا الْعَصْرِ مِنْ أَمْثَالِ هَذِهِ الْحِيَلِ الشَّيْطَانِيَّةِ الَّتِي يَنْطِقُ بِهَا مَنْ يَنْطِقُ مِنْ شَيَاطِينِ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ، وَيُلْقُونَهَا فِي أَسْمَاعِ قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَجْلِ أنْ يَفْتِنُوهُمْ عَنْ دِينِهِمْ.

وَمِنَ الْمَفَاسِدِ وَالشُّرُورِ -أَيْضًا- النَّاتِجَةِ بِسَبَبِ الْبُعْدِ عَنِ الدِّينِ: الِانْتِحَارُ وَالْأَمْرَاضُ النَّفْسِيَّةُ:

لَيْسَ هُنَالِكَ نِظَامٌ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ يَكُونُ مَوْضُوعًا مِنْ أَذْهَانِ الْبَشَرِ, وَلَا نَاتِجًا مِنَ الْعِلْمِ الْمَادِّيِّ -مَهْمَا بَلَغَ- يُمْكِنُ أَنْ يُرِيحَ الْإِنْسَانَ, وَانْظُرْ إِلَى الْغَرْبِ وَالشَّرْقِ!!

أَعْلَى نِسَبِ الِانْتِحَارِ فِي الدُّوَلِ الَّتِي فِيهَا أَعْلَى نِسَبٍ لِلدَّخْلِ الْفَرْدِيِّ, حَتَّى الْعَاطِلِينَ عِنْدَهُمْ لَهُمْ مَا يَقُوتُهُمْ!!

هُمْ خَيْرٌ مِنْ غَيْرِهِمُ الَّذِينَ يَسْعَوْنَ لَيْلًا وَنَهَارًا لِتَحْصِيلِ أَرْزَاقِهِمْ فِي غَيْرِ تِلْكَ الدُّوَلِ الْمُتَقَدِّمَةِ؛ وَمَعَ ذَلِكَ فَيُعَانُونَ مِنَ الْقَلَقِ, وَالمَصَحَّاتُ النَّفْسِيَّةُ مُنْتَشِرَةٌ عِنْدَهُمْ انْتِشَارًا لَيْسَ لَهُ مَثِيلٌ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ!!

كُلَّمَا كَانَتِ الْحَضَارَةُ وَالْمَدَنِيَّةُ بَعِيدَةً عَنِ التَّمَسُّكِ بِالدِّينِ؛ جَاءَ الْقَلَقُ وَالِاضْطِرَابُ, وَجَاءَتِ الْأَمْرَاضُ النَّفْسِيَّةُ, إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ هَذِهِ الْأُمُورِ الَّتِي تُؤَثِّر فِي عَقْلِ الْإِنْسَانِ وَفِي نَفْسِيَّتِهِ وَفِي سُلُوكِهِ وَفِي حَرَكَةِ حَيَاتِهِ.

وَتَأَمَّلْ فِي الْبَدْوِ وَفِي أَحْوَالِهِمْ؛ أَكْثَرُهُمْ لَا يَحْتَاجُ إِلَى الطَّبِيبِ, وَأَكْثَرُهُمْ يُمْضِي عُمُرَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى طَبِيبٍ, مَعَ قُوَّةٍ فِي أَبْدَانِهِم وَصِحَّةٍ فِي أَجْسَامِهِمْ؛ لِأَنَّهُم عَادُوا إِلَى الْبَدَاوَةِ وَالْفِطْرَةِ.

لَيْسَ مَعْنَى ذَلِكَ أَنَّهُ يَنْبَغِي عَلَى النَّاسِ أَنْ يُطَلِّقُوا الْمَدَنِيَّةَ الْحَدِيثَةَ؛ لَا.. الأَصْلُ فِيهَا أَنْ تَكُونَ خَاضِعَةً لِـ: (قَالَ اللَّهُ.. قَالَ رَسُولُهُ)، لَا لِلْعُقُولِ الْبَشَرِيَّةِ.

الْعُقُولُ الْبَشَرِيَّةُ لَمَّا تَمَلَّكَتِ الْقُوَّةَ؛ عَاثَتْ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا, وَأَسْلِحَةُ التَّدْمِيرِ الشَّامِلِ كُلُّهَا لَيْسَ لهَا ضَابِطٌ أَخْلَاقِيٌّ, وَهِيَ تُمِيتُ مَلَايِينَ الْبَشَرِ فِي لَحْظَةٍ وَاحِدَةٍ, وَتُؤثِّرُ تَأْثِيرَاتٍ غَيْرَ مَحْدُودَةٍ؛ لِأَنَّهَا لَيْسَتْ مَحْكُومَةً بِنِظَامٍ أَخْلَاقِيٍّ عَقَدِيٍّ.

عِبَادَ اللهِ! إِنَّ السَّيْرَ فِي طَرِيقِ الْإِلْحَادِ وَالضَّلَالِ وَالْإِعْرَاضِ عَنْ دِينِ اللهِ مُدَمِّرٌ لِصَاحِبِهِ، مُهْلِكٌ لَهُ فِي دُنْيَاهُ وَآخِرَتِهِ، قَالَ اللهُ -تَعَالَى-: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126) وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآَيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى} [طه: 124-127].

وَمَنْ أَعْرَضَ عَنِ الذِّكْرِ الرَّبَّانِيِّ الْمُنَزَّلِ؛ فَلَمْ يَعْمَلْ بِهِ وَلَمْ يَتَّبِعْهُ فَإِنَّ لَهُ فِي الدُّنْيَا عِقَابَيْنِ مُرَتَّبَيْنِ عَلَى إِعْرَاضِهِ عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ أَنْ آمَنَ بِمَا جَاءَ فِيهِ مِنْ هُدًى:

الْعِقَابُ الْأَوَّلُ: أَنْ نَجْعَلَ لَهُ مَعِيشَةً ضَيِّقَةً شَاقَّةً؛ يَضِيقُ فِي نَفْسِهِ، أَوْ فِي أَهْلِهِ وَأُسْرَتِهِ، أَوْ مِنْ وَسَائِلِ رِزْقِهِ وَكَسْبِهِ.

وَالْعِقَابُ الثَّانِي: أَنْ نَحْشُرَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَعْدَ الْبَعْثِ أَعْمَى كَالْكَافِرِينَ؛ لِمُشَابَهَتِهِ لَهُمْ فِي أَعْمَالِهِمْ.

قَالَ الْمُعْرِضُ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ: رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى كَالْكَافِرِينَ، وَقَدْ كُنْتُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا بَصِيرًا ذَا إِيمَانٍ؟!

قَالَ اللهُ -تَعَالَى- لَهُ: فَعَلْنَا بِكَ مِثْلَ ذَلِكَ الَّذِي كَانَ مِنْكَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا؛ إِذْ إِنَّكَ مَعَ كَوْنِكَ مُؤْمِنًا بِي لَمْ تَتَّبِعْ هُدَايَ الَّذِي أَمَرْتُكَ بِأَنْ تَتَّبِعَهُ، وَتَرَكْتَ الْعَمَلَ بِآيَاتِي الْمُنَزَّلَاتِ فَصِرْتَ فِي حَيَاتِكَ مِثْلَ الْكَافِرِينَ فِي السُّلُوكِ، فَأَنْتَ الْآنَ تَسْتَحِقُّ أَنْ تَكُونَ أَعْمَى مِثْلَهُمْ، وَمِثْلَ تَرْكِكَ فِي الدُّنْيَا الْعَمَلَ بِآيَاتِنَا الْمُنَزَّلَاتِ نَتْرُكُكَ فِي مَوْقِفِ الْحَشْرِ، فَلَا يُعْتَنَى بِكَ، وَتُعَامَلُ مُعَامَلَةَ الْكَافِرِينَ الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عُمْيًا.

وَمِثْلُ ذَلِكَ الْجَزَاءِ الَّذِي نُعَاقِبُ بِهِ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِنَا نَجْزِي -أَيْضًا- مَنْ أَسْرَفَ إِسْرَافًا بَالِغًا وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِنَا، وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ بِالْحَرِيقِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ أَشَدُّ كَمًّا وَكَيْفًا وَأَكْثَرُ بَقَاءً، مَعَ تَتَابُعِ الزَّمَانِ مِنْ عَذَابِ الضَّنْكِ فِي الدُّنْيَا، وَمِنْ عَذَابِ الْعَمَى بِالْمَحْشَرِ.

إِنَّ اللهُ -جَلَّ وَعَلَا- أَخْبَرَ أَنَّ الْقُلُوبَ لَا تَطْمَئِنُّ إِلَّا بِذِكْرِهِ -جَلَّ وَعَلَا-، قال -جَلَّ وَعَلَا- فِي كِتَابِهِ الْعَظِيمِ: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: ٢٨].

المصدر:حَاجَتُنَا إِلَى الدِّينِ الرَّشِيدِ وَمُحَاسَبَةُ النَّفْسِ

التعليقات


فوائد مفرغة قد تعجبك


  أَثَرُ كَلَامِ الرَّحْمَنِ فِي زِيَادَةِ الْإِيمَانِ
  سُبُلُ مُوَاجَهَةِ الإِدْمَانِ وَالْمُخَدِّرَاتِ
  الْأُخُوَّةُ الْإِيمَانِيَّةُ وَرَحِمُ الْإِسْلَامِ بَيْنَ أَبْنَاءِ الْمُجْتَمَعِ الْمُسْلِمِ
  الْأُضْحِيَّةُ سُنَّةُ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ وَسُنَّةُ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ﷺ
  حِكْمَةُ اللهِ فِي اسْتِخْلَافِهِ الْإِنْسَانَ فِي الْأَرْضِ
  مْلَةٌ مِنْ أَخْلَاقِ النَّبِيِّ ﷺ الْكَرِيمَةِ وَصِفَاتِهِ النَّبِيلَةِ
  مِنْ مَظَاهِرِ الْإِيجَابِيَّةِ: خِدْمَةُ الدَّعْوَةِ إِلَى اللهِ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ
  كَيْفَ نُحَقِّقُ الْإِخْلَاصِ وَالتَّقْوَى؟
  مِصْرُ الْغَالِيَةُ صَخْرَةُ الْإِسْلَامِ
  مِنْ سُبُلِ الْقَضَاءِ عَلَى إِدْمَانِ الْمُخَدِّرَاتِ: الْعِلَاجُ بِالْوَسَائِلِ الشَّرْعِيَّةِ وَالطِّبِّيَّةِ وَالِاجْتِمَاعِيَّةِ
  نَمَاذِجُ دَالَّةٌ عَلَى الْمَعِيَّةِ الْخَاصَّةِ
  مَثَلٌ عَجِيبٌ فِي رِقَابَةِ السِّرِّ وَرِعَايَةِ الضَّمِيرِ
  الْوَعْيُ بِتَحَدِّيَّاتِ الشَّيْطَانِ
  الْعِبَادَةُ لَا تَنْقَطِعُ بِانْتِهَاءِ رَمَضَانَ!!
  فَارِقٌ بَيْنَ الْفَهْمِ الصَّحِيحِ لِلدِّينِ وَتَجْدِيدِ الدِّينِ!!
  • شارك

نبذة عن الموقع

موقع تفريغات العلامة رسلان ، موقع يحتوي على العشرات من الخطب والمحاضرات والمقاطع المفرغة لفضيلة الشيخ العلامة أبي عبدالله محمد بن سعيد رسلان-حفظه الله- . كما يعلن القائمون على صفحة وموقع تفريغات العلامة رسلان -حفظه الله- أن التفريغات للخطب ليست هي الشكل النهائي عند الطباعة، ولكن نحن نفرغ خطب الشيخ حفظه الله ونجتهد في نشرها ليستفيد منها طلاب العلم والدعاة على منهاج النبوة في كل أنحاء الدنيا، ونؤكد على أنَّ الخطب غير مُخرَّجة بشكل كامل كما يحدث في خطب الشيخ العلامة رسلان المطبوعة وليست الكتب المنشورة على الصفحة والموقع هي النسخة النهائية لكتب الشيخ التي تُطبع...وهذه الكتب ما هي إلا تفريغ لخطب الشيخ، غير أنَّ كتب الشيخ التي تُطبع تُراجع من الشيخ -حفظه الله- وتُخرج. والتفريغ عملٌ بشريٌ، ونحن نجتهد في مراجعة التفريغات مراجعة جيدة، فإذا وقع خطأ أو شكل الخطب كما نخرجها -إنما نُحاسب نحن عليها والخطأ يُنسب لنا وليس للشيخ -حفظه الله-.

الحقوق محفوظة لكل مسلم موقع تفريغات العلامة رسلان