فَوَائِدُ وَدُرَرُ الدَّوْرَةِ الْحَادِيَةَ عَشْرَةَ -دَوْرَةِ الْإِمَامِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ- لِلْعَلَّامَةِ رَسْلَان -حَفِظَهُ اللهُ- شَرْحُ عُمْدَةِ الْأَحْكَامِ


 ((فَوَائِدُ وَدُرَرُ الدَّوْرَةِ الْحَادِيَةَ عَشْرَةَ -دَوْرَةِ الْإِمَامِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ- لِلْعَلَّامَةِ رَسْلَان -حَفِظَهُ اللهُ- شَرْحُ عُمْدَةِ الْأَحْكَامِ))

1*تَرْجَمَةُ الْحَافِظِ عَبْدِ الْغَنِيِّ الْمَقْدِسِيِّ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-، سِيرَتُهُ، وَطَلَبُهُ لِلْعِلْمِ، وَمِحْنَتُهُ، وَآثَارُهُ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-.

2*كِتَابُ ((عُمْدَةِ الْأَحْكَامِ)) لِلْحَافِظِ عَبْدِ الْغَنِيِّ الْمَقْدِسِيِّ ثَابِت النسبة إليه، ولا يوجد خلاف بين العلماء في نسبة الكتاب إليه -رحمه الله تعالى-.

3*الْحَدِيثُ الْأَوَّلُ: ((عَنْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ -رَضِي اللَّهُ عَنْهُ- عَلَى الْمِنْبَرِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: ((إنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، فَهِجْرَتُهُ إلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَو امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا، فَهِجْرَتُهُ إلَى مَا هَاجَرَ إلَيْهِ)).

4*تَرْجَمَةٌ مُخْتَصَرَةٌ لِلْفَارُوقِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، وَمِنْهَا: أَنَّهُ سُمِّيَ الْفَارُوقَ؛ لِأَنَّ اللهَ فَرَّقَ بِهِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ.

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: ((مَا زِلْنَا أَعِزَّةً مُنْذُ أَسْلَمَ عُمَرُ)).

وَأَنَّ لَهُ فَضَائِلُ جَمَّةٌ أَهَمُّهَا: أَنَّ الرَّسُولَ ﷺ بَشَّرَهُ بِالْجَنَّةِ.

5*((فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، فَهِجْرَتُهُ إلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ)): فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ نِيَّةً وَقَصْدًا، كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ حُكْمًا وَشَرْعًا.

6*مَا يُؤْخَذُ مِنْ حَدِيثِ: ((إنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ)):

1*بَيَانُ أَهَمِّيَّةِ النِّيَّةِ فِي الْأَعْمَالِ، وَأَنَّ مَدَارَ صِحَّةِ الْأَعْمَالِ وَالْجَزَاءِ عَلَيْهَا بِحَسَبِ النِّيَّةِ.

2*الْحَثُّ عَلَى إِخْلَاصِ النِّيَّةِ للهِ تَعَالَى، وَبَيَانُ فَضِيلَةِ ذَلِكَ.

3*التَّحْذِيرُ مِنْ إِرَادَةِ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الْآخِرَةِ، وَبَيَانُ حَقَارَةِ ذَلِكَ.

4*بَيَانُ فَضْلِ الْهِجْرَةِ.

5*بَيَانُ حُسْنِ تَعْلِيمِ رَسُولِ اللهِ ﷺ وَكَمَالِ بَلَاغَتِهِ وَبَيَانِهِ، حَيْثُ يَذْكُرُ الْأُصُولَ وَالْقَوَاعِدَ الْكُلِّيَّةَ، ثُمَّ يُوَضِّحُهَا بِالْمِثَالِ.

7*الْمَعْنَى الْإِجْمَالِيُّ لِحَدِيثِ: ((إنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ)):

هَذَا حَدِيثٌ جَلِيلٌ شَامِلٌ جَامِعٌ، يُحَدِّثُ فِيهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْن الْخَطَّابِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، أَنَّهُ بَيَّنَ مَنْزِلَةَ النِّيَّةِ مِنَ الْأَعْمَالِ، وَأَنَّهَا شَامِلَةٌ لِكُلِّ عَمَلٍ، فَمَا مِنْ عَمَلٍ إِلَّا بِنِيَّةٍ، وَمَدَارُهُ عَلَيْهَا صِحَّةً وَفَسَادًا، وَثَوَابًا وَعِقَابًا، وَأَنَّ لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى بِعَمَلِهِ مِنْ قَصْدٍ سَامٍ جَلِيلٍ وَضِدِّهِ.

بَيَّنَ ذَلِكَ ﷺ؛ تَرْغِيبًا لِلْعَامِلِ فِي السُّمُوِّ بِنِيَّتِهِ، بِأَنْ يَقْصِدَ بِكُلِّ عِبَادَةٍ قَامَ بِهَا وَجْهَ اللهِ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ، وَيَبْتَعِدُ بِهَا عَنِ الْقَصْدِ الدُّونِ وَالْمَرَاتِبِ الْحَقِيرَةِ.

ثُمَّ ضَرَبَ النَّبِيُّ ﷺ مَثَلًا بِالْهِجْرَةِ؛ لِتُقَاسَ عَلَيْهَا بَقِيَّةُ الْأَعْمَالِ، فَالْمُهَاجِرُونَ يَتْرُكُونَ بِلَادَهُمْ وَيَنْتَقِلُونَ إِلَى الْبِلَادِ الْإِسْلَامِيَّةِ، وَلَكِنَّهُمْ عَلَى نِيَّاتٍ شَتَّى، يَتَفَاوَتُ بِهَا ثَوَابُ هِجْرَتُهُمْ تَفَاوُتًا كَبِيرًا مَعَ أَنَّ الْعَمَلَ وَاحِدٌ، فَمَنْ هَاجَرَ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ طَلَبًا لِثَوَابِ اللهِ وَنُصْرَةً لِدِينِهِ، فَذَلِكَ الْمُهَاجِرُ الْمُخْلِصُ الَّذِي بَلَغَ بِنِيَّتِهِ أَجَلَّ الْغَايَاتِ، وَأَعْلَى الدَّرَجَاتِ، وَمَنْ هَاجَرَ طَلَبًا لِلدُّنْيَا وَمُتَعِهَا فَذَلِكَ الَّذِي انْحَطَّ بِنِيَّتِهِ إِلَى مَتَاعِ الدُّنْيَا وَلَيْسَ لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ.

8*شُرُوطُ الْوُضُوءِ:

*الْإِسْلَامُ.

*الْعَقْلُ.

*التَّمْيِيزُ.

*النِّيَّةُ.

*طُهُورِيَّةُ الْمَاءِ.

*إِزَالَةُ مَا يَمْنَعُ وُصُولَ الْمَاءِ إِلَى الْبَشَرَةِ؛ مِنْ طِينٍ أَوْ عَجِينٍ أَوْ شَمْعٍ، أَوْ أَصْبَاغٍ سَمِيكَةٍ، أَوْ وَسَخٍ مُتَرَاكِمٍ.

9*مِنْ فُرُوضُ الْوُضُوءِ:

*النِّيَّةُ: وَمَحَلُّهَا الْقَلْبُ.

*التَّسْمِيَةُ: وَعَنْ كَثِيرٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ أَنَّهَا وَاجِبَةٌ، فَيَنْبَغِي لِلْمُتَوْضِئِ أَنْ يَأْتِيَ بِهَا.

*غَسْلُ الْوَجْهِ: وَمِنَ الْوَجْهِ الْمَضْمَضَةُ وَالِاسْتِنْشَاقُ وَالِاسْتِنْثَارُ؛ لِأَنَّ اللهَ -جَلَّ وَعَلَا- أَمَرَ بِغَسْلِ الْوَجْهِ، وَالْفَمِ وَالْأَنْفِ مِنَ الْوَجْهِ.

*غَسْلُ الْيَدَيْنِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ: الْيُمْنَى ثُمَّ الْيُسْرَى؛ لِقَوْلِ اللهِ -جَلَّ وَعَلَا-: {فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ} [المائدة: 6].

*مَسْحُ الرَّأْسِ كُلِّهِ وَمِنْهُ الْأُذُنَانِ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ}، وَيَجِبُ مَسْحُ الْأُذُنَيْنِ مَعَ الرَّأْسِ؛ لِحَدِيثِ النَّبِيِّ ﷺ: ((الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ)). أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَه وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ.

*غَسْلُ الرِّجْلَيْنِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ؛ لِقَوْلِهِ: {وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ}.

*التَّرْتِيبُ؛ لِقَوْلِهِ ﷺ: ((أَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللهُ بِهِ)). رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

*الْمُوَالَاةُ.

10*سُنَنُ الْوُضُوءِ:

*السِّوَاكُ؛ لِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ: ((لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي أَوْ عَلَى النَّاسِ لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ صَلَاةٍ)). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مُعَلَّقًا مَجْزُومًا بِهِ، وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ فِي ((صَحِيحِ الْجَامِعِ)).

*غَسْلُ الْكَفَّيْنِ فِي أَوَّلِ الْوُضُوءِ؛ لِحَدِيثِ عُثْمَانَ فِي صِفَةِ وُضُوءِ النَّبِيِّ ﷺ: ((فَأَفْرَغَ عَلَى يَدَيْهِ مِنْ إنَائِهِ، فَغَسَلَهُمَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ أَدْخَلَ يَمِينَهُ فِي الْوَضُوءِ))، إلا إذا كان مستيقظا من نومه فإنه يجب غسلهما ثلاثا؛ لحديث أبي هريرة: ((إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ، فَلَا يَغْمِسْ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلَاثًا، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ)).

*غَسْلُ أَعْضَاءِ الْوُضُوءِ ثَلَاثًا، مَاعَدَا الرَّأْس فَيُمْسَحُ مَرَّةً وَاحِدَةً؛ لِحَدِيثِ حِمْرَانَ: ((أَنَّهُ رَأَى عُثْمَانَ دَعَا بِوَضُوءٍ، فَأَفْرَغَ عَلَى يَدَيْهِ مِنْ إنَائِهِ، فَغَسَلَهُمَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ أَدْخَلَ يَمِينَهُ فِي الْوَضُوءِ، ثُمَّ تَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَاسْتَنْثَرَ ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَيَدَيْهِ إلَى الْمِرْفَقَيْنِ ثَلَاثًا، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ غَسَلَ كِلْتَا رِجْلَيْهِ ثَلَاثًا)).

وَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ تَوَضَّأَ مَرَّةً مَرَّةً، وَثَبَتَ أَنَّهُ تَوَضَّأَ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ.

وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْبَعْضُ مَرَّتَيْنِ وَبَعْضُهَا ثَلَاثًا.

*تَقْدِيمُ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى؛ لِحَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي صِفَةِ وُضُوءِ النَّبِيِّ ﷺ.

*مِنْ سُنَّةِ الْوُضُوءِ: تَخْلِيلُ اللِّحْيَةِ الْكَثِيفَةِ؛ لِحَدِيثِ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: ((أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ إِذَا تَوَضَّأَ أَخَذَ كَفًّا مِنْ مَاءٍ فَأَدْخَلَهُ تَحْتَ حَنَكِهِ، وَقَالَ: ((هَكَذَا أَمَرَنِي رَبِّي -عَزَّ وَجَلَّ-)).  أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ.

*مِنْ سُنَنِ الْوُضُوءِ: دَلْكُ أَعْضَاءِ الْوُضُوءِ؛ لِحَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ: ((أَنّ النَّبِيَّ ﷺ أُتِيَ بِثُلِثَيْ مُدٍّ فَتَوَضَّأَ، قَالَ: فَجَعَلَ يُدَلِّكُ ذِرَاعَيْهِ)). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ.

*تَخْلِيلُ أَصَابِعِ الرِّجْلَيْنِ وَالْيَدَيْنِ؛ قَالَ ﷺ: ((أَسْبِغِ الْوُضُوءَ، وَخَلِّلْ بَيْنَ الْأَصَابِعِ، وَبَالِغْ فِي الِاسْتِنْشَاقِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا)). أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ.

*الِاقْتِصَادُ فِي اسْتِعْمَالِ الْمَاءِ.

وَالْأَفْضَلُ أَنْ تَتَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا مَعَ الِاقْتِصَادِ فِي الْمَاءِ.

*الدُّعَاءُ بَعْدَ الْوُضُوءِ؛ لِحَدِيثِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: ((مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلِغُ أَوْ فَيُسْبِغُ الْوَضُوءَ ثُمَّ يَقُولُ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ)).

*من سنن الوضوء: صلاة ركعتين بعد الوضوء؛ لحديث عثمان: ((رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَتَوَضَّأُ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا وَقَالَ مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، لَا يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)).

وحديث أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: ((أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ لِبِلاَلٍ عِنْدَ صَلاَةِ الفَجْرِ: ((يَا بِلاَلُ حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِي الإِسْلاَمِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الجَنَّةِ)).

قَالَ: مَا عَمِلْتُ عَمَلًا أَرْجَى عِنْدِي: أَنِّي لَمْ أَتَطَهَّرْ طَهُورًا، فِي سَاعَةِ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ، إِلَّا صَلَّيْتُ بِذَلِكَ الطُّهُورِ مَا كُتِبَ لِي أَنْ أُصَلِّيَ.

11*الْحَدِيثُ الثَّانِي: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلاةَ أَحَدِكُمْ إذَا أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ».

12*فَضَائِلُ الْوُضُوءِ:

1*أَنَّهُ مِنَ الْإِيمَان؛ لِحَدِيثِ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: ((الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ)). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ.

2*أَنَّهُ سَبَبٌ لِرَفْعِ الدَّرَجَاتِ؛ لِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ الرَّسُولَ ﷺ قَالَ: ((أَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ ؟ قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ , وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ , وَانْتِظَارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ , فَذَلِكُمْ الرِّبَاطُ , فَذَلِكُمْ الرِّبَاطُ)). رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

3*أَنَّهُ سَبَبٌ لِمَغْفِرَةِ الذُّنُوبِ؛ لِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللهِ قَالَ: ((إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ أَوْ الْمُؤْمِنُ فَغَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَ مِنْ وَجْهِهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا بِعَيْنَيْهِ مَعَ الْمَاءِ أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَ مِنْ يَدَيْهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ كَانَ بَطَشَتْهَا يَدَاهُ مَعَ الْمَاءِ أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتْ كُلُّ خَطِيئَةٍ مَشَتْهَا رِجْلَاهُ مَعَ الْمَاءِ أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ حَتَّى يَخْرُجَ نَقِيًّا مِنْ الذُّنُوبِ)). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ.

4*أَنَّهُ سَبَبٌ لِدُخُولِ الْجَنَّةِ؛ لِحَدِيثِ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: ((مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ, ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ يُقْبِلُ عَلَيْهِمَا بِقَلْبِهِ وَوَجْهِهِ, وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ)). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ.

5*الْوُضُوءُ نُورٌ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ لِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: سَمِعْتُ خَلِيلِي ﷺ يَقُولُ: ((تَبْلُغُ الْحِلْيَةُ مِنَ الْمُؤْمِنِ حَيْثُ يَبْلُغُ الْوُضُوءُ)). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ.

6*أَنَّهُ عَلَامَةٌ تُمَيِّزُ هَذِهِ الْأُمَّةَ عِنْدَ وُرُودِ الْحَوْضِ؛ لِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: ((إِنَّ أُمَّتِي يُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ)).

#فوائد_دورة_الإمام_الحسن_البصري_للعلامة_الرسلان

11*الْحَدِيثُ الثَّانِي: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلاةَ أَحَدِكُمْ إذَا أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ».

12*فَضَائِلُ الْوُضُوءِ:

1*أَنَّهُ مِنَ الْإِيمَان؛ لِحَدِيثِ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: ((الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ)). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ.

2*أَنَّهُ سَبَبٌ لِرَفْعِ الدَّرَجَاتِ؛ لِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ الرَّسُولَ ﷺ قَالَ: ((أَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ ؟ قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ , وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ , وَانْتِظَارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ , فَذَلِكُمْ الرِّبَاطُ , فَذَلِكُمْ الرِّبَاطُ)). رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

3*أَنَّهُ سَبَبٌ لِمَغْفِرَةِ الذُّنُوبِ؛ لِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللهِ قَالَ: ((إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ أَوْ الْمُؤْمِنُ فَغَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَ مِنْ وَجْهِهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا بِعَيْنَيْهِ مَعَ الْمَاءِ أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَ مِنْ يَدَيْهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ كَانَ بَطَشَتْهَا يَدَاهُ مَعَ الْمَاءِ أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتْ كُلُّ خَطِيئَةٍ مَشَتْهَا رِجْلَاهُ مَعَ الْمَاءِ أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ حَتَّى يَخْرُجَ نَقِيًّا مِنْ الذُّنُوبِ)). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ.

4*أَنَّهُ سَبَبٌ لِدُخُولِ الْجَنَّةِ؛ لِحَدِيثِ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: ((مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ, ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ يُقْبِلُ عَلَيْهِمَا بِقَلْبِهِ وَوَجْهِهِ, وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ)). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ.

5*الْوُضُوءُ نُورٌ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ لِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: سَمِعْتُ خَلِيلِي ﷺ يَقُولُ: ((تَبْلُغُ الْحِلْيَةُ مِنَ الْمُؤْمِنِ حَيْثُ يَبْلُغُ الْوُضُوءُ)). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ.

6*أَنَّهُ عَلَامَةٌ تُمَيِّزُ هَذِهِ الْأُمَّةَ عِنْدَ وُرُودِ الْحَوْضِ؛ لِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: ((إِنَّ أُمَّتِي يُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ)).

13*عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسولُ الله ﷺ: ((لَا يَقْبَلُ اللهُ صَلَاةَ أَحَدِكُمْ إِذَا أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوضَّأَ)).

14*رَاوِي الْحَدِيثِ: أَبُو هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-:

هُوَ أَكْثَرُ الصَّحَابَةِ حَدِيثًا، قَالَ: ((لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَجْمَعَ أَوْ أَرْوَى مِنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللهِ ﷺ مِنِّي إِلَّا عَبْد اللهِ بْن عَمْرٍو، فَإِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ وَلَا أَكْتُبُ)).

كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الصُّفَّةِ، وَكَانَ حَافِظَ الْأُمَّةِ كَمَا قَالَ الشَّافِعِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-.

شَهِدَ لَهُ النَّبِيُّ بِحِرْصِهِ عَلَى الْحَدِيثِ.

قَالَ الْبُخَارِيُّ: ((كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ أَحْفَظَ مَنْ رَوَى الْحَدِيثَ فِي عَصْرِهِ)).

وَهُوَ حَافِظُ الصَّحَابَةِ وَرَاوِيَةُ الْإِسْلَامِ)).

15*فَائِدَةٌ نَفِيسَةٌ:

فَرْقٌ بَيْنَ أَنْ يَكُونَ الْعَمَلُ صَحِيحًا وَأَنْ يَكُونَ مَقْبُولًا.

فَقَدْ يَقَعُ صَحِيحًا، وَلَكِنْ يَكُونُ رِيَاءً وَسُمْعَةً!

قَالَ ابْنُ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا-: ((لَأَنْ تُقْبَلُ لِي صَلَاةٌ وَاحِدَةٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ جَمِيعِ الدُّنْيَا)).

الْقَبُولُ: الصِّحَّةُ وَحُصُولُ الثَّوَابِ فِي الْآخِرَةِ.

الصِّحَّةُ أَعَمُّ مِنَ الْقَبُولِ، وَالْقَبُولُ أَخَصُّ مِنْهَا، إِذْ كُلُّ مَقْبُولٍ صَحِيحٌ، وَلَيْسَ كُلُّ صَحِيحٍ مَقْبُولٌ.

16*((خُطُورَةُ تَقْلِيدِ وَمُشَابَهَةِ الْكَافِرِينِ))

كَثِيرٌ مِنْ أَحْكَامِ الشَّـرِيعَةِ بُنِيَتْ عَلَى الْبُعْدِ عَنْ مُشَـابَهَةِ الْمُشْـرِكِينَ؛ لِأَنَّ فِي تَقْلِيدِهِمْ وَالتَّشَبُّهِ بِهِمْ تَأْثِيرًا عَلَى النَّفْسِ، يَتَدَرَّجُ وَيَمْتَدُّ حَتَّى يَصِلَ إِلَى اسْتِحْسَانِ أَعْمَالِهِمْ، وَاحْتِذَائِهِمْ فِيهَا، حَتَّى يَزُولَ مَا لِلْمُسْلِمِينَ مِنْ عِزَّةٍ، وَوَحْدَةٍ، وَاسْتِقَلَالٍ، وَيُصْبِحُوا تَبَعًا لَهُمْ، قَدْ ذَابَتْ شَخْصِيَّتُهُمْ وَمَعْنَوِيَّتُهُمْ فِيهِمْ، وَبِهَذَا يدَالُونَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ.

وَالْإِسْلَامُ يُرِيدُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ الْعِزَّةَ وَالْوَحْدَةَ، فِي عِبَادَاتِهِمْ، وَعَادَاتِهِمْ، وَتَقَالِيدِهِمْ، وَأَحْوَالِهِمْ، وَيُرِيدُ مِنْهُمْ أَنْ يَكُونُوا أُمَّةً مُسْتَقِلَّةً، لَهَا صِفَتُهَا الْخَاصَّةُ، وَمِيزَتُهَا الْمَعْرُوفَةُ.

وَمَعَ الْأَسَفِ الشَّدِيدِ، نَجِدُ الْمُسْلِمِينَ فِي عَصْرِنَا يَجْرُونَ خَلْفَهُمْ بِلَا رَوِيَّةٍ وَلَا بَصِيرَةٍ.

وَكُلُّ مَا وَرَدَ مِنَ الْغَرْبِ فَهُوَ الْحَسَنُ!! وَكُلُّ عَمَلٍ يَأْتُونَهُ فَهُوَ الْجَمِيلُ، وَلَوْ خَالَفَ الدِّينَ وَالْخُلُقَ!! فَإِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.

اللهم أَيْقِظِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ رَقْدَتِهِمْ وَنَبِّهْهُمْ  مِنْ غَفْلَتِهِمْ،  وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ وَالْهُدَى كَلِمَتَهُمْ. إِنَّكَ سَمِيعٌ مٌجِيبٌ.

وَلَيْسَ الْمُرَادُ أَنْ لَا نَتَعَلَّمَ مَا عَلِمُوهُ مِنْ صِنَاعَةٍ وَاخْتِرَاعٍ، فَهَذِهِ عُلُومٌ مُشَاعَةٌ لِكُلِّ أَحَدٍ، وَنَحْنُ أَوْلَى بِهَا مِنْهُمْ؛ لِأَنَّنَا -حِينَ نَتَعَلَّمُهَا- نَسْتَعْمَلُهَا فِيمَا يَأْمُرُ بِهِ دِينُنَا مِنْ اسْتِتْبَابِ الْأَمْنِ وَالسَّلَامِ، وَإِسْعَادِ الْبَشَرِيَّةِ.

أَمَّا كَوْنُهَا بِأَيْدِي طُغَاةٍ مُسْتَعْمِرِينَ، فَسَتَكُونُ أَدَاةَ تَخْرِيبٍ وَدَمَارٍ لِلْعَالَمِ.

حَفِظَ اللهُ الرَّسْلَان وَرَحِمَ اللهُ صَاحِبَ تَيْسِيرِ الْعَلَّامِ -الْفَائِدَةُ مِنَ التَّيْسِيرِ- -الْعَلَّامَة: عَبْدُ اللهِ الْبَسَّام-.

17*يَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى الْأَشْيَاءِ مِنْ مَنْظُورِ الشَّرِيعَةِ، فَتَكُونُ الشَّرِيعَةُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الدُّنْيَا.

18*((مِنْ حِكَمِ صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ))

مِنْ سُمُوِّ هَذِهِ الشَّرِيعَةِ: أَنَّهَا تُشَرِّعُ فِي كَثِيرٍ مِنْ عِبَادَاتِهَا الِاجْتِمَاعَاتِ الَّتِي هِيَ عِبَارَةٌ عَنْ مُؤْتَمَرَاتٍ إِسْلَامِيَّةٍ، يَجْتَمِعُ فِيهَا الْمُسْلِمُونَ؛ لِيَتَوَاصَلُوا وَيَتَعَارَفُوا وَيَتَشَاوَرُوا فِي أُمُورِهِمْ، وَلِـيَتَعَاوَنُوا عَلَى حَلِّ مَشَاكِلِهَا، وَتَدَاوُلِ الرَّأْيِ فِيهَا.

وَهَذِهِ الِاجْتِمَاعَاتُ فِيهَا مِنَ الْمَنَافِعِ الْعَظِيمَةِ، وَالْفَوَائِدِ الْجَسِيمَةِ، مَا يَفُوتُ الْحَصْرَ، مِنْ تَعْلِيمِ الْجَاهِلِ، وَمُسَاعَدَةِ الْعَاجِزِ، وَتَلْيِينِ الْقُلُوبِ، وَإِظْهَارِ عِزِّ الْإِسْلَامِ، وَالْقِيَامِ بِشَعَائِرِهِ.

وَأَوَّلُ هَذِهِ الْمُؤْتَمَرَاتِ، صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ فِي الْمَسْجِدِ، فَصَلَاةُ الْجَمَاعَةِ فِي الْمَسْجِدِ مُؤْتَمَرٌ صَغِيرٌ بَيْنَ أَهْلِ الْمَحَلَّةِ الْوَاحِدَةِ، يَجْتَمِعُونَ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، خَمْسَ مَرَّاتٍ فِي مَسْجِدِهِمْ، فَيَتَوَاصَلُونَ وَيَتَعَارَفُونَ وَيُحَقِّقُونَ نَوَاةَ الْوَحْدَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ الْكُبْرَى. -الْفَائِدَةُ مِنْ تَيْسِيرِ الْعَلَّامِ-.

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا-: أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ  قَالَ: ((صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ أَفْضَلُ مِنْ صَلَاةِ الْفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِيِنَ دَرَجَةً)).

19*لَا يُوجَدُ فِي الْعَالَمِ خَيْرٌ فِي مَوْضِعٍ مِنَ الْمَوَاضِعِ إِلَّا وَهُوَ أَثَرٌ مِنْ آثَارِ النُّبُوَّةِ.

20*مَا أَكْثَرَ مَا نَسْمَعُ، وَمَا أَقَلَّ مَا نَنْتَفِعُ، وَالْأَصْلُ أَنَّنَا إِذَا سَمِعْنَا شَيْئًا فِيهِ فَائِدَةٌ، أَنْ نَنْتَفِعَ بِهِ، وَهَذَا الَّذِي مَيَّزَ جِيلَ الصَّحَابَةِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ-، فَالصَّحَابَةُ تَعَلَّمُوا لِلْعَمَلِ.

وَلَعَلَّ كَلِمَةً وَاحِدَةً يَسْمَعُهَا الْمَرْءُ أَرَادَ اللهُ بِهِ الْخَيْرَ يُغَيِّرُ اللهُ بِهَا حَيَاتَهُ.

21*مَنْ دَخَلَ وَوَجَدَ الْإِمَامَ رَاكِعًا فَعَلَيْهِ أَنْ يُكَبِّرَ تَكْبِيرَةَ الْإِحْرَامِ قَائِمًا مُنْتَصِبًا، ثُمَّ يُكَبِّرُ تَكْبِيرَةَ الِانْتِقَالِ لِلرُّكُوعِ.

فَمَنْ كَانَ صَحِيحَ الْجَسَدِ فَلَا بُدَّ أَنْ يَأْتِيَ بِتَكْبِيرَةِ الْإِحْرَامِ مِنْ قِيَامٍ.

22*لَا يَجُوزُ لِلْمَأْمُومِ مُسَابَقَةَ إِمَامِهِ فِي أَفْعَالِ الصَّلَاةِ، لِقَوْلِ النَبيِّ ﷺ: ((أَمَا يَخْشَى الَّذِي يَرفعُ رَأْسَهُ قَبْلَ الْإِمَامِ، أَنْ يُحَوِّلَ اللهُ رَأسَهُ رَأسَ حِمَارٍ ، أَوْ يَجْعَلَ اللهُ صُورَتَهُ صُورَةَ حِمَارٍ؟!))

23*كَلَامُ رَسُولِ اللهِ يَشْفِي اللهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- بِهِ الْقُلُوبَ.

24*((وَاعْدُدْ نَفْسَكَ فِي الْمَوْتَى)).

إِذَا ذُكِرَ الْمَوْتُ هَانَ كُلُّ شَيْءٍ.

وَإِنْ عَدَدْتَ نَفْسَكَ فِي الْمَوْتَى أَمْ لَمْ تُعَدَّ؛ فَإِنَّكَ سَتَمُوتُ..

25*لَا تَصِحُّ صَلَاةُ الْمُنْفَرِدِ خَلْفَ الصَّفِّ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ؛ لقول النبي : ((لَا صَلَاةَ لِفَذٍّ خَلْفَ الصَّفِّ)).

((النَّبِيُّ رَأَى رَجُلًا يُصَلِّي وَحْدَهُ خَلْفَ الصَّفِّ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُعِيدَ الصَّلَاةَ)). الْحَدِيثُ صَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ.

 مَنْ جَاءَ فَلَمْ يَجِدْ أَحَدًا مَعَهُ، فَصَلَّى خَلْفَ الصَّفِّ، فَصَلَاتُهُ صَحِيحَةٌ، كَمَا قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ -رَحِمَهُ اللهُ-؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}، وَلِأَنَّ جَمِيعَ وَاجِبَاتِ الصَّلَاةِ تَسْقُطُ لِعُذْرٍ.

وَلَا يَجُوزُ لِلْمُنْفَرِدِ خَلْفَ الصَّفِّ جَذْبَ أَحَدٍ مِنَ الصَّفِّ الَّذِي أَمَامَهُ لِيُصَلِّيَ مَعَهُ، وَمَا وَرَدَ مِنْ أَحَادِيث -كَحَدِيثِ: مَا أَعْظَمَ أَمْر الْمُخْتَلَجِ- فَضَعِيفَةٌ.

26*كَانَ سَلَفُنَا يَعُدُّونَ عَدَمَ الصَّلَاةِ فِي جَمَاعَةٍ -صَلَاةً وَاحِدَةً- مُصِيبَةً تَسْتَحِقُّ الْعَزَاءَ عَلَيْهَا..

27*الشَّرِيعَةُ الْمُطَهَّرَةُ تَدْعُو إِلَى الِاجْتِمَاعِ وَالِائْتِلَافِ، وَتَنْهَى عَنِ الْفُرْقَةِ وَالِاخْتِلَافِ.

28*لَوْ الْإِنْسَانُ نَظَرَ فِي حَقِّ الْمُسْلِمِ عَلَى أَخِيهِ، وَحَاوَلَ أَنْ يَلْتَزِمَ بَعْضَهُ لَوَجَدَ فِي هَذَا الزَّمَانِ مَشَقَّةً عَظِيمَةً!!

وَالنَّبِيُّ ﷺ بَيَّنَ حَقَّ الْمُسْلِمِ عَلَى أَخِيهِ: ((مَا أَطْيَبَكِ وَمَا أَطْيَبَ رِيحَكِ، وَمَا أَعْظَمَكِ وَمَا أَعْظَمَ حُرْمَتِكِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ عِنْدَ اللهِ أَعْظَمُ حُرْمَةً مِنْكِ)).

29*عُلِّمْنَا وَنَحْنُ صِغَارٌ؛ كَيْفَ نَأْكُلُ، وَكَيْفَ نَشْرَبُ، وَكَيْفَ نَلْبِسُ، وَفِي الْأَوْسَاطِ الْأَرُسْتُقْرَاطِيَّةِ كَيْفَ نَتَكَلَّمُ، وَكَيْفَ نَتَحَرَّكُ، وَلَمْ يُعَلِّمْنَا أَحَدٌ كَيْفَ نُفَكِّرُ تَفْكِيرًا عِلْمِيًّا مَنْهَجِيًّا صَحِيحًا!!

فَوَقَعَ الْخَلَلُ..

30*مِنْ فَوَائِدِ حَدِيثِ عَلِىٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: أَنَّ النَبيَّ ﷺ قالَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ: ((مَلَأَ اللهُ قُبُورَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ نَارًا، كَمَا شَغَلُونَا عَنِ الصَّلَاةِ الْوُسْطَى حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ)).

أَنَّهُ مِنَ الْأَفْضَلِ لِلدَّاعِي عَلَى الظَّالِمِ أَنْ يُبَيِّنَ سَبَبَ الدُّعَاءِ عَلَيْهِ؛ لِتَنْتَفِي تُهْمَةَ الْعُدْوَانِ.

31* قَالَ رَسُولَ اللهِ ﷺ : ((صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ أَفْضَلُ مِنْ صَلَاةِ الْفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِيِنَ دَرَجَةً)).

مَا يُؤْخَذُ مِنَ الْحَدِيثِ:

1- فِيهِ بَيَانُ فَضْلِ الصَّلَاةِ مَعَ الْجَمَاعَةِ. 

2- فِيهِ بَيَانُ قِلَّةِ ثَوَابِ صَلَاةِ الْمُنْفَرِدِ بِالنِّسْبَةِ لِصَلَاةِ الْجَمَاعَةِ. 

3- الْفَرْقُ الْكَبِيرِ فِي الثَّوَابِ، بَيْنَ صَلَاتَيِ الْجَمَاعَةِ وَالِانْفِرَادِ. 

4- صِحَّةُ صَلَاةِ الْمُنْفَرِدِ وَإِجْزَاؤُهَا عَنْهُ؛ لِأَنَّ لَفْظَةَ ((أَفْضَلُ)) فِي الْحَدِيثِ تَدُلُّ عَنْ أَنَّ كِلَا الصَّلَاتَيْنِ فِيهِ فَضْلٌ، وَلَكِنْ تَزِيدُ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى ، وَهَذَا فِي حَقِّ غَيْرِ الْمَعْذُورِ، أَمَّا الْمَعْذُورُ فَقَدْ دَلَّتِ النُّصُوصُ عَلَى أَنَّ أَجْرَهُ تَامٌّ.

32*عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ بَدَأَ فَغَسَلَ يَدَيْهِ ، ثُمَّ تَوَضَّأَ كَمَا يَتَوَضَّأُ لِلصَّلَاةِ ، ثُمَّ يُدْخِلُ أَصَابِعَهُ فِي الْمَاءِ فَيُخَلِّلُ بِهَا أُصُولَ شَعْرِهِ ، ثُمَّ يَصُبُّ عَلَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ غُرُفَاتٍ بِيَدَيْهِ ، ثُمَّ يَفِيضُ الْمَاءُ عَلَى جِلْدِهِ كُلِّهِ.

التعليقات


فوائد مفرغة قد تعجبك


  مِنْ دُرُوسِ الْإِسْرَاءِ وَالْمِعْرَاجِ أَنَّ: مَبْنَى الشَّرِيعَةِ عَلَى التَّيْسِيرِ
  مَسْئُولِيَّةُ الْمُسْلِمِ تِجَاهَ الْأَيْتَامِ وَالْفُقَرَاءِ
  إِمْسَاكُ الْعَبْدِ عَنِ الشَّرِّ وَأَذَى الْخَلْقِ صَدَقَةٌ
  الْحَثُّ عَلَى الْهِجْرَةِ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ
  خَوَارِجُ الْعَصْرِ وَتَكْفِيرُ الْمُجْتَمَعَاتِ
  مِنْ دُرُوسِ الْهِجْرَةِ: تَوْزِيعُ الْمَهَامِّ الْمُحْكَمُ مِنَ النَّبِيِّ ﷺ
  الدرس التاسع عشر : «فَضْلُ العَشْرِ الأَوَاخِرِ ولَيْلَةُ القَدْرِ»
  الْكَذِبُ لَا يَلِيقُ بِالرَّجُلِ ذِي الْمُرُوءَةِ!!
  طَاعَتُكَ مِنَّةٌ مِنَ اللهِ عَلَيْكَ
  الْفُرُوقُ بَيْنَ الزَّكَاةِ وَالضَّرِيبَةِ
  مَنْزِلَةُ الْعَقْلِ فِي دِينِ الْإِسْلَامِ الْعَظِيمِ
  حَقِيقَةُ الْخَوَنَةِ لِمِصْرَ الْحَبِيبَةِ فِي السَّنَوَاتِ الْأَخِيرَةِ
  هَلْ رَأَى النَّبِيُّ رَبَّهُ لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ؟
  مَسْئُولِيَّةُ الْمُسْلِمِ تِجَاهَ وَطَنِهِ الْإِسْلَامِيِّ
  جُمْلَةٌ مِنْ حُقُوقِ الْمُسِنِّينَ فِي الْإِسْلَامِ
  • شارك

نبذة عن الموقع

موقع تفريغات العلامة رسلان ، موقع يحتوي على العشرات من الخطب والمحاضرات والمقاطع المفرغة لفضيلة الشيخ العلامة أبي عبدالله محمد بن سعيد رسلان-حفظه الله- . كما يعلن القائمون على صفحة وموقع تفريغات العلامة رسلان -حفظه الله- أن التفريغات للخطب ليست هي الشكل النهائي عند الطباعة، ولكن نحن نفرغ خطب الشيخ حفظه الله ونجتهد في نشرها ليستفيد منها طلاب العلم والدعاة على منهاج النبوة في كل أنحاء الدنيا، ونؤكد على أنَّ الخطب غير مُخرَّجة بشكل كامل كما يحدث في خطب الشيخ العلامة رسلان المطبوعة وليست الكتب المنشورة على الصفحة والموقع هي النسخة النهائية لكتب الشيخ التي تُطبع...وهذه الكتب ما هي إلا تفريغ لخطب الشيخ، غير أنَّ كتب الشيخ التي تُطبع تُراجع من الشيخ -حفظه الله- وتُخرج. والتفريغ عملٌ بشريٌ، ونحن نجتهد في مراجعة التفريغات مراجعة جيدة، فإذا وقع خطأ أو شكل الخطب كما نخرجها -إنما نُحاسب نحن عليها والخطأ يُنسب لنا وليس للشيخ -حفظه الله-.

الحقوق محفوظة لكل مسلم موقع تفريغات العلامة رسلان