تفريغ مقطع : أراد أن يمثل القرآن بحركات فكيف كان الجواب؟!

أَلَا إِنَّ القُرآنَ العَظِيمَ يَنبَغِي أَنْ يُنظَرَ فِيهِ, وَأنْ يُتَأمَّلَ في جَوانِبِه...
وَمِمَّا يُسْرَدُ هَاهُنَا -دُعَابةً وطُرفَةً- مَا وَقعَ بَينَ يَدَيْ الأُستَاذ حِفنِي نَاصِف رَحِمهُ اللهُ وعَفا عَنهُ- مِن شَأنِ رَجُلٍ مِن جِلدَتِنا, كَان قَد سَافرَ إِلَى أُورُبَّا قَارَّةِ اللَّعنَةِ والظَّلَامِ, قَارَّةِ الاستِعمَارِ وَالفِسقِ وَالفُجورِ- كَانَ قَد سَافَرَ إِلَيهَا؛ فَغُيِّرَ فِكرُهُ, وَحُرِّفَت عَقِيدَتُهُ, وَجَاءَ زَائِغَ النَّظَرِ, زَائِغَ الفِكرِ, تَائِه الاعتِقَادِ, فَلمَّا ضَمَّهُ المَجْلِسُ فِيمَنْ ضَمَّ مِن أَعيَانِ الفِكرِ, وَكِبَارِ أَهلِ النَّظَرِ, أَقبَلَ هَذَا المَأفُونُ الَّذِي غُيِّرَ مَنهَجَهُ, وَغُيِّرَت عَقِيدَتُهُ.
أَقبَلَ عَلَى المَجْلِسِ قَائِلًا:
أَلَا إِنَّ قُرَّاءَ القُرآنِ مِنَ المُسلِمِينَ لَا يُحْسِنُونَ قَرَاءَتَهُ, وَإِنَّ التُّلَاةَ لِكِتَابِ اللهِ جَلَّ وَعَلَا- لَا يُجِيدُونَ تِلَاوَتَهُ!!
فَقَالَ الأُستَاذُ: وَكَيفَ ذَلِكَ؟ -حَفِظَكَ اللهُ رَبُّ العَالَمِينَ وَرَعَاك!!
قَالَ: إِنَّ تَاليَ القُرآنِ يَنبغِي أنْ يُمثِّلَ القُرآنَ في حَالِ التِّلاوَة, وَإنَّ قَارِئ القُرآنِ ينبَغِي أنْ يَأتِيَ مِنهُ مِن الحَركاتِ التَّمثيليَّةِ المُنطَبقةِ عَلَى مَعانِي الآياتِ ومَضمُونِها, مَا يُوضحُ المَعنَى الخَافِي الذِي هُوَ مُستَكِنٌّ بين حُروفِهَا.
فمَا كانَ منَ الرَّجُل إلَّا أنْ قَالَ لهُ بِالبَدِيهَةِ المُسرِعةِ السَّريعةِ رَحِمَهُ اللهُ وَعَفَا عنهُ- إِنَّ الذي تَقولُ لَحَسنٌ, وإنَّا لَنُرِيدُ مِنكَ الآن أَنْ تَقومَ فَتُمثِّل لنَا تَاليًا قَولَ اللهِ جلَّ وعلَا- {وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ}!!
قٌمْ فَمثِّل لنَا الآنَ مَعَ التِّلاوَةِ, قَولَ اللهِ جَلَّت قُدرتُه- {وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ}.
إِنَّ في قِصةِ يُوسفَ-عَليهِ السَّلامُ- مِنَ العِبرَةِ وَالعِظَةِ للشَّابِ المُسلمِ البَاحثِ عنِ العَفافِ, مَا يَدفَعُهُ إلى العَفَافِ دَفعًا, وَإنَّ فِيهَا لَعِبرَة, وَإِنَّ فِيهَا لَعِظَة.
نَسألُ اللهَ أَنْ يَنفَعَنا بِالقُرآنِ العَظيمِ, وَأنْ يَجعلَه لنَا قَائدًا إِلى الجَنَّةِ, لَا سَائِقًا إلَى النَّارِ.

التعليقات


مقاطع قد تعجبك


  لا تتكلم فيما لا يعنيك، وَفِّر طاقةَ عقلِك وطاقةَ قلبِك, واحفظ على نفسِك وقتَك
  رأيتم كيف زال ملك الملوك فكيف تظلمون
  رمضان فرصة للتائبين وبيان حقيقة الصيام
  حقيقة عيد الأم هو عيد أولاد الزنا في فرنسا!!
  احذر أن تكون إمَّعـة في أيدى النساء
  مَاذَا لَوْ قَامَتْ ثَوْرَةٌ فِي مِصْر؟!!
  توحيد الربوبية لا ينكره أحد
  أَهَمُّ شَيْءٍ في الحياةِ: هو دِينُ الله
  تنوع العبادات في ليالي رمضان
  تحذير الإمام أحمد من بدعة الحاكم ونهيه عن الخروج عليه
  أيسجد القلب؟!
  عَلَيْكَ بِتَقْوَى اللهِ
  الرد على شبهة: أُمرت أن أقاتل الناس...
  إِنْ لَمْ يَكُنْ الإِخْوَان والقُطْبيُّونَ مُبْتَدِعَةً!! فَمَن المُبْتَدِعَةُ إِذَن؟!!
  ويحك! اثبت واحذر أن يُؤتى المسلمون من قبلك
  • شارك

نبذة عن الموقع

موقع تفريغات العلامة رسلان ، موقع يحتوي على العشرات من الخطب والمحاضرات والمقاطع المفرغة لفضيلة الشيخ العلامة أبي عبدالله محمد بن سعيد رسلان-حفظه الله- . كما يعلن القائمون على صفحة وموقع تفريغات العلامة رسلان -حفظه الله- أن التفريغات للخطب ليست هي الشكل النهائي عند الطباعة، ولكن نحن نفرغ خطب الشيخ حفظه الله ونجتهد في نشرها ليستفيد منها طلاب العلم والدعاة على منهاج النبوة في كل أنحاء الدنيا، ونؤكد على أنَّ الخطب غير مُخرَّجة بشكل كامل كما يحدث في خطب الشيخ العلامة رسلان المطبوعة وليست الكتب المنشورة على الصفحة والموقع هي النسخة النهائية لكتب الشيخ التي تُطبع...وهذه الكتب ما هي إلا تفريغ لخطب الشيخ، غير أنَّ كتب الشيخ التي تُطبع تُراجع من الشيخ -حفظه الله- وتُخرج. والتفريغ عملٌ بشريٌ، ونحن نجتهد في مراجعة التفريغات مراجعة جيدة، فإذا وقع خطأ أو شكل الخطب كما نخرجها -إنما نُحاسب نحن عليها والخطأ يُنسب لنا وليس للشيخ -حفظه الله-.

الحقوق محفوظة لكل مسلم موقع تفريغات العلامة رسلان