مِنْ مَعَانِي التَّضْحِيَةِ: التَّضْحِيَةُ بِالْمَالِ فِي سَبِيلِ اللهِ -جَلَّ وَعَلَا-


 ((مِنْ مَعَانِي التَّضْحِيَةِ:

التَّضْحِيَةُ بِالْمَالِ فِي سَبِيلِ اللهِ -جَلَّ وَعَلَا- ))

*لَقَدْ حَثَّ اللهُ عَلَى النَّفَقَةِ وَالتَّضْحِيَةِ بِالْمَالِ فِي سَبِيلِ اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ-:

قَالَ تَعَالَى: {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ: 39].

قُلْ يَا رَسُولَ اللهِ، وَيَا كُلَّ دَاعٍ إِلَى اللهِ مِنْ أُمَّتِهِ لِهَؤُلَاءِ الْمُغْتَرِّينَ بِالْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ: إِنَّ رَبِّي يُوَسِّعُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، وَيُضَيِّقُ عَلَيْهِمْ لِحِكْمَةٍ يَعْلَمُهَا.

وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَمِنْ أَجْلِ ابْتِغَاءِ مَرْضَاتِهِ -جَلَّ وَعَلَا- -مَهْمَا قَلَّ ذَلِكَ الشَّيْءُ أَوْ كَثُرَ- فَاللهُ يُعَوِّضُهُ لَكُمْ فِي الدُّنْيَا، لَا مُعَوِّضَ سِوَاهُ؛ بِالْمَالِ أَوِ الْقَنَاعَةِ الَّتِي هِيَ كَنْزٌ لَا يَنْفَذُ، إِضَافَةً إِلَى الْأَجْرِ الْعَظِيمِ الَّذِي ادَّخَرَهُ لَكُمْ فِي الْآخِرَةِ، وَهُوَ سُبْحَانَهُ خَيْرُ مَنْ يُعْطِي وَيَرْزُقُ؛ لِأَنَّ كُلَّ رِزْقٍ مِنْ سِوَاهُ فَهُوَ مِنْ رِزْقِ اللهِ، أَجْرَاهُ اللهُ عَلَى أَيْدِي هَؤُلَاءِ.

وَقَالَ تَعَالَى: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9].

الْأَنْصَارُ الَّذِينَ تَوَطَّنُوا الْمَدِينَةَ وَاتَّخَذُوهَا سَكَنًا، وَأَسْلَمُوا فِي دِيَارِهِمْ، وَأَخْلَصُوا فِي الْإِيمَانِ، وَتَمَكَّنُوا فِيهِ مِنْ قَبْلِ هِجْرَةِ الْمُهَاجِرِينَ إِلَيْهِمْ؛ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَيُنْزِلُونَهُمْ فِي مَنَازِلِهِمْ، وَيُشَارِكُونَهُمْ فِي أَمْوَالِهِمْ، وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَزَازَةً وَغَيْظًا وَحَسَدًا مِمَّا أُعْطِيَ الْمُهَاجِرُونَ مِنَ الْفَيْءِ دُونَهُمْ؛ عِفَّةً مِنْهُم، وَشُعُورًا بِحَقِّ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أَصَابَهُمُ الْفَقْرُ بِسَبَبِ الْهِجْرَةِ.

ويُؤثِرُ الْأَنْصَارُ الْمُهَاجِرِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَمَنَازِلِهِمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ؛ وَلَو كَانُوا بِهِم فَاقَةٌ وَحَاجَةٌ إِلَى مَا يُؤثِرُونَ بِهِ، وَمَن يَكْفِهِ اللهُ الْحَالَةَ النَّفْسَانِيَّةَ الَّتِي تَقْتَضِي مَنْعَ الْمَالِ حَتَّى يُخَالِفَهَا فِيمَا يَغْلِبُ عَلَيْهَا مِنَ الْبُخْلِ وَالْحِرْصِ الشَّدِيدِ الَّذِي يَدْفَعُ إِلَى ارْتِكَابِ كَبَائِرِ الْإِثْمِ، فَيُنْفِقُ مَالَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى فِي الْمَصَارِفِ الَّتِي أَمَرَ اللهُ بِالْإِنْفَاقِ فِيهَا طَيِّبَ النَّفْسِ بِذَلِكَ؛ مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ بِهَذَا المَعْنَى؛ فَأُولَئِكَ الْفُضَلَاءُ رَفِيعُو الدَّرَجَةِ هُمْ وَحْدَهُمُ الظَّافِرُونَ بِكُلِّ خَيْرٍ، الْفَائِزُونَ بِكُلِّ مَطْلَبٍ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.

وَفِي الْآيَةِ: مَدْحُ الْإِيثَارِ فِي حُظُوظِ النَّفْسِ وَالدُّنْيَا.

يُصْرَفُ جُزْءٌ مِنْ هَذَا الْمَالِ لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ، الَّذِينَ أُجْبِرُوا عَلَى تَرْكِ أَمْوَالِهِمْ وَأَوْلَادِهِمْ، يَرْجُونَ أَنْ يَتَفَضَّلَ اللهُ عَلَيْهِمْ بِالرِّزْقِ فِي الدُّنْيَا وَبِالرِّضْوَانِ فِي الْآخِرَةِ، وَيَنْصُرُونَ اللهَ، وَيَنْصُرُونَ رَسُولَهُ بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ.

أولَئِكَ الْمُتَّصِفُونَ بِتِلْكَ الصِّفَاتِ هُمُ الرَّاسِخُونَ فِي الْإِيمَانِ حَقًّا، وَالْأَنْصَارُ الَّذِينَ نَزَلُوا المَدِينَةَ مِن قَبْلِ الْمُهَاجِرِينَ، وَاخْتَارُوا الْإِيمَانَ بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ، يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ مِنْ مَكَّةَ، وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ غَيْظًا وَلَا حَسَدًا عَلَى الْمُهَاجِرِينَ في سَبِيلِ اللهِ إِذَا مَا أُعْطُوا شَيْئًا مِنَ الْفَيْءِ وَلَمْ يُعْطَوْا هُمْ، وَيُقَدِّمُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمُ الْمُهَاجِرِينَ فِي الْحُظُوظِ الدُّنْيَوِيَّةِ وَلَوْ كَانُوا مُتَّصِفِينَ بِالْفَقْرِ وَالْحَاجَةِ، وَمَنْ يَقِهِ اللهُ حِرْصَ نَفْسِهِ عَلَى الْمَالِ، فَيَبْذُلُهُ فِي سَبِيلِهِ، فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ بِنَيْلِ مَا يَرْتَجُونَهُ وَالنَّجَاةِ مِمَّا يَرْهَبُونَهُ.

*وحَثَّ رَسُولُ اللهِ عَلَى النَّفَقَةِ وَالتَّضْحِيَةِ بِالْمَالِ فِي سَبِيلِ اللهِ:

لَقَدْ كَانَ الرَّسُولُ ﷺ يُخْبِرُ النَّاسَ مِنْ أَصْحَابٍ وَمَنْ يَلِي، يُخْبِرُهُمْ أَنَّهُ مَا مِنْ يَوْمٍ جَدِيدٍ إِلَّا وَاللهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- يَجْعَلُ مَلَكَيْنِ هُنَالِكَ قَائِمِينَ، يَقُولُ أَحَدُهُمَا: ((اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الْآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا)).

 وَيَقُولُ النَّبِيُّ ﷺ: إِنَّ اللهَ -جَلَّتْ قُدْرَتُهُ- قَدْ وَعَدَ وَعْدًا لَا يَتَخَلَّفُ؛ لِأَنَّ اللهَ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- لَا يَضْطَرُّهُ شَيْءٌ إِلَى شَيْءٍ، وَإِنَّمَا إِرَادَتُهُ نَافِذَةٌ، وَعَطَاؤُهُ كَلَامٌ، وَبَرَكَتُهُ كَلَامٌ، وعَذَابُهُ كَلَامٌ، يَعْنِي: يَقُولُ لِلشَّيْءِ: كُنْ فَيَكُونُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

فَأَخْبَرَ الرَّسُولُ ﷺ أَنَّ اللهَ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- أَخْبَرَ أَنْ أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ، ((يَا ابْنَ آدَمَ؛ أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ))، فَهَذَا شَرْطٌ مُعَلَّقٌ عَلَى ذَلِكَ الشَّرطِ الْمَشْرُوطِ، فَمَتَى مَا تَحَقَّقَ؛ جَاءَ الْجَزَاءُ بِفَضْلِ الْمَلِيكِ الْمَعْبُودِ.

يَقُولُ رَبُّنَا -جَلَّتْ قُدْرَتُهُ-: (( يَا ابْنَ آدَمَ؛ أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ)).

يَقُولُ النَّبِيُّ ﷺ: ((يَمِينُهُ مَلْأى، سَحَّاءَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ))، هَكَذَا عَلَى النَّصْبِ عَلَى الظَّرْفِيَّةِ  ((سَحَّاءَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، لَا تَغِيضُهَا نَفَقَةٌ)).

نَعَمْ! لَو أَنَّكَ نَظَرْتَ مَا أَنْفَقَ، وَكَمْ أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ الْخَلْقَ؛ لَعَلِمْتَ أَنَّ ذَلِكَ مُسْتَعْظَمٌ عِنْدَ الْخَلْقِ، وَأَمَّا عِنْدَ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-؛ فَشَيْءٌ هَيَّنٌ يَسِيرٌ.

((لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي، فَأَعْطَيْتُ كُلَّ وَاحِدٍ مَسْأَلَتَهُ)).

وَأَنْتَ خَبِيرٌ بِنَفْسِيَّةِ الْخَلْقِ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْقِفِ عَلَى التَّمَامِ؛ لِأَنَّ الْإِنْسَانَ إِذَا قَامَ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَقَدْ تَحَقَّقَ بِوَعْدٍ مِنَ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- بِإِنْفَاذِ مَا يَطْلُبُهُ، وِبِتَحْصِيلِ مَا يَتَطَلَّبُهُ؛ فَإِنَّهُ لَا يَدَّخِرُ وُسْعًا فِي تَعْظِيمِ الْمَسْأَلَةِ، فَكَمْ مِنْ طَالِبٍ يُرِيدُ مِثْلَ الدُّنْيَا خَمْسِينَ مَرَّةً إِلَى أَضْعَافٍ مُضَاعَفَةٍ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللهُ؟!! 

لَوْ قَامُوا إِنْسًا وَجِنًّا، لَوْ قَامُوا فِي صعِيدٍ وَاحِدٍ، فَسَأَلُونِي، فَأَعْطَيْتُ كُلَّ وَاحِدٍ مَسْأَلَتَهُ؛ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ))، وَهُوَ ثَقِيلٌ لَا يَحْمِلُ شَيْئًا، وَلَوْ كَانَ غَيْرَ ثَقِيلٍ؛ فَمَا يَحْمِلُ؟! لَا يَحْمِلُ شَيْئًا، وَإِنَّمَا هُوَ مَثَلٌ عَلَى سَبِيلِ التَّقْرِيبِ، وَلَوْ كَانَتْ ذَرَّةً أَوْ أَقَلَّ مِنْهَا؛ لَمَا نَقَصَتْ مِنْ مُلْكِ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-، هُوَ ذُو الْعَطَاءِ وَذُو الْمِنَّةِ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-.

وَالرَّسُولُ ﷺ أَخْبَرَ أَنَّ أَدْوَى الدَّاءِ، وَأَنَّ أَعْظَمَ الْأَمْرَاضِ: هُوَ الْبُخْلُ.

فَقَالَ ﷺ عِنْدَمَا سَأَلَ الْقَوْمَ عَنْ سَيِّدِهِمْ.

قَالُوا: فُلَانٌ عَلَى أَنَّا نُبَخِّلُهُ، يَعْنِي نَرْمِيهِ بِصِفَةِ الْبُخْلِ.

فَقَالَ الرَّسُولُ ﷺ: ((وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَى مِنَ الْبُخْلِ؟!!))

 يَعْنِي: مِثْلُ هَذَا الْبَخِيلِ لَا يَصْلُحُ أَنْ يَكُونَ سَيِّدًا فِي قَوْمِهِ.

*نَمَاذِجُ مُجَسَّدَةٌ فِي التَّضْحِيَةِ بِالْمَالِ عَبْرَ تَارِيخِ الْإِسْلَامِ:

إِنَّ الرَّسُولَ ﷺ لَمَّا كَانَ قَافِلًا عَائِدًا مِنْ حُنَيْنٍ، بَعْدَ أَنْ نَفَّلَهُ اللهُ الْغَنَائِمَ الْكَثِيرَة، وَسَاقَ إِلَيْهِ النِّعَمَ الْوَفِيرَةَ، وَآتَاهُ اللهُ أَمْوَالَ الْقَوْمِ وَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا، لَمَّا أَنْ عَادَ؛ أَقْبَلَتْ عَلَيْهِ الْأَعْرَابُ مِنْ كُلِّ صوْبٍ يَسْأَلُونَهُ، وَهُوَ يَعُودُ الْقَهْقَرِى، حَتَّى خَطِفَتْ سَمُرَةٌ هُنَالِكَ رِدَاءَ رَسُولِ اللهِ ﷺ.

 وَالسَّمُرَةُ: شَجَرَةٌ ذَاتُ شَوْكٍ.

 أَخَذ النَّبِيُّ ﷺ وَهُمْ يَزْحَفُونَ عَلَيْهِ يَتَقَهْقَرُ، حَتَّى كَانَ عِنْدَ تِلْكَ الشَّجَرَةِ بِشَوْكِهَا، فَخَطِفَ فَرْعٌ مِنْ فُرُوعِ تِلْكَ الشَّجَرَةِ رِدَاءَ رَسُولِ اللهِ ﷺ.

 فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: ((وَاللهِ، لَوْكَانَ لِي عَدَدُ هَذِهِ الْعِضَاةِ -وَهُو شَجَرٌ ذُو شَوْكٍ يَكُونُ فِي الْبَوَادِي، لَوْ كَانَ لِي عَدَدُ هَذَا الشَّجَرِ- أَنْعَامًا وَنَعَمًا لَفَرَّقْتُهَا فِيكُمْ، وَلَمْ أُبْقِ شَيْئًا، وَمَا وَجَدْتُمُونِي جَبَانًا، وَلَا كَذَّابًا، وَلَا بَخِيلًا)) ﷺ.

*الصَّحَابَةُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ- خَيْرُ مِثَالٍ فِي التَّضْحِيَةِ بِالْمَالِ:

النَّبِيُّ ﷺ كَانَ يُرَبِّي أَصْحَابَهُ عَلَى الْبَذْلِ وَالْجُودِ وَالْكَرَمِ، وَيَحُضُّهُمْ عَلَى الصَّدَقَةِ، كَمَا فِي ((الصَّحِيحِ)) عَنْ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، قَالَ: رَغَّبَ النَّبِيُّ ﷺ فِي الصَّدَقَةِ يَوْمًا، وَقَدْ وَافَقَ ذَلِكَ مَالًا عِنْدِي، فَقُلْتُ: الْيَوْمَ أَسْبِقُ أَبَا بَكْرٍ إِنْ سَبَقْتُهُ يَوْمًا.

قَالَ: فَانْقَلَبْتُ إِلَى أَهْلِي فَأَتَيْتُ بِشَطْرِ مَالِي -يَعْنِي بِنِصْفِهِ- حَتَّى وَضَعَتْهُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ ﷺ.

 فَقَالَ: ((مَا أَبْقَيْتَ لِأَهْلِكَ؟))

 قُلْتُ: مِثْلَهُ.

 قَال: ثُمَّ جَاءَ أَبُو بَكْرٍ، فَوَضَعَ مَا أَتَى بِهِ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ ﷺ.

فَقَالَ: ((مَا أَبْقَيْتَ لِأَهْلِكَ؟))

 قَالَ: أَبْقَيْتُ لَهُمُ اللهَ وَرَسُولَهُ .

فَقَالَ عُمَرُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: لَا جَرَمَ، لَا أُسَابِقُكَ إِلَى شَيْءٍ بَعْدَهَا أَبَدًا .

 فَأَذْعَنَ لَهُ بِالسَّبْقِ، وَصَدَّقَ فِعْلُ أَبِي بَكْرٍ مَا كَانَ فِي نَفْسِ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: الْيَوْمَ أَسْبِقُهُ إِنْ كُنْتُ سَابِقَهُ يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ، وَمَعَ ذَلِكَ لَمْ يَسْبِقْهُ.

 وَهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَكْنِزُونَ شَيْئًا مِنَ الْمَالِ، وَلَا يَحْرِصُونَ عَلَيْهِ؛ بَلْ كَانُوا أَجْوَدَ الْخَلْقِ بَعْدَ النَّبِيِّ ﷺ بِعَطِيَّةٍ وَهِبَةٍ، وَصِلَةٍ وَبِرٍّ.

 وَالرَّسُولُ ﷺ يُعَلِّمُهُمْ، وَيَدْعُوهُمْ إِلَى ذَلِكَ، وَيُرَبِّيهِمْ عَلَيْهِ، حَتَّى إِنَّهُ ﷺ كَانَ جُودُهُ لَا يُبْقِي لَدَيْهِ شَيْئًا مِمَّا يُمْكِنُ أَنْ يُقِيتَ ذَا كَبِدٍ رَطْبَةٍ، حَتَّى إِنَّ رَجُلًا- كَمَا فِي ((الصَّحِيحَيْنِ))- جَاءَ النَّبِيَّ ﷺ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ: إِنِّي مَجْهُودٌ -يَعْنِي بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدُ مَبْلَغَهُ، بِفَقْرٍ وَعَوَزٍ وَجُوعٍ.

 فَأَرْسَلَ الرَّسُولُ ﷺ إِلَى بَعْضِ أَبْيَاتِ أَزْوَاجِهِ: ((هَلْ عِنْدَكِ مِنْ شَيْءٍ؟))

 فَقَالَت -وَقَدْ رَدَّتْ مَنْ أَرْسَلَهُ إِلَيْهَا رَسولُنَا ﷺ بِهَذِهِ الرِّسَالَةِ-: لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا عِنْدِي إِلَّا الْمَاءُ.

فَأَرْسَلَ إِلَى أُخْرَى، حَتَّى ذَهَبَ رَسُولُ رَسُولِ اللهِ إِلَى أَبْيَاتِ أَزْوَاجِهِ جُمَعَ، وَكُلُّهُنَّ يَقُلْنَ: وَالَّذِي بَعَثَك بِالْحَقِّ مَا عِنْدَنَا إِلَّا الْمَاءُ.

 فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: ((مَنْ يُضَيِّفُ ضَيْفَ رَسُولِ اللهِ ﷺ؟))

 فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ.

 فَأَخَذَ بِيَدِهِ، فَانْقَلَبَ بِهِ إِلَى رَحْلِهِ، ثُمَّ أَتَى أَهْلَهُ، فَقَالَ: هَلْ عِنْدَكِ مِنْ شَيْءٍ؟

 قَالَتْ: مَا عِنْدِي إِلَّا قُوتُ صبْيَانِي، مَا عِنْدِي إِلَّا عَشَاءُ صبْيَانِي.

 قَالَ: فَنَوِّمِيهِمْ، فَعَلِّلِيهِمْ؛ حَتَّى إِذَا نَامُوا قَدِّمِي طَعَامَ الصِّبْيَانِ بَيْنَ يَدَيْ ضَيْفِ رَسُولِ اللهِ ﷺ، ثُمَّ قُومِي إِلَى الْمِصْبَاحِ فَأَطْفِئِيهِ.

يَعْنِي: قُومِي إِلَى السِّرَاجِ وَلَا تُطْفِئِيهِ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ إطْفَاءً كَامِلًا، وَإِنَّمَا تَقُومُ إِلَيْهِ مِنْ أَجْلِ أَنْ تَخْفِضَ مِنْ ضَوْئِهِ شَيْئًا.

حَتَّى إِذَا جَلَسْنَا؛ نُرِي الضَّيْفَ أَنَّا نَأْكُلُ؛ قُومِي إِلَى السِّرَاجِ فَأَطْفِئِيهِ.

 فَقَرَّبَتِ الطَّعَامَ، وَقَامَتْ إِلَى الْمِصْبَاحِ، ثُمَّ جَاءَتْ إِلَى الطَّعَامِ، حَتَّى إِذَا ظَنَّ الرَّجُلُ أَنَّهُمَا يَأْكُلَانِ قَامَتْ إِلَى الْمِصْبَاحِ فَأَطْفَأَتْهُ.

 وَأَكَلَ ضَيْفُ رَسُولِ اللهِ ﷺ طَعَامَ صِبْيَانِ الْأَنْصَارِيِّ بِمَحْضَرٍ مِنْ أُمِّهِمْ، لَا تَجِدُ مَسًّا لِلْحُزْنِ فِي قَلْبِهَا، وَلَا ثَارَةً لِلْوَجْدِ فِي نَفْسِهَا، وَإِنَّمَا تَرَى الْبَذْلَ وَالْجُودَ أَحَبَّ إِلَيْهَا مِنْ إِطْعَامِ صِبْيَانِهَا.

كَذَلِكَ كَانُوا.

الْأَنْصَارِيُّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- لَمَّا أَطْعَمَ ضَيْفَ رَسُولِ اللهِ ﷺ عَلَى ذَلِكَ النَّحْوِ الْمَوْصُوفِ، وَمَضَى اللَّيْلُ يَطْوِي سَاعَاتِهِ طَيًّا، حَتَّى إِذَا انْبَلَجَ الصُّبْحُ، وَإِذَا مَا جَاءَ بِفَلَقٍ نِيِّرٍ مُبِينٍ؛ ذَهَبَ إِلَى النَّبِيِّ الْأَمِينِ ﷺ، فَبَشَّرَهُ، فَقَالَ: ((عَجِبَ اللهُ مِنْ صنِيعِكُمَا اللَّيْلَةَ))، عَجِبَ اللهُ -جَلَّتْ قُدْرَتُهُ- مِنْ صنِيعِكَ وَفُلَانَةَ اللَّيْلَةَ مَعَ ضَيْفِ رَسُولِ اللهِ ﷺ.

وَفِي الْحَدِيثِ الَّذِي هُو حَسَنٌ بِشَوَاهِدِهِ، أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي ((سُنَنِهِ))، عَن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: ((هَلْ أَطْعَمَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ مِسْكِينًا؟))

 فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ؛ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَرَأَيْتُ مِسْكِينًا، وَكِسْرَةٌ مِنْ خُبْزٍ فِي يَدِ وَلَدِي عَبْدِالرَّحْمَنِ، فَأَخَذْتُهَا مِنْهُ، وَأَعْطَيْتُهَا الْمِسْكِينَ.

فَيَجِدُ وَقْعَهَا بِحَلَاوَتِهَا بِذَوْقِهِا فِي فَمِهِ، وَعَلَى مَعِدَتِه أَحَبَّ إِلَيْهِ؛ لِأَنَّهَا تَبْقَى بَقَاءً سَرْمَدِيًّا بِثَوَابِهَا، وَأَثَرِهَا، وَعَطَائِهَا مِنْ عِنْدِ رَبِّهَا بِعَطَاءٍ لَا يَنْفَدُ، فَيَجِدُ ذَلِكَ أَحْلَى وَأَرْسَخَ فِي ذَوْقِ هَذَا الْفَقِيرِ الَّذِي تَعَرَّضَ وَلَمْ يَسْأَلْ، ثُمَّ يَجِدُ ذَلِكَ أَرْسَخَ ثَبَاتًا فِي نَفْسِهِ وَفِي مَعِدَتِهِ مِمَّا لَوْ كَانَتْ فِي نَفْسِ عَبْدِالرَّحْمَنِ، فِي مَعِدَتِهِ، وَهُوَ فِلْذَةُ كَبِدِهِ.

لَا تَبْغِ عَلَى الْإِطْعَامِ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا، وَإِنَّمَا تَقَعُ صدَقَتُكَ فِي يَدِ اللهِ، فَيُرَبِّيهَا لَكَ، كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ -يَعْنِي مُهْرَهُ-، فَمَا يَزَالُ يَرْبُو وَيَرْبُو حَتَّى تَكُونَ التَّمْرَةُ جَبَلًا مِنْ تَمْرٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَنَّى هَذَا، وَمَا امْتَلَكْتُ عُشْرَ مِعْشَارِهِ فِي الدُّنْيَا أَبَدًا؟!!

يَقُولُ: ((صَدَقَتُكَ فِي يَوْمِ كَذَا، مَا زِلْتُ أُرَبِّيهَا لَكَ))؛ يَعْنِي: أَزِيدُهَا لَكَ بَرَكَةً، وَعَطَاءً، وَبِرًّا، حَتَّى صارَتْ إِلَى مَا تَرَى.

إِنَّ الرَّسُولَ ﷺ كَانَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَالنَّبِيُّ ﷺ يُمَارِسُ ذَلِك فِي وَاقِعِ الْحَيَاةِ، وَفِي ظَاهِرِ الْأَمْرِ؛ لِيَقْتَدِيَ بِهِ مَنْ هُنَالِكَ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَمَنْ يَأْتِي بَعْدُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، حَتَّى يَرِثَ اللهُ الْأَرْضَ وَمَن عَلَيْهَا.

وَقَدْ كَانَ الصَّالِحُونَ عَلَى هَذَا؛ فَهَذَا الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ، كَانَ صائِمًا، وَكَانَ غُلَامُهُ صائِمًا، كَانَ لَدَيْهِ غُلَامٌ مِنَ الْأَعْبُدِ يَخْدُمُهُ، وَكَانَ صائِمًا كَحَالِهِ، فَلَمَّا أَنِ اقْتَرَبَ الْمَغْرِبُ، وَآذَنَ بِالدُّنُوِّ؛ طَرَقَ طَارِقٌ الْبَابَ، فَدَخَلَ الْغُلامُ وَخَرَجَ، ثُمَّ أَتَى إِلَى سَيِّدِهِ، فَلَمْ يَتَكَلَّمْ، فَقَالَ: مَا الشَّأْنُ؟.

 قَالَ: إِنَّ سَائِلًا جَاءَ يَسْأَلُ، فَأَعْطَيْتُهُ.

 قَالَ: وَمَا أَبْقَيْتَ؟

قَالَ: أَعْطَيْتُهُ مَا عِنْدَنَا كُلَّهُ .

 قَالَ: أَلَمْ تُبْقِ لإِفْطَارِنَا شَيْئًا؟

 قَالَ: لَا.

 قَالَ: إِذَنْ هَذَا الَّذِي تَصْنَعُهُ يَدُلُّ عَلَى شَيْءٍ: وَهُوَ أَنَّكَ كَبِيرُ كَثِيْرُ عَظِيمُ التَّوَكُّلِ، قَلِيلُ ضَعِيفُ الْعِلْمِ.

 أَنْتَ كَثِيرُ التَّوَكُّلِ، قَلِيلُ الْعِلْمِ.

 فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ شَيْئًا، فَلَمَّا أَنْ آذَنَ الْـمَغْرِبُ بِالدُّنُوِّ، وَآنَ أَوَانُ إِفْطَارِ الصَّائِمِينَ؛ طَرَقَ الْبَابَ طَارِقٌ، فَدَخَلَ بِصَحْفَةٍ عَظِيمَةٍ عَلَيْهَا مِنْ أَطَايِبِ الطَّعَامِ.

 فَقَال ذَلِكَ الدَّاخِلُ -وَكَانَ عَبْدًا- لِلْحَسَنِ: أَنَا باللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، ثُمَّ بِكَ.

قَالَ: وَمَا ذَلِكَ؟

قَالَ: إِنَّ سَيِّدِي قَدْ قَالَ: إِنْ قَبِلَ مِنْكَ هَذَا الطَّعَامَ؛ فَأَنْتَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللهِ، فَاقْبَلْهُ حَتَّى تَعْتِقَ رَقَبَتِي، وَتَنَالَ الثَّوَابَ الْجَزِيلَ عِنْدَ اللهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ.

فَقَالَ: قَدْ قَبِلْنَاهُ .

وَلَمَّا انْصَرَفَ الرَّجَلُ -وَقَدْ صارَ حُرًّا-؛ أَقْبَلَ غُلَامُ الْحَسَنِ عَلَيْهِ، أَقْبَلَ الْعَبْدُ الَّذِي لِلْحَسَنِ عَلَيْهِ، فَقَالَ: يَا سَيِّدِي، إِنَّكَ لَكَثِيرُ الْعِلْمِ، ضَعِيفُ الْيَقِينِ.

 يَقُولُ لَهُ رَدًّا عَلَى مَقَالَتِهِ السَّابِقَةِ، عِنْدَمَا قَالَ لَهُ لِعَظِيمِ تَوَكُّلِهِ: أَنْتَ كَثِيرُ الْيَقِينِ، قَلِيلُ الْعِلْمِ.

 وَالْآنَ خُذْهَا مِمَّنْ يُحْسِنُ أَنْ يُسَدِّدَ فِي مَقْتَلٍ، وَيَضْرِبَ فِي مَفْصَلٍ، خُذْهَا إِلَيْكَ:  ((وَأَمَّا أَنْتَ؛ فَكَثِيرُ الْعِلْمِ، قَلِيلُ الْيَقِينِ)).

أَنَا قَلِيلُ الْيَقِينِ، أَمْ كَثِيرُ الْيَقِينِ؟!!

كَثِيرُ الْيَقِينِ، قَلِيلُ الْعِلْمِ، وَأَمَّا أَنْتَ فَقَلِيلُ الْيَقِينِ، كَثِيرُ الْعِلْمِ، فَلَمْ يُغْنِ عَنْكَ شَيْئًا.

وَمَا الْعِلْمُ فِي الْمُنْتَهَى إِلَّا مِنْ أَجْلِ تَحْصِيلِ الْيَقِينِ؟!!

وَمَا الْعِلْمُ بِشَيْءٍ إِنْ لَمْ يُورِثِ الْخَشْيَةَ، وَإِنَّمَا الْعِلْمُ الْخَشْيَةُ.

 

المصدر: الشَّهَامَةُ وَالْمُرُوءَةُ وَالتَّضْحِيَةُ فِي الْإِسْلَامِ

التعليقات


فوائد مفرغة قد تعجبك


  وُجُوبُ شُكْرِ نِعْمَةِ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
  مِنْ مَعَالِمِ الرَّحْمَةِ فِي خُطْبَةِ الْوَدَاعِ: إِبْطَالُ الرِّبَا الْمُدَمِّرِ لِلْمُجْتَمَعِ
  آدَابُ الطُّرُقِ وَالْأَمَاكِنِ الْعَامَّةِ
  الْوَفَاءُ بِعَهْدِ رَسُولِ اللهِ ﷺ
  الْعِلْمُ ضَرُورَةٌ دِينِيَّةٌ شَرْعِيَّةٌ
  حُكْمُ الشَّائِعَاتِ فِي الْإِسْلَامِ
  رِسَالَةٌ مَلِيئَةٌ بِالْأَمَلِ وَالْبُشْرَيَاتِ لِأَهْلِ السُّنَّةِ فِي كُلِّ مَكَانٍ
  حَثُّ اللهِ وَرَسُولِهِ ﷺ عَلَى عِبَادَةِ الذِّكْرِ
  الدرس الثاني عشر : «الحَيَاءُ»
  اتَّقُوا اللهَ فِي صَخْرَتَيِ الْإسْلَامِ -مِصْرَ وَبِلَادِ الْحَرَمَيْنِ-
  النِّفَاقُ لُغَةً وَشَرْعًا
  الدرس الثامن والعشرون : «الاسْتِغْفَــــارُ وَالتَّوْبَةُ»
  الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ أَعْظَمُ الْأَعْمَالِ وَأَزْكَاهَا
  احْذَرِ النِّفَاقَ يَا ضَعِيفُ!!
  الصَّائِمُونَ الْمُفْلِسُونَ
  • شارك

نبذة عن الموقع

موقع تفريغات العلامة رسلان ، موقع يحتوي على العشرات من الخطب والمحاضرات والمقاطع المفرغة لفضيلة الشيخ العلامة أبي عبدالله محمد بن سعيد رسلان-حفظه الله- . كما يعلن القائمون على صفحة وموقع تفريغات العلامة رسلان -حفظه الله- أن التفريغات للخطب ليست هي الشكل النهائي عند الطباعة، ولكن نحن نفرغ خطب الشيخ حفظه الله ونجتهد في نشرها ليستفيد منها طلاب العلم والدعاة على منهاج النبوة في كل أنحاء الدنيا، ونؤكد على أنَّ الخطب غير مُخرَّجة بشكل كامل كما يحدث في خطب الشيخ العلامة رسلان المطبوعة وليست الكتب المنشورة على الصفحة والموقع هي النسخة النهائية لكتب الشيخ التي تُطبع...وهذه الكتب ما هي إلا تفريغ لخطب الشيخ، غير أنَّ كتب الشيخ التي تُطبع تُراجع من الشيخ -حفظه الله- وتُخرج. والتفريغ عملٌ بشريٌ، ونحن نجتهد في مراجعة التفريغات مراجعة جيدة، فإذا وقع خطأ أو شكل الخطب كما نخرجها -إنما نُحاسب نحن عليها والخطأ يُنسب لنا وليس للشيخ -حفظه الله-.

الحقوق محفوظة لكل مسلم موقع تفريغات العلامة رسلان