تفريغ مقطع : رسالة لكل زوج ضع هذه القاعدة أمام عينيك دائما حتى لا تتعب فى حياتك الزوجية!

وَالنَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: ((خَيرُكُم خَيرُكُم لِأَهلِهِ وَأَنَا خَيرُكُم لِأَهلِي)) -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-.
وَكَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- أَحسَنَ النَّاسِ سِيَاسَةً لِلزَّوجَةِ، يُعَلِّمُنَا رَبُّنَا بِهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- مَا نَأخُذُ بِهِ وَمَا نَدَع.
كَانَ يَومًا عِندَ وَاحِدَةٍ مِن أُمَّهَاتِ المُؤمِنينَ فِي نَوبَتِهَا -هِيَ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهَا-, فَأَرسَلَت إِحدَى أُمَّهَاتِ المُؤمِنِينَ صَحفَةً بِهَا طَعَام وَكَانَتْ صَنَاعًا تُحسِنُ صُنعَ الطَّعَامِ, فَأَرسَلَت صَحفَةً مِن طَعَامٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ عِندَ عَائِشَةَ فِي حُجرَتِهَا وَمَعهُ بَعضُ أَصحَابِهِ، جَاءَ الغُلامُ فَطَرَقَ أَوْ نَادَى أَوْ استَأذَنَ، فَقَابَلَتهُ عَائشَةُ، فَقَالَ: هَذَا الطَّعَام أَرسَلَتهُ فُلَانَة إِلَى رَسُولِ اللهِ.
كَأَنَّهَا قَالَت: فِي بَيتِي وَفِي نَوبَتِي؟! وَأَخَذَتهَا غَيرَة. وَمَن الذِي يُغَارَ عَلَيهِ إِذَا لَم يُغَر عَلَى رَسُولِ اللهِ، هُوَ أَحَقُّ مَن يُغَارُ عَلَيهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-.
فَأَخَذَت عَائشَةُ الصَّحفَةَ -مِن فَخَّارٍ- فَضَرَبَت بِهَا الأَرض؛ فَتَنَاثَرَت قِطَعًا وَانتَثَرَ الطَّعَام، وَهَذَا مَوقِفٌ مُحرِجٌ بِلَا شَك, إِذَا وَقَعَ مِن امرَأَةِ الرَّجُلِ فِي مَحضَرِ بَعضِ أَصحَابِهِ وَضِيفَانِهِ، لَوْ أَنَّ هَذَا وَقَعَ لِأَحَدِنَا لَغَضِبَ، لَا شَكَّ فِي هَذَا!!
وَأَمَّا رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- فَهُوَ أَحلَمُ النَّاس، قَامَ يَجمَعُ الطَّعَامَ بِيَدِهِ الشَّرِيفَة وَيَقُولُ لِأَصحَابِهِ مُعتَذِرًا عَن عَائِشَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنهَا وَعَنهُم-:((غَارَت أُمُّكُم، غَارَت أُمُّكُم ((.

يَعنِي: مَسَّتهَا الغَيرَةُ بِنِيرَانِهَا فَصَنَعَت مَا صَنَعَت, وَكَأَنَّهَا لَا تَدرِي مَا تَأتِي.
قَالَ: ((غَارَت أُمُّكُم، غَارَت أُمُّكُم)), ثُمَّ دَعَا بِصَحفَةِ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَنهَا-، فَقَالَ: ((صَحفَةٌ بِصَحفَة))، فَأَرسَلَ هَذِهِ مَكَانَ التِي كُسِّرَت، وَدَاوَى الأَمرَ عِندَ أَصحَابِهِ -رَضِيَ اللهُ عَنهُم- وَانتَهَت المَسأَلَة، وَلَم يَكُنْ شَيء.
وَأَمَّا الغَيرَةُ عَلَيهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-؛ فَإِنَّ عَائِشَةَ كَانَت عَظِيمَةَ الغَيرَةِ عَلَى رَسُولِ اللهِ فِي غَيرِ مَعصِيَة، يَعنِي مَا تَدفَعُهَا الغَيرَةُ -كَمَا يَكُونُ مِنَ النِّسوَةِ- إِلَى الإِتيَانِ بِأَمرٍ يَكرَهُهُ اللهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- وَرَسُوله -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-.
كَانَت مَرَّةً مَعَهُ فِي السَّفَرِ، وَكَانَ إِذَا أَرَادَ السَّفَرَ أَقرَعَ بَينَ نِسَائِهِ -أَجرَى القُرعَةَ بَينَ نِسَائِهِ- فَعَلَى أَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهمُهَا خَرَجَت مَعَهُ، فَخَرَجَت عَائِشَةُ وَأُخرَى مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- فِي سَفرَةٍ، فَكَانَت عَائِشَةُ فِي هَودَجٍ -وَهُوَ مَا يَكُونُ فَوقَ الرَّاحِلَةِ, فَوقَ النَّاقَةِ أَوْ الجَمَلِ مِمَّا يُصنَع لِلمَرأَةِ يُخفِيهَا عَن أَعيُنِ النَّاظِرِين-، فَكَانَت فِي هَودَجٍ وَأُمُّ المُؤمِنِينَ الأُخرَى فِي هَودَجٍ آخَرَ, كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- يُحَاذِي بِرَاحِلَتِهِ رَاحِلَةَ عَائشَة، يُدخِلُ رَأسَهُ فِي هَودَجِهَا يُكَلِّمُهَا وَيُسِرُّ إِلَيهَا.
أَرَادَت عَائشَةُ-رَضِيَ اللهُ عَنهَا- أَنْ تَعلَمَ مَنزِلَتَهَا عِندَهُ، فَقَالَت لِأُختِهَا -أُمِّ المُؤمِنِينَ الأُخرَى التِي كَانَت مَعَهَا-: غَيِّرِي مَعِي فَكُونِي فِي هَودَجِي, وَأَكُونُ فِي هَودَجِكِ مِن غَيرِ أَنْ يَعلَمَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-، فَلَمَّا سَارَ الرَّكبُ حَاذَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- برَاحِلَتِهِ الرَّاحِلَةَ التِي يَظُنُّ أَنَّ عَائشَةَ علَى ظَهرِهَا -وَالتِي كَانَت عَلَيهَا قَبلُ-, فَأَدخَلَ رَأسَهُ فِي الهَودَجِ وَعَائشَةُ تَنظُرُ مِن خِلَالِ السِّترِ -سِترِ الهَودَج- فَأَخَذَتهَا الغَيرَةُ؛ فَأَنَاخَت رَاحِلَتَهَا فَنَزَلَت فَجَعَلَت تَضَعُ قَدَمَهَا فِي الإِذخِرِ -وَهُوَ حَشِيشٌ طَيِّبُ الرَّائحَة يَكُونُ فِي الحِجَازِ, وَقَدَ تَسكُنُهُ بَعضُ الهَوامّ-, فَجَعَلَت قَدَمَهَا فِي الإِذخِرِ وَهِيَ تَقُولُ: اللَّهُمّ سَلِّط عَلَيَّ حَيَّةً تَنهَشُنِي، رَسُولُ اللهِ وَلَا أَستَطِيعُ أَنْ أَقُولَ لَهُ شَيئًا.
كَأَنَّهَا تَقُولُ أَنَا الذِي أَتَيتُ بِهِ لِنَفسِي، أَنَا المَلُومَةُ، وِهِيَ تَعلَمُ أَيضًا أَنَّهَا لَو لُدِغَت؛ لَخَفَّ إِلَيهَا مُسرِعًا رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ-.
النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- أَخبَرَنَا عَن خُلُقِ المَرأَةِ، فَقَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: ((إِنَّهَا خُلِقَت مِن ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعوَجَ مَا فِي الضِلَعِ أَعلَاهُ، فَإِنْ أَنْتَ ذَهَبتَ تُقِيمُهُ كَسَرتَهُ، وَإِنْ استَمتَعتَ بِهَا استَمتَعتَ بِهَا عَلَى عِوَجٍ))
فَبَيَّنَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ مُعَامَلَةَ المَرأَةِ لَا يُمكِنُ أَن تَستَقِيمَ إِلَّا مَعَ بَعضِ المُدَارَاةِ, إِلَّا مَعَ بَعضِ الإغضَاءِ, إِلَّا مَعَ بَعضِ المُسَامَحَة, وَمَعلُومٌ أَنَّ المَرأَةَ إِذَا حَافَظَت عَلَى خَمسِهَا, وَصَامَت شَهرَهَا, وَحَصَّنَت فَرجَهَا, وَأَطَاعَت بَعلَهَا؛ دَخَلَت جَنَّةَ رَبِّهَا...
لِأَنَّ مِن خُلُقِ النِّسَاءِ كَمَا بَيَّنَ الرَّسُولُ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُنَّ يَكفُرنَ العَشِير، فَعَلَى الرَّجُلِ أَنْ يَجعَلَ هَذِهِ القَاعِدَةَ دَائمًا نُصبَ عَينَيهِ وَبِإِزَاءِ عَينِ بَصِيرَتِهِ، المَرأَةُ مَهمَا صُنِعَ لهَا تَجحَدُ وَتَكفُرُ العَشِيرَ وَمَن أَنعَمَ عَلَيهَا!!
قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-، لمَّا قَالَ: ((اطَّلَعتُ إِلَى النَّارِ فَوَجَدتُ أَكثَرَ أَهلِهَا النِّسَاء, يَكفُرنَ.((
فَقَامَت امرَأَةٌ فَقَالَت: يَا رَسُولَ اللهِ؛ يَكفُرنَ بِاللهِ؟!
قَالَ: ((لَا؛ يَكفُرنَ العَشِير، فَإِنْ أَحَدَكُم لَو أَحسَنَ إِلَى امرَأَتِهِ أَربَعِينَ سَنَة, ثُمَّ أَسَاءَ إِلَيهَا مَرَّةً وَاحِدَةً لَقَالَت: مَا وَجَدتُ مِنكَ إِحسَانًا قَطّ.((
لَوْ أَنَّنَا تَعَلَّمنَا مِن نَبِيِّنَا -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-؛ لَاستَقَامَت حَيَواتُنَا، وَلَسَكَنَت خُصُومَاتُنَا، وَلَقَرَّت وَاستَقَرَّت بُيُوتُنَا، لِأَنَّ المَرءَ إِذَا كَانَ عَالِمًا بِأَنَّ هَذَا سَيَكُونُ حَتمًا كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ، فَإِذَا سَمِعَهُ مِن المَرأَةِ يَومًا؛ لَا يُنكِرُهُ، يَقُولُ: صَدَقَ النَّبِيُّ الذِي أَخبَر -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-.
وَهِيَ قَائلَةٌ لَا مَحَالَة؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: ((فَإِنْ أَحَدَكُم لَو أَحسَنَ إِلَى امرَأَتِهِ أَربَعِينَ سَنَة, ثُمَّ أَسَاءَ إِلَيهَا مَرَّةً وَاحِدَةً؛ قَالَت: مَا وَجَدتُ مِنكَ إِحسَانًا قَطّ)), فَتَجحَدُ أَربَعِينَ سَنَةً مِنَ المَعرُوفِ لِذَنبٍ وَاحدِ!!

التعليقات


مقاطع قد تعجبك


  اِجْتَمِعُوا عَلَى عَقِيدَةِ التَّوْحِيدِ وَلَا تَتَفَرَّقُوا
  عندما يكون عِلمُ الرجلِ أكبر من عقلهِ
  القِصَّةُ الكَامِلَةُ لِمَقْتَلِ الحُسَيْن –رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-
  أَكثَرُ النَّاس يُنازِع مِن أَجلِ التَّحسِينَيات!!
  الرد على شبهة: أُمرت أن أقاتل الناس...
  ((3))...(( هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ))
  جملة مختصرة من أحكام عيد الفطر
  اللعب بالعقائد سكب للنفط على النار
  الناسُ في غفلةٍ عما يُراد بِهم
  الدفاع عن الشيخ المُجَدِّد محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- في مسألة التكفير بلا مُوجِب
  حقيقة العلاج بالقرآن
  رِسَالَةُ الشَّيْخِ رَسْلَان إِلَى الأَقْبَاطِ
  تحذيرٌ هَامٌّ للنِّسَاءِ اللاتِي تُرْضِعْنَ أَطْفَالًا غَيْرَ أَطْفَالِهِنَّ
  جرائم الصليبيين والشيوعيين ضد المسلمين
  أين دُفن هؤلاء الصحابة -رضي الله عنهم-
  • شارك

نبذة عن الموقع

موقع تفريغات العلامة رسلان ، موقع يحتوي على العشرات من الخطب والمحاضرات والمقاطع المفرغة لفضيلة الشيخ العلامة أبي عبدالله محمد بن سعيد رسلان-حفظه الله- . كما يعلن القائمون على صفحة وموقع تفريغات العلامة رسلان -حفظه الله- أن التفريغات للخطب ليست هي الشكل النهائي عند الطباعة، ولكن نحن نفرغ خطب الشيخ حفظه الله ونجتهد في نشرها ليستفيد منها طلاب العلم والدعاة على منهاج النبوة في كل أنحاء الدنيا، ونؤكد على أنَّ الخطب غير مُخرَّجة بشكل كامل كما يحدث في خطب الشيخ العلامة رسلان المطبوعة وليست الكتب المنشورة على الصفحة والموقع هي النسخة النهائية لكتب الشيخ التي تُطبع...وهذه الكتب ما هي إلا تفريغ لخطب الشيخ، غير أنَّ كتب الشيخ التي تُطبع تُراجع من الشيخ -حفظه الله- وتُخرج. والتفريغ عملٌ بشريٌ، ونحن نجتهد في مراجعة التفريغات مراجعة جيدة، فإذا وقع خطأ أو شكل الخطب كما نخرجها -إنما نُحاسب نحن عليها والخطأ يُنسب لنا وليس للشيخ -حفظه الله-.

الحقوق محفوظة لكل مسلم موقع تفريغات العلامة رسلان